جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / أحداث أمنية ومخططات فتن كبيرة، مَنْ يتلاعب بالسلم الأهلي في لبنان؟
IMG-20230703-WA0003

أحداث أمنية ومخططات فتن كبيرة، مَنْ يتلاعب بالسلم الأهلي في لبنان؟

 

خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام

تتسارع وتيرة الأحداث الأمنية في لبنان بالآونة الأخيرة بشكلٍ لافتٍ للنظر، فمن جريمة بشري التي سقط فيها قتيلين من البلدة بظروف غامضة، والتي إلى الآن لم تُعرف حيثياتها ولم تُكشف هوية القاتلين، إلى واقعة إطلاق النار على المصلين أمس في بر الياس وما يشكل هذا الموضوع من خطورة بالغة على السلم الأهلي، إلى الخرق الإسرائيلي على الحدود ودخول القوات الاسرائيلية بلدة الغجر الحدودية، وكأنَّ هناك رسائل مُعلَّبة يُراد إيصالها من خلال تلك الأحداث، خصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، بل من تاريخ المنطقة ككل.

لقد كثُر المصطادون بالماء العَكِر في سبيل تأجيج الوضع على كافة المستويات لا سيما الأمنية منها، خصوصًا أن أهم القضايا الأساسية لم يُعرف مصيرها حتى الآن، وعلى رأسها موضوع تعذّر انتخاب رئيس للجمهورية، وإصرار البعض على فرض مرشحهم على اللبنانيين، وانعدام أي أفق للحل في هذا الاستحقاق المهم، ريثما تنضج الطبخة الإقليمية التي لم تستوِ بعد بخصوص الملف اللبناني، وبالتالي فإننا على مفترق طرق مهم وحَذِر، يجب التصرف حياله بكثير من الوعي، وبفائض من الحكمة والرويّة، لأن الانزلاق بالفتنة لا يخدم إلا أعداء الوطن والمتربّصين بشعبنا وأرضنا.

تجدر الإشارة إلى أن القوى الأمنية والعسكرية تبذل جهدًا كبيرًا لمنع الفتنة وتطويق أي إشكال يهدد السلم الأهلي، ولكن يبدو أننا أمام رياح عاتية وعواصف كاسحة ستمرُّ علينا في لبنان الذي هو بالأساس بلد منهَك بالأزمات والمصائب، والدولة فيه شبه مفككة ومُثقَلة بالفساد، فالاحتقان موجود، وهناك مَنْ يسعى ليل نهار لتسعيره، ولكن في المقابل وعند كل حادثة؛ نشهد حسًّا وطنيًّا عاليًا ووعيًا كبيرًا لدى الأهالي والعقلاء في كل مجتمعات هذا الوطن النازف، والذين يُظهرون تكاتفًا غير مسبوق، ونبذًا صارمًا للفتن، ورفضًا قاطعًا الوقوع في المخططات الشيطانية، والذين دائما هم يقطعون الطريق على كل مَنْ تسوّل له نفسه إعادة الناس لزمن الحرب والاقتتال العبثي الذي لم ينلْ منه الناس إلا الخراب، ولم ينلْ منه الوطن إلا الدمار.