جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / أشهر القلاع اليابانية تعود الى الحياة
99945850_gettyimages-521254260

أشهر القلاع اليابانية تعود الى الحياة

في حديقة بوسط مدينة كوماموتو بجزيرة كيوشو التي لا يؤمها كثير من الزوار، أقصى جنوب غرب اليابان، يمكنك رؤية مجموعة من السكان المحليين يحاولون جاهدين إكمال ما يمكن تسميته أصعب بناء مُركب من القطع الصغيرة المحيرة في العالم. إنها مشكلة هائلة في ظل وجود قطع تغطي مساحة بحجم ملعب كرة قدم، علاوة على أن التركيب معقد جداً بحيث أنه سيستغرق حوالي 20 عاماً لإكماله.

وجنباً إلى جنب مع ذلك، يعمل هؤلاء السكان بأنامل تعلوها علامات من الطباشير بسبب ترقيمهم لمئات من الحجارة التي جرى ترتيبها في أنماط على شكل لوحة شطرنج، ويصورون كل واحدة منها، في محاولة لتحديد الوضع الصحيح لكل قطعة من هذه القطع. ويعملون في حر قائظ في صمت مهيب، ورؤوسهم منحنية وكأنهم في صلاة من الصلوات. وبالنسبة للعين التي تنقصها الخبرة والتجربة يبدو الأمر وكأنه تمريناً يكتنفه الغموض، لكنه في الحقيقة مهمة ستؤدي في النهاية إلى إعادة تلك الكتل إلى نسيج أكثر مباني المدينة رمزيةً: قلعة كوماموتو، المعروفة في كافة أرجاء اليابان بلونها الأسود المميز.

ويلتزم هؤلاء السكان التزاما شديدا بإعادة الحجارة بدقة صارمة وترميم الجدران المحيطة، لأنه عند اكتمال آخر قطعة ستكون أشهر القلاع اليابانية قد عادت إلى الحياة من العدم.

_99943177_gettyimages-521518486

ويكثر الحديث عن القلاع في اليابان بشكل عام وعن قلعة كوماموتو بشكل خاص. وبعد أن ضرب زلزال بقوة 7.3 درجة بمقياس ريختر المدينة في 16 نيسان عام 2016. ولم تؤد الهزات الارتدادية إلى تدمير المدارس والمكاتب فحسب بعدما أدت لمقتل 225 شخصا وإصابة أكثر من 3000 آخرين، بل ألحقت الهزات التي تلت الزلزال أضراراً بـ 190 ألف منزل، محولةً أجزاءً من القلعة السوداء، الحصن الذي لم ينكسر أمام الغزوات لأكثر من 400 عام من تاريخه، إلى خراب.

وانهارت الأبراج الحجرية والجدران المقوسة المعروفة باسم “موشا غاييشي” تماما. أما الجزء الأكثر فخامة والمعروف باسم “تونشوكاكو” أو حافظ القلعة، فقد تعرض لدمار من أثر الزلزال، كما انهار بلاط السقف وتداعت الأساسات وتهاوت زينة القلعة من عليائها لتسقط على الأرض (وهي عبارة عن حيوانات فلكلورية برأس نمر وجسم سلطعون).

وكما يظهر التاريخ اليوم، فبدون قدرة قلعة كوماموتوا على الصمود لكانت اليابان بأسرها مختلفة عما هي عليه اليوم. وهو السبب في أنه حتى زلزال بقوة 7.3 درجة بمقياس ريختر لم يكن ليضع نهاية لقلعة كوماموتو، التي تحدت التاريخ وسوف تنهض من بين الركام قريباً.