جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / إحتضان سنّي لحِداد بشرّي!
436

إحتضان سنّي لحِداد بشرّي!

 

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
بشرّي والجوار في حِداد شديد:شابان من عائلة واحدة (طوق) سقطا ضحيّة النزاع المزمن حول مشاع القرنة السوداء ما بين بشرّي والضنّية، دون أن تقوم الدولة بما يجب عليها أن تقوم بالفرز وتثبيت الحدود والملكيّة. الأوّل (هيثم جميل طوق) أصيب برصاصة إخترقت رئتيه وتسبّبت بمقتله، ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ظروف إصابته، بعد أن نفت المصادر المعنيّة أن يكون نتيجة القنص، وأنّ الرصاص أطلق من مسافة حوالي 200 متر، والتأويلات كثيرة حول:من أطلق الرصاص؟ والثاني (مالك طوق) يبدو أنّه قد قضى جرّاء الإشتباك الذي حصل بين مجموعات مسلّحة والجيش المتواجد في المنطقة، جرّاء محاولته منع هؤلاء من التوجّه صوب جرود الضنّية، درءً لمزيد من التداعيات بين المنطقتين الشديدتيّ الحساسيّة!
ربّما تكون الدولة قد تحرّكت سريعاً تحت ضغط خطورة الأوضاع المستجدّة:الرئيس ميقاتي إتّصل بالنائبة ستريدا جعجع، وأكّد على العمل لتوقيف الفاعلين بأسرع وقت.الجيش انتشر بشكل واسع وباشر توقيفاته وتحقيقاته، كما توجّهت القاضية سمرندا نصّار الى مكان الحادث وكشفت على الجثّتين في مستشفيي بشرّي وسيّدة زغرتا.
أمّا اللافت في ردود الفعل هو “الإحتضان السنّي” الواسع لفاجعة بشرّي، وقد امتدّ من دار إفتاء بيروت حيث اتّصل مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان بالدكتور سمير جعجع، إلى دار إفتاء طرابلس حيث سارع المفتي محمد إمام إلى إصدار بيان مشترك مع مطران الموارنة يوسف سويف، دعوا فيه الى “عدم الإنجرار إلى أي فتنة طائفيّة أو مناطقيّة والإسراع في القبض على الجناة..”، كما دعوا الى “البتّ بتحديد عقاري نهائي وواضح في هذه المنطقة..”.
وكما على المستوى الديني، كذلك على المستوى السياسي:
-النائب أشرف ريفي إتصل بالدكتور جعجع، داعياً الى كشف الفاعلين وتوقيفهم.
-نائب الضنّية عبد العزيز الصمد إتّصل أيضاً مستنكراً بجعجع مؤكّداً الوقوف الى جانب العدالة، كما أصدرت بلديّة بقاعصفرين بياناً مماثلاً.
-نوّاب طرابلس أصدروا سلسلة بيانات:الحاج طه ناجي، فيصل كرامي الذي تلقّى إتصالاً من رئيس المجلس نبيه برّي، كريم كبارة وعماد مطر..كما أصدر “تكتّل الإعتدال الوطني” بياناً بهذا الخصوص.
يبقى أن نشير الى الموقف “العاقل” للنائبة ستريدا جعجع التي كشفت عن الحادثة، ودعت الجيش والقضاء أن يقوموا بواجباتهم، كما دعت أهالي بشرّي الى الوعي والتروّي بانتظار جلاء التحقيقات.
في الختام، هناك بؤر عقاريّة خلافيّة على امتداد الأراضي اللبنانية، فمتى تعي الدولة أنّ الحلول تكمن في مسح نهائي لهذه البؤر، بدل التلهّي في لملمة الحوادث وردود الفعل عليها..وهل من يسمع، بعد، في هذا الوطن التائه؟