جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / إحياء الذكرى 132 لتأسيس مدرسة الفرير في طرابلس.
DSC_1346

إحياء الذكرى 132 لتأسيس مدرسة الفرير في طرابلس.

احيت مدارس الفرير في لبنان ذكرى مرور 132 سنة على تاسيسها في طرابلس، برعاية الرئيس الاقليمي لمدارس الفرير الاخ الزائر فادي صفير، في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس.

حضر الاحتفال الوزير السابق نقولا نحاس ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور سامي رضى ممثلا وزير العمل محمد كبارة، النائبان فادي كرم وسمير الجسر، متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الاورثوذكس افرام كرياكوس، مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشعار، النائب البطريركي على الجبة وزغرتا المطران جوزاف نفاع، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، الوزير السابق سامي منقارة، عبد الله ضناوي ممثلا الوزير السابق فيصل كرامي، النائب السابق مصباح الاحدب، سليمة ريفي ممثلة الوزير السابق اشرف ريفي، المنسق العام لمدارس الفرير في لبنان الاخ اميل عقيقي، رئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، مديرة جامعة القديس يوسف في الشمال فاديا علم الجميل، مدير مدرسة الفرير دده جلبير حلال، اضافة الى حشد كبير من الفاعليات السياسية والتربوية والثقافية والدينية والاجتماعية ورؤساء بلديات ومخاتير ومدراء جامعات ومدارس ومصارف ومؤسسات تجارية، فضل عن عدد كبير من الطلاب القدامى واعضاء من الجسم التربوي والاداري.

بداية النشيد اللبناني، ثم نشيد المدرسة، فكلمة للدكتور مصطفى حلوة قال فيها:” يوم حط الرحال الاخوة الارساليون في طرابلس سنة 1886 شكل هذا الحدث محطة وضاءة في مسيرة طرابلس العلم والعيش المشترك، فكانت زهرة المدارس وتخرج منها الاف الكوادر العلمية المتميزة، تصدروا في غبار السنين وما زالوا يتبوأون مختلف المواقع الرفيعة في طرابلس والشمال ولبنان وفي سائر دول المعمورة.

بدوره حلال رأى ان مدرسة الفرير كانت منارة علم واداة تعليم وتثقيف والتزام وطني لاجيال متراكمة من المهنيين والاختصاصيين في حقول شتى اصبحت تلك النخبة التي قامت عليها دولة ما قبل الاستقلال وما بعده، لافتا الى ان اختيار قلعة طرابلس اكليلا لرمز المدرسة لم يكن من باب الصدفة، فالمدرسة تجذرت بحضارة المدينة التي هي مهد الحضارة الشرقية والعيش الوطني المشترك ومنبع التنوع والاختلاط الذي جسدته الفرير خير تجسيد من على مقاعد الدراسة فيها، حيث حضنت برفق ومحبة كل اطياف المجتمع الشمالي لتامين حسن التعليم والرسالة الوطنية، وقال:” لقاؤنا اليوم والاحتفال ب 132 بتأسيس مدارس الفرير هما معا فعلا مقاومة فكرية واكاديمية وروحية نواجه بها سلطان القهر والضعف والموت، نطالب بموجبها تغليب سلطة العقل والحكمة والمصلحة العامة على الانانيات المستشرية التي هي مسؤولة اليوم عن الواقع المرير الذي نعيشه وعن سقوط الكثير من مفهوم الدولة وواقعها ورسالتها في تامين حياة الناس.

بعد ذلك القى الاخ صفير كلمة قال فيها:”ابدأ كلمتي بشكر الداعين والمنظمين والمشاركين في الحفل وكل من ساهم في اعداد هذا اللقاء تحت عنوان: “132 سنة، مدرسة الفرير في ذاكرة طرابلس”.

اترك للسادة المحاضرين ان يفندوا لكم كل ما تركته مدرسة الفرير من اثر في المستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي بين ابناء مدينتكم العريقة منذ ان وصلها بحرا من الاسكندرية 3 فريرات سنة 1886.

كلمتي اليكم تنبع من القلب وتستند الى تجربتي وذكريات جمعتها من اقامتي 5 سنوات في الشمال : سنة في مدرسة الفرير كفرياشيت – زغرتا الزاوية و4 سنوات في مدرسة الفرير طرابلس ددة.

قبل هذه الاقامة كنت اتسأل لماذا امضى العديد من الاخوة الفرير في طرابلس سنين عديدة (40 و 50 سنة) دون طلب الانتقال الى مدارس اخرى تحتاج ايضا لخبرتهم التربوية ولكنني فهمت السر ولو بعد حين.

اضاف:” كان من الصعب علي السير 100 متر في شوارع طرابلس بثوبي الرهباني دون أن يستوقفني احدهم ليقول لي :” انا تلميذ فرير من كذا سنة ” او ليسألني : وين صار فرير فلان ؟ بعدو طيب؟ انا تعلمت على يد فرير جوزيف او فرير اندريه او فرير افريم او فرير فليكس او كنت تلميذا زمن الفرير فرير كبريال او فرير ايلي او فرير اميل ، الذين تركوا اثرا واضحا في ذكرى طلابهم او اهلهم.

اما اذا كنت ارافق فرير نوربير فكان يستحيل ان نصل الى موعدنا بسبب التوقف المتكرر لرد التحيات والقبلات من التلاميذ القدامى او اهلهم .

فهمت حينها لماذا فضل العديد من الفرير الذين خدموا في لبنان وخاصة في طرابلس ان ينهوا حياتهم بيننا ويدفنوا هنا مع ان اكثريتهم من منطقة الافيرون في فرنسا او من سلوفاكيا حيث تؤمن لهم الرهبنة بيوتا للراحة كاملة الرفاهية تقديرا لعطائهم 50 او 60 سنة من الخدمة المجانية في تربية النشء.

واردف:”  قال لي احدهم مؤخرا: انا اكيد ان اصدقائي وتلاميذي القدامى سيذكرونني ويزورون قبري هنا اكثر من ابناء واحفاد اخوتي الذين لم اعش بينهم.

السر بسيط لان اهل طرابلس والشمال يعرفون الاصل والوفاء ويجعلونك تبادلهم اياه في السراء والضراء.

وتاريخ الجماعة المكتوب يذكر انه في اشد حالات الحربين العالميتين والازمات الاخرى لم يتعرض احد بسوء للفرير. وحى في اشد ايام الحرب الاخيرة فقد شهد لي عدة اخوة واساتذة ومنهم المرحوم كمال خوري كيف كان الزعماء يرسلون مسلحين لحماية المدرسة كلما حاول بعض الرعاع اقتحامها وواجب العرفان يستدعي منا ان نترحم عليهم وهم عوني الاحدب وفاروق المقدم وعبد المجيد الرافعي.

والوفاء والتقدير ومبادلة المحبة بين مدرسة فرير طرابلس واهالي الشمال كله ما زال حيا نعيشه كل يوم وان انتقلنا من الزاهرية الى ددة في ظروف صعبة تعرفونها.

والا فكيف تفسرون رغم تكاثر المدارس وتنوعها في كل المناطق وغلاء مصاريف النقل وساعات السفر اليومي، استمر مئات الطلاب في المجيء الى الفرير من عكار  من بلا وعبدين من كفرحبو وراس نحاش من الفوار وعلما؟

انه الوفاء لمن احبهم واحبوه وخدمهم فحفظوا الجميل .

والسر الاخر باختصار هو ميزة اساسية من ميزات مدرسة القديس يوحنا دلاسال منذ تأسيسها سنة 1680: وهي انها تهدف الى مساعدة الكل في الوصول الى التعليم الجيد والاخلاق الحسنة ولكنها يجب ان تبقي يديها مفتوحة للجميع وفي متناول الجميع.

فهي تساعد الفقراء وتسمح لذوي الدخل المحدود بالتقدم العلمي والاجتماعي ولكنها لا تقصي ابناء الميسورين ان ارادوا الاختلاط مع باقي شرائح المجتمع ما يعطيهم شخصية اجتماعية متكاملة تسمح لهم بالتقدم في كل المجالات.

وهي مع كونها مدرسة كاثوليكية لم تحاول يوما التأثير على ابناء المعتقدات الاخرى وهذا ما يفسر تعلق الكثرين بهذه المدرسة الواضحة الهوية والرسالة.

وعلى سبيل المثال فان المدارس الفرير في تركيا وهي الأقدم في المنطقة منذ 1841، انشأت اساسا لتعليم ابناء طوائف مسيحية لا مدارس لها، وهي اليوم تعلم 99 في المئة من الطلاب المسلمين . هذه هي مدرسة الفرير الامس واليوم. 132 سنة من البذل والعطاء وسنقى معكم ولكم.

ختم:” فتحية لأهل طرابلس الفيحاء ولكل ابناء شمال لبنان الاوفياء والذين يخلقون في قلوب الوافدين الاخلاص والتعلق بهذه المنطقة الحبيبة.

عاشت مدرسة الفرير عاشت طرابلس الفيحاء وعاش لبنان.

 

 

 

المفتي الشعار كانت له كلمة قال فيها:” التعدد والتنوع عند الامم والدول والمجتمعات صفة تحضر ورقي و عند الافراد صفات الشعور بالذات واعتداد.

والامم لا تترقى بفكر حبيس بين جدارن ليس لها نوافذ ولا افاق وانما الترقي والتطور يأتي نتيجة معرفة ما عند الاخر، واستيعابه بل والتفاعل معه وهذا يستلزم حكما التعارف والتعايش . اما الافراد فيستحيل ان تجد الآخر صورة طبق الاصل عنك اذ ليست المشابهة شرطا للتعايش مع الآخرين.

من هنا كانت العلاقة بين الافراد علاقه تكاملية وليس الغائية ولا تهميشية.

كذلك الحال بين الامم والدول والمجتمعات فلا تكون العلاقة الا في اطار التواصل والتبادل بل والتنافس لاستيعاب نواميس الكون والحياة من اجل تسخيرها لمصلحه الانسان. لذلك كانت العلاقة مع الكون علاقة انتفاع وتسخير فالانسان السوي هو الذي يدرك سر وجوده في الحياة ومضمون رسالته .

 

اضاف:” مقولة  اطلبوا العلم ولو في الصين لا يدل على الترغيب، انما يدل على طلب معرفة حضارة الامم حتى تلك التي لم تصلها الرسالة الاسلامية يومها فالصين ليست بلاد الازهر الشريف ولا الكعبه المشرفه وانما هي بلاد تكتنز حضارات تعاقب عليها فكر انساني وبشري له فضل السبق حتى على الجزيرة العربية وما جاورها من دول وشعوب.

واني لا اعلم شيئا حض الاسلام على طلبه وتحصيله مثل العلم فهو مطلوب من المهد الى اللحد بل ان الحكمه ضالة المؤمن اينما وجدها التقطها او فهو احق الناس بها.

كل هذا الذي ذكرته مدخلا وتمهيدا و مقدمة للحديث عن الموضوع الذي لم امانع ان اتحدث عنه في سياق الحديث عن حضاره مدينة عشقت العلم ورجاله وكرمت المعلم والمدرسه والمعهد والعلماء واعترف كثيرا بتكلم المؤسسات التعليمية التي ساهمت في صناعه مناخ المدينه الثقافي والاجتماعي، وقبل ان استطرد يحضرني ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم عندما قيل فدية اسرى بدر ان يعلم كل أسير منهم عشر من ابناء المسلمين قبل اطلاق سراحه.

فالعلم غايه بحد ذاته وطلبه لا تحكمه ولا تتحكم به الغرائز وردات الفعل، فاطلب العلم ولو في الصين و اهل الصين وثنيون يعبدون بوذا وليسوا ارباب رسالة سماوية مسيحية او يهودية أو ابراهيمية ولا اسلاميه ومع ذلك  نشدوا الرحال الى الصين  ونطلب العلم عندهم.

بل ومطلوب منا ان ندرس ونستوعب حضارتهم كما بقيت حضارات الامم الاخرى. من هنا اقول بان مدينة طرابلس يوم  كانت تحتضن تلك المؤسسات التعليميه التي اسفت لخروجها من طرابلس كانت مدينة أغنى واثرى وكان مناخها الثقافي أهدأ واريح واوسع.

وكان نسيجها الاجتماعي يقوم على قيم الاحترام والتواصل بين الطلاب وعائلتهم من المسلمين والمسيحيين على حد سواء فضلا عن الحياه المشتركه وتبادل الزيارات وحفظ خصوصيه الاخرين.

 

اعود لمقدمه الحديث معكم بأن التنوع والتعدد عند الامم والدول والمجتمعات صفة تحضر ورقي. وهو عند الافراد صفه شعور بالذات واعتداد. اما اذا اردت ان أتحدث عن الطلاب تكلم المؤسسات التعليميه فهم ابناء طرابلس وعائلتها وقضاتها ومفتوها ورموزها الدينية آل الجسر آل عويضة آل الغندور آل الحسيني آل عدرة آل كبارة آل المنلا .

اضاف:” الان اين ابناؤنا واين جامعاتهم البلمند الجامعة الامريكية الجامعة اللبنانية الامريكية واصفاف واصفاف اعدادهم في فرنسا وبريطانيا والمانيا والولايات المتحده الامريكية وكندا شيخ الازهر الدكتور احمد الطيب نال شهاده الدكتوراه من السوربون في باريس .

و فضيلة الامام الاكبر الدكتور عبد الحليم محمود العلامه الصوفي نال شهاده الدكتوراه من السوربون في باريس الدكتور محمد الفحام شيخ الازهر الاسبق كذلك من باريس من السوربون  والوزير الدكتور محمود زفزوق .

 

عميد كليه اصول الدين بجامعه الازهر وأحد اساتذتي نال شهاده الدكتوراة من المانيا ثم اصبح وزيرا للازهر ثم للأوقاف في جمهوريه مصر العربية .

اين المشكله في ان يتعلم ابناؤنا في مؤسسات الاخرين؟

 

واردف:” هذا منطق مستورد لا علاقه له بالاسلام ولا بالاحكام الشرعيه. اما أولادي فكبيرهم أنس بدأ بالجامعه الاميركية اللبنانيه LAU ثم اكمل في  الولايات المتحدة الاميركية.

وبشرى بدأت في LAU ثم اتمت الماجستير في جامعه البلمند والغالية هند بدأت في LAU ثم سافرت الى نيويورك في جامعة بارسوتر.

وعبد الرحمن بدا بالجامعه الامريكيه ثم أتم الماجستير في شنغهاي في الصين والان يعمل هناك وتعلم الصينية محادثه وكتابة و هذا هو طريق العلم لا حدود له ولا يشترط ان يكون الاستاذ سنيا او شيعيا او غير ذلك .

 

جنبوا اولادكم كل ما له علاقه بالغرائز وردات الفعل المذهبيه والطائفيه واحرصوا على ابعادها اكثر في اطار التعليم وفي اطار الصحه .

واحذروا من ان تموت احلامكم وطموحاتكم، وحذار الف مرة من ان تساهموا في قتل مجتمعكم وبلدكم ووطنكم .

وختم:” نحن قوم لا نخاف احدا لاننا نملك حجة وعقلا وقيما ولا نخيف لاننا امة الرحمة والسلام للمسلمين ولسائر البشر من المؤمنين وغير المؤمنين نحن قوم نحاور ونناظر ونعذر كل من خالفنا المهم عندنا ان تعمل عقولنا وان نحفظ قيمنا واخلاقنا  بهذا نور وبهذا نحقق التطور والرقي ونحسن صناعة الحياة ونحب للعالم ما نحب لانفسنا وقلوبنا لا تعرف معنى الحق ولا الكراهية .

المطران نفاع القى كلمة قال فيها:” أن نجتمع اليوم في هذه العشية له معانيه ومدلولاته، نستحضر الآن حقبة من تاريخ طرابلس، لا يمكن أن تمحى، ويجب أن تستمر، مستعيدة كل رونقها السابق. إنّها “مدرسة الفرير”، يوم كانت رابضة في وسط البلد، تشرف، لا بل تهيمن، على الحركة. تختلج المدينة على وقع ذلك الجرس، يقرع فيسمع في كل الأرجاء. جرس، لم ينظم فقط حركة الطلاب، بل حركة المدينة نفسها: حركة السير في ازدحام أو فراغ طرقات، حركة الباعة المتجولين، يلتقطون رزقا وفيرا من تلك الواحة المترامية الأطراف. أصوات وصرخات. مدينة تجتمع صباحا في تلك الباحة، وتتفرق ظهرا على موعد لقاء قريب.

اضاف:” الفرير في طرابلس ليست مجرد مدرسة، ليست جزءا من المدينة، بل هي المدينة تجتمع فيها كل الأجزاء. مدرسة الفرير هي عنوان طرابلس في زمانها الجميل. فهذه المدينة العريقة عرفت بأنها “مدينة العلم والعلماء”. فأتى “الكوليج” كعلامة فارقة تضع بصمة جلية على هذه الحقيقة. نعم أيها السادة، لا يمكن لأحد أن ينكر أن من أحضان تلك الجدران خرج سيل من المتميزين شغلوا مراكز مرموقة في أربة أصقاع العالم. يمكنني أن أؤكّد لكم ذلك، لا بل إنّني أملك الدليل الدامغ عليه. قامت الأدارة مشكورةً، بشخص المدير جيلبير حلال، بهذه المبادرة الطيبة بأن جمعت بعض الأقطاب الأكارم من خريجيها في هذه العشية المباركة، وكم يسعدني ويشرفني أن أكون في صحبتكم. ولكن، ومنذ سنوات، تنادت مجموعة من الخريجين، المتواجدين في كل البلدان والأمصار، مستعملة كافة الوسائل التكنولوجية، ومواقع التواصل الاجتماعي، لجمع أكبر عدد من الأصحاب. هم اليوم موجودون على مجموعة “واتساب” ليتمكنوا من التواصل يوميا وفي كل لحظة مع بعضهم، لتبادل الأخبار، الفرحة منها والمؤلمة. ولتبادل المعلومات حول كلّ جديد في عالم اليوم ولتبادل الخبرات في شتى المجالات، دعما لكل واحد منا في مجال عمله واختصاصه. ولقد أضافوني، مشكورين، إلى ركابهم منذ اللحظة الأولى لتأسيس المجموعة. أصدقكم القول أيّها السادة، أنّني، وبصدق، أدخل لأثلج قبلي بما حققه أترابي من النجاح: فمنهم المدير ومنهم الطبيب الناجح، فيهم المخترع والمهندس والنقيب وأصحاب المناصب العسكرية والمدنية وغيرها. نعم يا سادة، على جهاز المحمول الصغير يستمر عبق “الكوليج”،وتستمر الروح والروحانيّة نفسها نابضة في كل من مر في تلك الملاعب والصفوف العامرة.

وختم:” طرابلس العلم والعلماء وضعت ثروتها في تنشئة أولادها، في علمهم وثقافتهم وتميّزهم. عمل أهلنا ليل نهار ليؤمّنوا لنا هذا المستوى الرفيع. واسمحوا لي أن أقول، لم تكن التكلفة آنذاك بسيطة، بل مرتفعة ومرتفعة جدًا. ولم يتوان أهلنا يومها عن التضحية بلقمة العيش من أجل تأمين المصاريف اللازمة. لم يشتكوا يومًا، بل عملوا وضحّوا والأهمّ أنّهم وثقوا بما تقوم به المدرسة من جهد من أجل مستقبل أولادهم.، وهذا هو العلم الحق لذي تلقناه على تلك المقاعد. لم تكن الأخلاق مجرد مادة تدرس ساعة. بل كانت نهج العائلة التربويّة كلّها، من إدارة وأساتذة وأهل وطلاب. لم يكن ممكنا في رحاب مدرسة الفرير أن يتصرف أحد بما يخالف الأخلاق العامة والأصول، ولو قيد أنملة. لم يكن يخطر ببالنا أنّ تصرفا كذلك ممكن، إطلاقا. وذلك ليس فقط في الصفّ ولا في الملاعب وحسب. كم من مرّة تفاجأنا بأستاذ يبدأ الحصة بتوجيه الملامة الأبوية، ولكن الصارمة، لعلمه بأمر قمنا به، نحن الطلاّب في مسويات اليوم الفائت أو في أيّام العطل. كان أساتذتنا آباء لنا حتى في ونحن في بيوتنا. تربينا على الجدية والمثابرة ونصرة الحق والفضيلة، مهما كلف الأمر. هذا ما نفتقده اليوم أكثر من أي شيء آخر. كثرت المدارس والمعاهد والجامعات. كثر حملة الشهادات في وطني وقلت، ويا للأسف، الأخلاق. وكانت النتيجة أنّنا لم نقدر على بناء وطن ولا على إنهاضه من كبوة. بلقائنا اليوم، يجب أن يكون هدفنا أن نعقد العزم على العمل يدًا بيد، كلنا سوية ومع مدرسة الفرير بإدارتها الجديدة على ترسيخ هذه القيم التي تربيّنا عليها والتي شكلت الميزة الأساسيّة لمن هم من عائلة مدارس الفرير.

 

بعد ذلك، اقميت طاولة حوار شارك فيها الوزير نحاس والدكتور بشير ذوق وروبرت بال والدكتور محمد سلهب والدكتور انطوان قربان، وادارها الاستاذ جورج الاسد، حيث عرض فيها المشاركون لكل ما يتذكرونه خلال مقاعد الدراسة من نوعية التعليم والتربية المدنية والرياضية والفكرية والإنسانية ونظام التعليم والانضباط ولياقة التصرّف وتنظيم الوقت وطريقة التفكير، أي طريقة حل المسائل العلمية ومقاربة المواضيع الأدبية والفكرية والاثر الذي ما زال مستمرا معهم في حياتهم اليومية، اضافة الى  ذكريات من فترة الدراسة، إن من ناحية الدرس واللعب ورفاق الصف أو من ناحية الصداقات التي تم بناؤها ولا تزال مستمرة حتى اللجظة.

وفي الختام وجه المحاورون النصائح لطلاب اليوم لكي يتمثلوا بالقيم والاخلاق الحميدة وتحصيل العلم والثقافة والتمسك بالتقاليد الوطنية والعيش المشترك.

وكان عرض لفيلم وثائقفي عن تاريخ المدرسة منذ تاسيسها وحتى يومنا هذا، كما اقيم معرض صور عن تاريخ المدرسة، ووصلة موسيقية لعازفة الكمان فانيسا بيار نصار.

 

DSC_1346  DSC_1350 DSC_1353 DSC_1367 DSC_1371 DSC_1372 DSC_1374 DSC_1376 DSC_1377 DSC_1382 DSC_1384 DSC_1389 DSC_1391 DSC_1392 DSC_1394 DSC_1396 DSC_1398 DSC_1400 DSC_1404   DSC_1408 DSC_1409 DSC_1410 DSC_1411 DSC_1413 DSC_1416 DSC_1417 DSC_1418 DSC_1420 DSC_1421 DSC_1422 DSC_1423 DSC_1424 DSC_1425 DSC_1428 DSC_1429 DSC_1431 DSC_1432 DSC_1433 DSC_1434 DSC_1435 DSC_1436 DSC_1437 DSC_1438

DSC_1348