جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / إستهداف أحد كوادر “حماس” في صيدا… وتحذير من الخطر الإسرائيلي
15-01-18-3EstehDeiF

إستهداف أحد كوادر “حماس” في صيدا… وتحذير من الخطر الإسرائيلي

اهتزّ الأمنُ في صيدا أمس، بعد وقوعِ إنفجارٍ استهدف أحدَ كوادر حركة «حماس» في المدينة محمد حمدان. وفي وقتٍ وجّهت «حماس» أصابعَ الاتّهام إلى إسرائيل، دعت فاعلياتُ صيدا إلى «أعلى درجات الوحدة والتضامن والوقوف خلفَ القوى الأمنية والعسكرية».

وقع الانفجار في منطقة البستان الكبير في صيدا، مستهدِفاً سيارة حمدان الـ»BMW»، الفضية اللون. وفي التفاصيل أنّه وبينما كان حمدان يهمّ بفتح باب السيارة انفجرت عبوة ناسفة كانت ملصَقةً تحت مقعده، وسط تحليق طائرة استطلاع إسرائيلية بلا طيار فوق المنطقة، ما أدّى لإصابته بجروح في رجله اليمنى، حيث نُقل الى مستشفى لبيب الطبي وخضع لعملية جراحية وحاله مستقرّة، في وقت طوّقت القوى الأمنية المكان وكشَف الخبير العسكري على موقع الإنفجار ليتبيّن أنه ناجم من عبوة ناسفة زنتها نحو 500 غرام من المواد المتفجّرة، وداخلها كمية من الكرات الحديدية.

وفي وقت بقيَ الوضع طبيعياً في مخيم عين الحلوة، تفقّد رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن فوزي حمادي المكان يرافقه مسؤولُ مكتب مخابرات صيدا العميد ممدوح صعب، كما تفقّده قائدُ منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة، ورئيس فرع المعلومات والاستقصاء في المديرية العامة للأمن العام العقيد علي حطيط والقادة الأمنيّون الكبار.

وأوضحت «حماس» في بيان، أنّ حمدان «من اللاجئين المقيمين في صيدا»، متّهِمة إسرائيل بالوقوف «خلف هذا العمل الإجرامي»، معلنةً «أننا نتابع مع الأجهزة الأمنيّة المختصة التحقيق».

كما قال المسؤول الإعلامي لـ»حماس» في الخارج رأفت مرة، أنّ «الاحتلالَ الإسرائيلي يقف وراء الجريمة، وهذا الملف أصبح مع الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة»، مؤكّداً أنّ «هذا الانفجار لن يؤدّي الى اهتزاز الأمن في المدينة وهناك وعي فلسطيني وحكمة لبنانية»، مشيراً إلى أنّ «حمدان كادر من أبناء «حماس» ويعمل في الإطار التنظيمي وننتظر تحقيقات الأجهزة الامنية اللبنانية ومعركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي».

وفي السياق، زار وفد من «حماس» برئاسة مسؤولها في لبنان علي بركة، مركز لبيب الطبي، للاطمئنان إلى صحة حمدان، حيث رأى بركة أنّ استهدافه «هو استهداف للحركة وللوجود الفلسطيني في لبنان واعتداءً على السيادة اللبنانية»، معلناً «أننا حريصون على السلم الاهلي في لبنان وعلى استقرار لبنان وعلى العلاقات الاخوية اللبنانية – الفلسطينية، ونعتبر أنّ هذه الرسالة تحمل بصمات العدو الصهيوني الذي عوّدنا دائماً أن ينقل المعركة الى ساحات أخرى».

وأوضح أنّ حمدان «هو أحد اللاجئين الفلسطينيين حيث يقيم ويعمل ويحترم سيادة لبنان، واستهدافه هو استهداف لـ»حماس» وللوجود الفلسطيني ولاستقرار لبنان وهو اعتداء على لبنان، ونعلن أننا نتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية للوصول الى كلّ الخيوط التي تقف وراء هذه الجريمة».

بدوره، اعتبر نائب قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء منير المقدح أنّ الاستهدافَ «يحمل بصماتٍ إسرائيلية، على اعتبار أنّ المستهدَف ليس معروفاً سياسياً وعلى المستوى الفلسطيني واللبناني»، داعياً الى «وحدة الموقف الفلسطيني ورفع التنسيق مع القوى اللبنانية لمواجهة أيّ مخطّط إسرائيلي للتوتير الأمني».

مواقف

أما لبنانياً، فقد استنكر رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، «هذه الجريمة الارهابية التي استهدفت بالصميم الأمن في لبنان وفي صيدا بهدف النيل من الاستقرار الذي حققته المدينة على مدى السنوات القليلة الماضية والذي افسح المجال لاستكمال مسيرتها الانمائية فضلاً عن الجهد المبذول الذي قامت به الحكومة ونواب المدينة وجميع مكوناتها بالتعاون مع الأخوة الفلسطينيين للحفاظ على امن واستقرار المخيمات والجوار».

ورأى أنّ «هذا العمل الارهابي يستوجب من الجميع التنبه للخطر الذي تمارسه اسرائيل وأدواتها من أجل بثّ الفتنة وإثارة القلق، ممّا يستدعي بذل المزيد من وحدة الموقف والصمود في وجه مخططات اسرائيل العدوانية واستهدافاتها للوضع في لبنان برمته وعلى الساحة الفلسطينية فيه خصوصاً. كما يتطلب من القوى الأمنية والعسكرية التي نثمن دورها عالياً، المزيد من بذل الجهد ورفع الجهوزية الأمنية لكشف وإحباط هذه المخططات».

بدورها، اعتبرت النائب بهية الحريري أنّ «هذا التفجير المروع المُدان الذي هزّ صيدا هو استهداف لأمن المدينة، ويظهر أنّ هناك مَن يريد النيل ممّا حقّقته المدينة ومنطقتها ومخيّماتها في اتّجاه تثبيت الاستقرار فيها، بالتعاون بين كلّ مكوّناتها ومع الأجهزة الأمنيّة والعسكرية والقضائية ومع الأخوة الفلسطينيّين، ورأينا كيف أنّ المخيّمات في المرحلة الأخيرة شهدَت نوعاً من الاستقرار، وهذا ما كان ليحصل لولا وَعي كل القيادات الموجودة فيها، وأنّ الساحة اللبنانية كما الفلسطينية ليستا في منأى من أخطار ليس أقلّها الخطر الإسرائيلي المستمرّ».

وذكرت أنّ «صيدا شهدت سابقاً جرائم تفجير مماثلة تبيّن أنّ وراءَها العدوّ الإسرائيلي، ما يتطلّب منا جميعاً، لبنانيّين وفلسطينيّين، في هذه المدينة ومنطقتها ومخيماتها أعلى درجات الوحدة والتضامن والوقوف خلف القوى الأمنية والعسكرية التي لنا كل الثقة بها وبأنها قادرة على حماية الاستقرار والسلم الأهلي من أيِّ خطر داخلي أو خارجي».

وكانت الحريري بقيت على تواصل منذ لحظة وقوع التفجير مع كل من رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد فوزي حمادة وقائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة وعدد من القادة الأمنيّين والعسكريين.

وإستنكر رئيس بلدية صيدا محمد السعودي الإنفجار، مؤكِّداً أنّ ما حصل «يدفعنا للدعوة من أجل اليقظة والوعي في هذه المرحلة الحساسة، ونشدّ على أيدي القوى الأمنية والعسكرية الساهرة للحفاظ على الأمن في هذا البلد وعلى الجميع التعاون معها لتحقيق هذه الغاية».

من جهته، اعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي أنّ «هذا العمل الإجرامي يأتي في سياق ضرب الأمن والاستقرار اللبناني ويتزامن مع محاولات تصفية القضية الفلسطينية».

وحذَّر من «الأدوات الإسرائيليّة التي تعبث بالداخل اللبناني وتحاول النفاذ إلى ضرب حقّ الشعب الفلسطيني في النضال المشروع من أجل قضيّته الشريفة»، داعياً إلى «تكاتف القوى الفلسطينية لإنجاز المصالحة الوطنية والتمسّك بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني في إطار استعادة أرضه وعاصمته ودولته المستقلّة».

كما رأى رئيس المكتب السياسي في حركة «أمل» جميل حايك أنّ «بصمات العدوّ الإسرائيلي واضحة في هذا التفجير، وهو الذي يعمل دائماً للعبث بأمن لبنان والمخيمات الفلسطينية لحرف الأنظار عن جرائمه وعدوانه في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، لافتاً إلى أنّ «هذا الإستهداف مدعاةٌ للتأكيد على وحدة الصف الفلسطيني ورفض استهداف أمن المخيمات الفلسطينة، ولتوحيد جهود الأمة لمواجهة الخطر الحقيقي وهو الخطر الصهيوني».

(الجمهورية)