Lebanon On Time –
صدر عن “مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقاية” كتاب جديد للكاتب د. سعود المولى بعنوان “في قضايا المواطنة والديمقراطية والدولة المدنية.
أهدى الكاتب مؤلفه “إلى من كانوا المشاعل الهادية على طريق الحوار والعدالة والكرامة للبنانيين، إلى شكيب إرسلان وكمال جنبلاط وموسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين و يواكيم مبارك وميشال حايك وغريغوار حداد وجورج خضر…”
يقول كاتبنا: ان الحوار الذي ندعو إليه هو حوار الإجابة عن كيفية معالجة المشكلات الكبرى التي يعاني منها المواطن أو الجماعة أو المجتمع في عالمنا المعاصر. ذلك ان عوامل الطغيان والفساد والإستبداد وقوة المادية التسلطية الغاشمة تزداد يوما بعد يوم، وتتزايد معها جملات تحطيم الإنسان…
وقد إزدادت مأساة الإنسان المعاصر في العقود الأخيرة من القرن العشرين ثم تضاعفت في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين وإزدادت معاناة الإنسان ووعيه لوجعه الوجودي، ووعيه للإختلال العميق في وضعيته الوجودية ذلك أن الحضارة العالمية الحديثة قد وفرت له “الحصانة” ضد الأمراض والفاقة وفشلت في ان توفر له السلام الداخلي أو السلام العالمي، بل على العكس من ذلك فرضت عليه سلام الأقوياء ضد الضعفاء، وأمن الإستغلال والنهب وحرية هدر الكرامة وتجريد الإنسان من كل ما يجعل منه أشرف المخلوقات…
فبناء الحوار على المعرفة هو الأساس: معرفة الآخر وإحترام عقيدته وفكره وإنسانيته وحقوقه وكل خصوصياته والتضامن معه في شراكة الحياة والمصير.
يضيف المولى: ان هذا يتطلب من المسلمين إعادة وصل ما إنقطع في ذاكرتهم التاريخية وفي وعيهم وإعادة التأسيس المعرفية للحوار كأصل ومبدأ، كقيمة إنسانية مطلقة ثابتة، وللتعايش ضمن التنوع والإختلاف كسنة إلهية وحقيقة بشرية.. إن هذا يعني الإنطلاق من الدين كأساس ومنطلق للحوار وليس كموضوع له..
كما يتناول قضية وواقع الحوار الإسلامي المسيحي في العقل الغربي فيقول: بدأ الحوار الإسلامي – المسيحي، المعاصر في النصف الثاني من القرن العشرين بمبادرة غربية مسيحية، وذلك مع قرارات المجتمع الفاتيكاني الثاني (1965) الخاصة بالحوار مع الأديان ثم مع مؤتمرات مجلس الكنائس العالمي WCC الحوارية (منذ العام 1967) كما كان تشكيل مجلس كنائس الشرق الأوسط MECC (1974) إنطلاقة مهمة للحوار.