جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / “إعلان اللويزة” يلاقي “إعلان الأزهر” في أول تموز

“إعلان اللويزة” يلاقي “إعلان الأزهر” في أول تموز

في إطار متابعة وملاقاة «إعلان الازهر الشريف حول المواطنة»، دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى مؤتمر حوار إسلامي – مسيحي يعدّ في جامعة اللويزة في الاول من تموز المقبل، على ان يصدر عن اللقاء إعلان سيحمل إسم «إعلان اللويزة»، يكون بمثابة ترداد لصدى إعلان الازهر الشريف، من وجهة نظر الكنيسة المارونية التي تماثل بموقعها اللبناني والمشرقي الازهر الشريف، كون بكركي، ترأس طائفة لبنانية ومشرقية، لها حضورها ودورها التاريخي في المنطقة وعبر العالم من خلال الانتشار الماروني في أرجاء المسكونة.

مصادر مواكبة للمؤتمر أوضحت لـ «المستقبل» أن المؤتمر سيعقد بمشاركة اكثر من 50 شخصية لبنانية إسلامية ومسيحية، إضافة الى المرجعيات الروحية من الطوائف الاسلامية والمسيحية، وهو يأتي إنسجاماً مع التوجهات المسكونية لقداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس، وإنطلاقاً من مقررات الارشاد الرسولي، وشرعة العمل السياسي التي أقرّتها الكنيسة المارونية وسائر الوثائق المجمعية التي عقدتها الكنيسة المارونية في ربع القرن الاخير، بحثاً عن القواسم المشتركة مع الديانات السماوية، ووضعها في مشاريع وثائقية مشتركة تساهم في تعزيز التواصل وصلات العيش معاً بين المشرقيين مسيحيين ومسلمين، وتساهم أيضا، في وضع اللبنة الاولى، لوضع المسلمين في الغرب وآليات الاندماج، من خلال نشر ثقافة قبول الآخر المختلف، وتعزيز مفهوم المواطنة الذي يحرص الازهر الشريف على إعلائه من اجل حفظ أمن وإستقرار الدول، ويشكل رداً دينياً ثقافياً وإجتماعياً على كل مقولات «الفسطاطين»، و«دار الحرب ودار السلام»، وإبعاد صفة الارهاب عن المهاجرين والاسلام وحصرها في فئات ضالة ومأجورة تتوسل الدين وتشوّه مفاهيمه السمحاء والرحيمة، لتنفيذ مآرب وغايات لا تمتّ الى الدين بصلة.

وتضيف المصادر ان هناك إصراراً كنسياً ومارونياً بشكل خاص على السير قدماً في البحث عن المشتركات مع المسلمين والمساهمات المشتركة التي تصبّ في خانة الانسانية وإعلاء شأن المواطنة، كون هذه المشتركات يؤسَّس عليها لبناء مجتمع افضل، مشيرة الى ان إختيار دير اللويزة كمقر لانعقاد المؤتمر يحمل في طياته أيضا رسالة رمزية، الى الموارنة واللبنانيين خصوصاً، كون الدير المذكور إحتضن اول مجمع بطريركي سنة 1836 بحث في تطوير شؤون الكنيسة المارونية وجعلها اقرب الى الرعايا ووضعها في خدمة المجتمع اللبناني عموماً والماروني خصوصاً، بعد عصور من القمع والانغلاق والتقوقع، من خلال فرض مجانية التعليم وإطلاق عجلة النهضة الفكرية وإستقدام اول مطبعة الى الشرق..

وتشير المصادر الى ان الكنيسة المارونية، وعلى رأسها البطريريك الراعي، تعوّل على المناقشات والابحاث التي سيتطرق اليها المؤتمِرون من أجل خلق دينامية حوار مشرقي جديدة تعيد للموارنة دورهم الوطني والتاريخي، وهو دور بدأت معالمه ترتسم مع المجامع البابوية التي خصصت لوضع المسيحيين في الشرق، وعوّلت على الكنيسة المارونية لتلعب دوراً ريادياً في هذا الصدد، كونها من أعرق الكنائس المشرقية ومن الاكثر انفتاحاً ودوراً وحضوراً، ما يؤهّلها لريادة هذا الدور.

وتضيف ان البطريرك الراعي يلعب دوراً هاماً على هذا الصعيد كونه مخضرماً، وهو ساهم الى جانب البطريرك صفير والاساقفة في كتابة وصياغة الوثائق المجمعية في ربع القرن الاخير، وهو كان وما زال ناشطاً على رأس الكنيسة وفي حاضرة الفاتيكان ما يعطي هذا المؤتمر زخماً إضافياً، فضلاً عن أن البطريرك الراعي شارك في مؤتمر الازهر الشريف، وهو على قناعة ويقين بضرورة ملاقاة إعلان الازهر، لبنانياً ومسيحياً، ومن خلال قيادة الكنيسة المارونية لهذا النشاط الفكري المجتمعي والثقافي ووضعه موضع التنفيذ ومقدمة لايجاد الحلول الناجعة لإشكاليات العيش المشترك وقبول الآخر.

(المستقبل)