جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الأوّل حاول حرق جسده والثانية رمت بنفسها في البحر!
IMG-20220820-WA0023

الأوّل حاول حرق جسده والثانية رمت بنفسها في البحر!

 

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه

 

بات مشهداً يوميًاً رتيباً.يمرّ مرور الكرام على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكثر من يهتمّ يعلّق بعبارة “لروحه / لروحها السلام”.
من مشاهدات هذا النهار، رجل في القبة، وأمام مركز الشؤون الاجتماعية، أضرم النار بجسده إحتجاجاً على التأخّر في تسليمه بطاقته العائلية، إلّا إنّ تدخّل المواطنين ومن ثمّ الأجهزة الأمنية حال دون احتراقه حتى الموت!
في الميناء محاولة ثانية فاشلة.إمرأة رمت بنفسها في البحر، قبالة الجامعة العربية، غضباً من عدم قدرتها مراراً وتكراراً في الحصول على فيزا للسفر، إلّا إنّ خفر الشواطئ تدخّلوا في الوقت المناسب، وأبعدوا عنها شبح الموت!
وليس بعيداً في الأسف والمضمون عن الحادثتين، كانت الغواصة (سبايسز 6) تحاول في عمق البحر قبالة المرفأ، لملمة جثامين الذين حاولوا الهرب من جهنّم والعصفورية، إلّا أنّ الحظّ لم يحالفهم، فغرقوا في ما يسمّى “مركب الموت” منذ حوالي الشهرين.
الدولة لم تتدخّل، إلّا أنّ مبادرة أطلقها النائب أشرف ريفي، بمشاركة النائب إيلي خوري، وبرعاية مباشرة من قيادة الجيش، وتلقّفها مغتربو طرابلس في أوستراليا، أثمرت عن وصول الغوّاصة، بعد تأخر لوجيستي وغير لوجيستي، وبدأت عملية الغوص في الأعماق للعثور على العالقين في غرف المركب، غير أنّ الأمواج القوية حالت دون تمكّن الفريق المؤلّف من ثلاثة أشخاص من إتمام المهمة، على أن يعاودوا العمل في أقرب فرصة!
ما يجمع بين كلّ هذه الأحداث المتشابهة هو “طعم الموت” الذي بات يحاصرنا من كلّ الجهّات، كأنّه المنفذ الوحيد للخلاص من عتمة الوطن.
يوميّاتنا حزن أسود، لا نستطيع حياله سوى الدعاء كي لا يطول، فنغرق جميعاً، وعبثاً تحاول إنقاذنا غوّاصة من هنا أو غوّاصة من هناك!