جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / التفاهم الدولي – الإقليمي يحمي لبنان ويضبط “إيقاع” التصعيد
النفط في لبنان

التفاهم الدولي – الإقليمي يحمي لبنان ويضبط “إيقاع” التصعيد

تراجعت حدّة الخطاب السياسي في البلاد، وأصبحت خجولة الدعوات إلى التطبيع مع نظام بشار الأسد، وفورة المطالبة بتحقيقات جنائية مجتزأة بأحداث عرسال، وتحميل طرف سياسي في البلاد، مسؤولية خطف الجنود وقتلهم في معزل عن كل مجريات تلك المرحلة، وهي الحملة التي انجرف فيها جميع أطراف المعادلة السياسية التي تتولى زمام الأمور في البلاد، وصولاً إلى قمّة التأزّم مع اللقاء المفتعل بين وزير الخارجية جبران باسيل ونظيره السوري وليد المعلم بطلب من باسيل، بهدف إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وهو الموضوع الذي تراجعت أيضاً المطالبة به إلى حدّها الأدنى.

مصادر سياسية غربية تؤكد لـ «المستقبل» أن التصعيد الذي مارسته قوى الثامن من آذار مجتمعة، وكان يهدف في حدّه الاقصى الى إحراج الرئيس سعد الحريري تمهيداً لإخراجه من السلطة، وإدخال البلاد في منظومة محور الممانعة، هذا التصعيد، «مثّل خروجاً على التفاهم الدولي والاقليمي، الذي نصّ على تحييد لبنان عن النيران السورية، وحصر الامر بتدخّل حزب الله داخل سوريا، على ان لا ينعكس مآل الوضع السوري على الوضع اللبناني بأي شكل من الاشكال». وتشير المصادر الى ان الفاتيكان وروسيا وايران والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والاتحاد الاوروبي، «هي أطراف التفاهم الاقليمي – الدولي، وهي التي ترعى الاستقرار السياسي في البلاد، والنأي بلبنان عن تداعيات الازمة السورية».

تضيف المصادر أن «التفاهم غير المعلن منذ العام 2012، هو الذي حمى لبنان ويحميه، والتواصل بين مكوّناته هو الذي أفضى الى انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية وتكليف الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة، والتوصل الى صيغة لقانون جديد للانتخابات، وليس هذا الامر نتيجة معادلات داخلية او مشروع غلبة فريق على آخر، او منّة من هذا الفريق لذاك، وتالياً فأي خرق لهذا التفاهم سيعرّض الفريق الذي يخرقه للمساءلة والمحاسبة».

وتلفت إلى أن فريق الثامن من آذار، استعجل «صرف» ما اعتبره انتصارات حققها «حزب الله وايران» في سوريا، في الداخل اللبناني، «وجاء في مقدمها المطالبة بالتطبيع مع نظام بشار الاسد، ووضع مكون لبناني في قفص الاتهام، وتحميله مسؤولية خطف وقتل الجنود اللبنانيين الذين خطفوا على يد تنظيم داعش الارهابي، ومن ثم المطالبة بترحيل النازحين السوريين الى بلادهم في ظل صمت مطبق من السلطات السورية، وعدم إصدارها اي موقف يتعلّق برعايتها لمواطنيها اللاجئين في دول الجوار وليس في لبنان حصراً، ومطالبتهم بالعودة الى مدنهم وقراهم بعد ان استعادت حكومة دمشق سيطرتها على 86% من أراضي الدولة السورية على حد زعم الممانعين في لبنان».

وتشير المصادر الغربية نفسها، إلى أن «أطراف التفاهم تحرّكوا للجم التصعيد، وأبلغوا فريق الثامن من آذار، عدم موافقتهم على إدخال لبنان في ما يسمى محور الممانعة، وكان للجانب الروسي الدور الابرز في هذا المجال»، وتوضح أن «خطاب الامين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الاخير، جاء خلافاً لما كان سبقه من احتقان، حيث شدد نصرالله على ضرورة بقاء الحكومة الحالية وعلى ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، متجاهلاً الدعوات لترحيل السوريين، والدعوات المحمومة لإجراء تحقيقات متسرعة ومجتزأة في شأن جريمة خطف الجنود اللبنانيين».

وتضيف ان نصرالله «استعاد خطاب المواجهة مع العدو الاسرائيلي، بدلاً من خطاب إلحاق لبنان بمحمور الممانعة، في عودة للحزب الى حدود اللعبة الداخلية المطلوب استمرارها، وعدم تعريضها لأي اهتزاز، وهذا ما تمّ إبلاغه للحزب، وهو ما حرص نصرالله على تأكيده في خطابه الاخير».

وفي سياق متصل، تشير المصادر الى ان «زيارة كل من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل الى المملكة العربية السعودية، والمباحثات التي اجرياها مع كبار المسؤولين في المملكة كانت لإبلاغهم تأكيد المملكة الاستمرار في التفاهم الذي أنتج التسوية الحالية مقابل تحييد لبنان، والتأكيد أن لا تطبيع مع نظام الاسد، وأن لا استهداف للاستقرار في لبنان تحت اي ذريعة كانت».

وتلفت في هذا الإطار، إلى أن «الوزير السعودي ثامر السبهان سيزور لبنان قريباً لتأكيد التوجه الدولي والاقليمي، من خلال سلسلة اللقاءات التي يزمع القيام بها، والمشاورات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين الذين يُعتبرون من أصدقاء المملكة في لبنان».
(المستقبل)