جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / التهميش والحرمان لاستمرار التحكُّم بمحرّكات الشارع الطرابلسي
IMG-20231014-WA0000

التهميش والحرمان لاستمرار التحكُّم بمحرّكات الشارع الطرابلسي

 

خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام

لا نكاد ننام على خبر سرقة دراجة نارية، إلا ونفيق على خبر سلبٍ وتشليح لأشخاص (معترين) في طرابلس وكأن شيئًا ما يُحضّر لهذه المدينة التي لطالما عانت من الظلم والحرمان والتهميش لعقود، ولم تزل تُستعمل في كل مرة صندوق بريد لإيصال رسائل سياسية وأمنية وغير ذلك، أو لتمرير ملفات وصفقات للكبار، نعم للكبار الذين يعبثون بكل شيء لمصالحهم في هذه الرقعة المظلمة من العالم.
تتفاقم الأحداث الأمنية يومًا بعد يوم في كل أنحاء البلد بشكل عام، ولكن لطرابلس وضع خاص، حيث تشهد لياليها السوداء المعتمة “كوجوه الطبقة الحاكمة” أحداثًا يومية من سلب وتشليح وسرقة وإشكالات مسلحة عائلية وفردية، يُطلق خلالها الرصاص الكثيف فيصبح طائشًا أو غير طائش، ويعبث في أرواح وممتلكات الناس الآمنين، وغالبًا ما يسقط الضحايا من الأبرياء المارّة الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في دولة لا تحترم نفسها، ولا تحترم مواطنيها ورعاياها.
إنَّ موضوع التشليح والسلب قد زاد عن حدّه زيادة خطيرة لا تُحتَمل، وسط تقاعس المعنيين و الأجهزة المختصة في معالجة هذا الأمر، وهم قادرون على ضبطه إذا استطاعوا، ولكن يبدو أن من وراء هذا التفلّت شيئًا ما يُحضّر للمدينة التي دائما ما تُستعمل صندوق بريد لتصفية حسابات وتمرير ملفات والضغط من أجل إيصال رسائل سياسية وأمنية وغير ذلك، إذ إنّ أبناء عاصمة الشمال (جسمهم لبّيس دائما) وتربتهم خصبة لزرع الفتن والبلابل وسطهم من أبواب عديدة أهمها الفقر والحرمان والتهميش والجهل لدى شريحة واسعة من أبناء المدينة، ولكن إلى متى سيبقى الفلتان الأمني طاغيًا في طرابلس على أعين المعنيين دون حسيب ولا رقيب وكأنَّ المدينة خارج حسابات الدولة؟  إلى متى سيبقى شبابنا يُقتل ويُسلب ويُسرق يوميًا وتذهب أمواله وممتلكاته التي ما جناها إلا بشقّ الأنفس هدرًا؟  إلى متى ستبقى الدولة مقصّرة في حق أبناء العاصمة الثانية للبنان في الأمن والإنماء والاقتصاد والوظائف حتى جُبر الشباب المثقف والواعي إلى العمل في مهنٍ لا تناسب اختصاصه الجامعي (دليفري، بائع خضار، بائع عصير) تحت ظلمة الليل من أجل تأمين الحد الأدنى من احتياجاته بسبب انعدام الوظائف وفرص العمل، وسطَ غياب تام لأي أفق متوقَّع للمستقبل؟ أم أنَّ هذا الحرمان والتهميش هو مقصود تجاه أبناء هذه المدينة لتعطيل دورها الرائد على مستوى الوطن كله، ولاستمرار المنظومة الحاكمة في اللعب بمحركات الشارع الطرابلسي متى شاؤوا، وليبقى الناس تحت رحمتهم ورحمة أبنائهم من بعدهم؟