جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الجسر: فشل القمة ليس نكسة للعهد بل خسارة للبنان
-الجسر1 (2f1b7c14ee12a9888de4c7d5d645ba26)

الجسر: فشل القمة ليس نكسة للعهد بل خسارة للبنان

رأى النائب سمير الجسر ان “الدولة اللبنانية اجرت تحضيرات لوجستية وامنية وادارية جيدة لاستقبال القمة الاقتصادية، وهذا يعطي انطباعا عن الدولة المضيفة وانها جديرة باستقبال هكذا قمة، لكن من يظن ان ما جرى بموضوع هذه القمة وغياب الرؤساء العرب عنها، انه نكسة لعهد فخامة الرئيس ميشال عون فانه مخطئ، لان ما جرى يمثل خسارة للبنان بأكمله، فغياب الرؤساء العرب في ظل ما يجري حولنا في المنطقة، عن القمة في لبنان، وفي ظل حاجتنا العربية – العربية الى اللقاء والتحاور والتشاور والتعاون الاقتصادي، أمر لا يبشر بالخير على الاطلاق”.

واضاف خلال لقاء حواري في مكتبه في طرابلس، حضره منسق عام تيارالمستقبل في المدينة ناصر عدره وعدد من قيادات التيار والفعاليات واهالي المدينة: “ما جرى من انزال للعلم الليبي مع ما تبع ذلك من تداعيات، اسقط هيبة الدولة، وهذا ما دفع الوفد الليبي الى الاعتذار عن الحضور، كما أثر على مستوى الحضور والتمثيل في القمة”.

وتابع: “الامام موسى الصدر ليس اماما لمذهب، انه شخصية وطنية وعربية، ومؤسف ما جرى تحت عنوان الانتصار له ولقضيته، لانه كان رجل انفتاح، واذا كنا نشتكي من نظام القذافي الذي غيب الامام، لا يمكننا محاسبة الدولة الليبية والشعب الليبي الضحايا الاولى لذلك النظام”.

وعن ملفات المنطقة قال الجسر: “ما يجري في المنطقة من تطورات يشير الى ان هناك تحركات غير مفهومة”، ورأى ان “الاحداث في سوريا لم تنته بعد، وطالما ان منطقة الشمال السوري ليست تحت سيطرة الدولة السورية، وطالما هناك مناطق نفوذ لاكثر من دولة الاميركية والتركية والروسية والايرانية، والكلام العالي الذي نسمعه اليوم عن ابعاد النفوذ الايراني عن سوريا، مع ما يرافقه من قصف اسرائيلي لمراكز الحرس الثوري والميليشيات الموالية لايران، وما يجري في العراق من تحركات تصب في الاتجاه نفسه، بالاضافة الى مؤتمر وارسو، والاتصالات بين الدول المعنية بالملف السوري، كل هذا يشير الى ان هناك حراكا معينا يعمل عليه، لكن لم تتضح صورته بعد. ومن الجيد انه لم تتم دعوتنا الى قمة وارسو، ولو دعينا يجب عدم الذهاب لان لبنان لا يحتمل المشاركة في هكذا قمة”.

وفي الملف الحكومي قال الجسر: “هناك ازمة سياسية حقيقية في البلد، والامر يتطلب حكمة وروية، وبطبيعة الحال تشكيل حكومة، فأمد التشكيل قد طال متأثرا بعقد شتى، من المسيحية – المسيحية، الى الدرزية حتى وصلنا الى ما سمي بالعقدة السنية، وهي عقدة مصطنعة الهدف منها القول ان هناك نوابا مستقلين من خارج تيار المستقبل، فكيف يكونون مستقلين وكل منهم جزء من كتلة سياسية كبيرة في البلد ويحضرون اجتماعاتها، فاين الاستقلالية في الامر؟”. مضيفا: “ان تداعيات تأخير التشكيل تضر بلبنان على كل المستويات، واليوم هناك محاولات واتصالات لحلحلة الملف الحكومي، واتمنى ان لا ينسحب تداعيات ما رافق وسبق مؤتمر القمة على تأليف الحكومة”.

وردا على سؤال اشار الى انه “ليس هناك من مصلحة وطنية ان يعتذر الرئيس سعد الحريري عن التكليف، فذلك فيه ضرر اكبر من الذي نعيشه اليوم، والحمد لله ان الحريري يمتلك مخزونا كبيرا من الصبر، ولديه من الحكمة ما يكفي ليعيد الامور الى نصابها، قد يكون من مصلحته الشخصية والخاصة ان يعتذر ويرتاح، لكن ليس هناك مصلحة وطنية في اعتذاره، خصوصا ان دولا كبرى وضعت ثقتها بلبنان من جديد واقرت له اموالا طائلة في مؤتمر سيدر، على اعتبار ان الحريري موجود وهو من سيرعى هذا الامر”.

وابدى الجسر تخوفه من ان “تذهب اموال “سيدر” الى العراق او سوريا اذا ما تحقق الحل السياسي وبدأ الاعمار في هاتين الدولتين وتأخرنا نحن في انجاز تأليف الحكومة، واستسلمنا للمماحكات غير المنتجة التي تسود اليوم”، واصفا لقاء بكركي بـ”الجيد خصوصا كلمة البطريرك والبيان الختامي الذي أكد عليها ايضا، والتشديد على ضرورة التمسك بالدستور واتفاق الطائف وعدم تجاوزهما،” واستطرد مجيبا على سؤال: “لا يمكن ان يتحقق لا المؤتمر التأسيسي ولا المثالثة اذا لم يكن هناك اجماع لبناني عليهما، وهذا امر لا نقبل به على الاطلاق، وحسنا فعل البطريرك الراعي بان اعتبره محاولة لتغيير الهوية والدستور”.

وعن الوضع الاقتصادي قال: “الوضع الاقتصادي صعب، ولبنان خسر الكثير من موارده المالية التي كانت تأتيه من الخارج، واظن انها انخفضت الى اقل من 2 مليار دولار اميركي في العام 2018 بعد ان كانت منذ سنوات تفوق 8 مليارات دولار بين موارد السياحة وتحويلات ابنائه المنتشرين في الخارج، وطبعا من اسباب ذلك الازمة السياسية القائمة في البلد، وتداعيات اقتصاد الحرب في دول الخليج”.

وتابع: “التدابير التي اتخذها مصرف لبنان وما قام به من هندسات مالية حمت البنوك من تعرضها للاخطار، وساهمت في عدم خروج الاموال الى الخارج، وتم رفع الفائدة بشكل كبير”، مضيفا: “في الاقتصاد كما في غيره لكل تدبير حسناته وسيئاته فليس هناك تدابير ايجابية بالمطلق او سلبية بالمطلق، ومن النتائج السلبية لذلك ان هذه التدابير اثرت على الاستثمارات في البلد، ونحن نحتاج الى عكس ذلك، نحتاج الى استثمارات جديدة لتكبير حجم الاقتصاد الوطني”.

وتعليقا على تعميم مصرف لبنان حول قبض التحويلات الالكترونية بالليرة اللبنانية قال: “هدف ذلك تطبيق القوانين العالمية التي اقرها لبنان ايضا، وهي تهدف الى الحد من تمويل الارهاب وتبييض الاموال”.

وعن بلدية طرابلس قال الجسر: “لست سعيدا في الانقسام الحاصل داخل المجلس البلدي، لان المدينة هي التي تدفع الثمن، وهذا امر محزن جدا”.