جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الحريري: إيماننا راسخ بلبنان وبمستقبله الواعد وبقدرات شعبه
الحريري

الحريري: إيماننا راسخ بلبنان وبمستقبله الواعد وبقدرات شعبه

افتتحت شركة “طيران الشرق الاوسط” اليوم، وبالتزامن مع ذكرى ميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مركز التدريب والمؤتمرات التابع لها، في مقر الادارة العامة، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ومشاركة وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فينانوس وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس مجلس ادارة الشركة مديرها العام محمد الحوت.

وكان حفل الافتتاح قد تأخر من الثانية عشرة ظهرا حتى الثانية عشرة والنصف، الى حين عودة الرئيس الحريري من زيارته الى المملكة العربية السعودية، حيث انتقل مباشرة من الطائرة الى مقر الادارة العامة لشركة “الميدل ايست”.

حضر الحفل النائبان غازي العريضي وياسين جابر، الوزير السابق فريج صابونجيان، المدير للعام للطيران المدني محمد شهاب الدين، المدير العام للجمارك بدري ضاهر، رئيس مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت فادي الحسن، قائد جهاز امن المطار العميد جورج ضومط، مدير المطارات ابراهيم ابو عليوي، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان محمد شقير، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، مسؤول الانتربول في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا العميد جورج بستاني، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، اعضاء مجلس ادارة “الميدل ايست” والشركات التابعة لها، ممثلون عن شركتي “خطيب وعلمي” و”أبنية” وشخصيات اقتصادية ورجال اعمال وممثلو الهيئات الاقتصادية والجامعات في لبنان، وعدد كبير من الذين ساهموا في انجاز هذا المشروع ومن الطيارين والمشرفين على المركز.

وجال الحضور على ارجاء المبنى الذي تم تشييده على مساحة 43500 م2 والذي يتميز بتجهيزات وتقنيات حديثة ومتطورة مما يعيد لمطار رفيق الحريري الدولي – بيروت دوره المشرق في عالم النقل الجوي والطيران المدني.

الحوت
بداية النشيد الوطني، فعرض فيلم وثائقي عن أهم مميزات المركز، ثم ألقى الحوت كلمة استهلها بالترحيب بالرئيس الحريري الذي “قرر وبرغم انشغالاته الوطنية الكبرى، أن يحضر ويرعى افتتاح مركز التدريب والمؤتمرات التابع لشركة طيران الشرق الاوسط”.

وقال: “قبل سنوات، وعندما كنا نناقش فكرة انشاء هذا المركز، توجه فريق المهندسين بسؤال محدد: هل تملكون تصورا لهكذا مركز؟ كان الجواب بسيطا وسريعا: “نريده مثلما كان يحبه أن يكون رجل إسمه رفيق الحريري، فلو كان، رحمه الله، بيننا لتصوره مزيجا من التصميم الجميل والحداثة والفخامة والضخامة ليصبح علامة فارقة ومعلما مميزا من معالم بيروت”، وهكذا كان. دقق المهندسون أكثر، كان الجواب: عندما قال رفيق الحريري في منتصف التسعينيات بمطار لبيروت يستقبل سنويا ستة ملايين راكبا، اعتقد كثيرون من محبيه وخصومه، في آن معا، أنه يبالغ ويذهب أبعد من الواقع والمستقبل. غير أن رقم الستة ملايين راكبا تجاوزناه منذ سنوات، وها هو وزير الاشغال الديناميكي الاستاذ يوسف فنيانوس يسعى مشكورا منذ اليوم الاول لتوليه مهامه على اطلاق المرحلة الاولى من توسعة المطار وبناء محطة جديدة للركاب”.

أضاف: “هذه ليست مجرد أرقام، إنها تعبير عن تخطيط واستشراف ورؤية. رؤية رفيق الحريري لمستقبل بلده وخصوصا عاصمته بيروت التي أحبها وأعطاها حتى الشهادة. من هنا، كان اختيار الميلاد الثالث والسبعين للرئيس الشهيد ليكون تاريخ ولادة مركز التدريب والمؤتمرات في بيروت. في مطار بيروت، تم تشييد مركز اقليمي لتدريب الطيارين في العام 1960. فيه تدرب مئات بل آلاف الطيارين من عشرات الجنسيات قبل أن يحملوا إسم بلدانهم عاليا. ذلك المركز النوعي في زمانه، كان عبارة عن مبنى متواضع دمرته إسرائيل في العام 1982. لذلك، كان لا بد من مبادرة نمحو من خلالها آثار الاحتلال والعدوان، فأعدنا بناءه وجعلناه اجمل مما كان”.

وأردف: “أنتم اليوم شهود على هذه الولادة المتجددة لمركز التدريب القادر على المنافسة إقليميا ودوليا، وأنتم شهود على ولادة مركز المؤتمرات. لقد توسع مبنى مركز التدريب وتطورت فيه البرامج لتشمل كافة العاملين في حقل الطيران من موظفي ارض وطيارين ومضيفين وتقنيين واداريين. أما لماذا مركز المؤتمرات؟ كلنا يذكر كيف أُجهض مشروع قصر المؤتمرات. صحيح أن مركز المؤتمرات في الميدل إيست ليس بحجم ما كان يسعى إليه رفيق الحريري، لكنه بجودته العالية يضيف إلى رصيد عاصمتنا رصيدا إضافيا ويجعل مطارنا وشركتنا يحلقان أكثر فأكثر في عوالم الكفاءة والريادة والعلم والمعرفة. نعم، بيروت هي النموذج الليبرالي السياسي والاقتصادي، بيروت مستشفى العرب وجامعتهم ومدرستهم وخزان الموارد البشرية والعلمية، ويسرني اعلامكم ان نشاط مركز المؤتمرات لن يكون محصورا في شؤون الطيران بل سيكون مفتوحا للاستعمال امام كافة الهيئات الاقتصادية والمؤسسات التجارية والعامة”.

وقال: “لقد كنا قد اتخذنا قرارا في الشركة قبل عدة سنوات بالتريث في اكمال المرحلة الثانية من بناء هذا المركز، بسبب الاوضاع الامنية ومناخ الاشتباك السياسي الذي كان ينعكس تعطيلا لعمل كل المؤسسات وعرقلة لمسيرة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. لكن بعد انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وعودة النصاب السياسي إلى جميع المؤسسات الدستورية، بمبادرة شجاعة من الرئيس سعد الحريري، الراعي والداعم الدائم لمسيرة الشركة، كان قرار مجلس الادارة اكيدا بإنهاء الأعمال في هذا اليوم تحديدا. إن الاحتضان الوطني الجامع لشركة طيران الشرق الأوسط، هو انعكاس للثقة الغالية التي اكتسبناها على مدى سنوات طويلة. وهل هناك أجمل من أن نفرح بهذه الثقة وأن نسعى دائما لتطويرها ومعها منظومة الأمان التي نتمتع بها”.

أضاف: “هذا الإنجاز الجديد لشركة طيران الشرق الأوسط نجيره للمؤسسات المكتملة وللارادة الوطنية بتثبيت معادلة الاستقرار. هذا الانجاز نهديه الى من عمل دون هوادة على وقف النزيف ومنع الانهيار والحفاظ على الاستقرار واعادة الدولة، نهديه الى الرئيس سعد الحريري. في هذا المناسبة، كل الشكر لبنك عودة الذي آمن بخطة الشركة، فكان أول ممول لشراء طائرات جديدة في العام 2002 ومول بناء هذا المركز وتجهيزاته بمبلغ تسعين مليار ليرة لبنانية. شكرا لشركة خطيب وعلمي على هذا التصميم الجميل، شكرا لشركة ابنية على هذا التنفيذ المتقن، شكرا لمهندسي الديكور على هذا الابداع ولإدارة المنشآت على المتابعة اليومية لأدق التفاصيل، شكرا لكل متعهد ومهندس وعامل وضع كده وجهده في هذا العمل”.

وتابع: “اسمحوا لي ان اتوجه بالتحية لكل من ساهم في تمكين الشركة من تحقيق هذا المشروع بدءا بالصديق الأستاذ غازي العريضي وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وبالتأكيد دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الذي دأب على تشجيع المبادرات التطويرية والاصلاحية في الشركة وعلى تبني قضاياها خلال العقدين السابقين. أما الوزير العزيز على قلوبنا الاستاذ يوسف فنيانوس، فنتوجه اليه بالامتنان على جهوده المبذولة وتعاونه المثمر مع الشركة وعلى كل ما يقوم به من أعمال تصب في مصلحة تطوير قطاع النقل الجوي في لبنان ورفع راية شركتنا الوطنية. وأخص بالشكر حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة ليس على ما قدمه من دعم وحسب، بل على ثقته الغالية الي وضعها فينا والتي لولاها لما تمكن مجلس الادارة من تحقيق هذا الإنجاز وغيره من الانجازات، خصوصا أنه أول من شجع الميدل ايست وغيرها من الشركات الناجحة على الاستثمار في اقتصاد المعرفة، بوصفه اقتصاد المستقبل”.

وتوجه الى الرئيس الحريري بالقول: “نحن سعداء اليوم جدا بوجودكم بيننا مع ابناء عائلة الميدل ايست، ام المؤسسات الوطنية، ولا ننسى رعايتكم المستمرة للشركة منذ ان توليتم القيادة السياسية. هذا الدعم الذي استمر في السر والعلن، قد لا يعرفه البعض. لهؤلاء نقول ان سعد الحريري مشى على خطوات والده في اصعب الظروف وادق المراحل ونحن له اوفياء. لقد تحملت معنا الكثير يا دولة الرئيس، وما من مرة قصدناك الا وكنت بجانبنا، لا بل امامنا دون منة. سعد الحريري رجل صلب وشجاع يعمل بصمت وصبر بعيدا عن المزايدات ويضع مصلحة البلد فوق كل الاعتبارات الضيقة. لك مني ومن مجلس الادارة ومن جميع العاملين في الشركة كل الحب والتقدير والدعاء بأن يوفقكم الله في ايصال هذا البلد الحبيب الى بر الامان”.

فنيانوس
بدوره، قال فنيانوس: “لم يعد سرا ما يحاول رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط الاستاذ محمد الحوت ان يحيطنا به، مجموعة من التواريخ والارقام لها دلالتها، فاليوم هو ذكرى ميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرقم الماثل امامكم على مجسم الطائرة هو رقم الرئيس الشهيد، وكأني به يقول: ها قد انجزنا المهمة الأولى فإلى واحدة أخرى. شكك كثر، وأنا منهم، بجدوى إقامة مطار في بيروت يتسع لخمسة ملايين مسافر، الان نضع الخرائط ليتسع مطار رفيق الحريري الدولي الى عشرين مليون مسافر بعد ان بلغ عدد ركاب الشهر الفائت أكثر من مليون راكب”.

أضاف: “يوما بعد يوم نقف مذهولين امام الأرقام، نرتبك، نحلل، نعقد الإجتماع تلو الاخر، وفجأة من هناك يظهر أمل جديد أن في لبنان ارادة حرة مبدعة خلاقة تستطيع ان تقيم مثل هذا المركز فلماذا تخافون؟ نجتمع في هذه القاعة يجمعنا ثلاث: رجل مصمم على استقرارنا بالرغم مما يدور حولنا، يضع الخطط تنتقده، والانكى من ذلك انه ينفذها وتكتشف بعد حين انه على حق، عنيت به حاكم المصرف المركزي في لبنان الاستاذ رياض سلامة. وشخص آخر عنيد في الحق تتعرف إليه اما تنجذب اليه اما تنفر منه، كتاب مفتوح في الجرأة والتصميم والارادة لتحقيق ما نصبو اليه دون ان يدخلنا في متاهة التفاصيل، يركض ليلا نهارا، يتدخل في الشاردة والواردة، وأنا على يقين بأنه قد أشرف على اختيار كل شاب وفتاة يقفون هنا ليرحبوا بكم، إنه حزمة من وفاء والملتزم دائما وابدا معكم، دولة الرئيس كما كان مع والدكم المغفور له عنيت به الاستاذ محمد الحوت”.

وتابع: “أخيرا يجمعنا شخص دولة الرئيس الذي لا يكل يوما من الحوار، يخترق المحظورات، نختلف معه ويختلف معنا، ويجابه ليل نهار للدفاع عن صوابية رأيه، نحن نعرف ماذا يعاني ولكن عندما نلتقي به يشعرك بأنك انت من تعاني لأنك مهما فعلت لن تلحق به، يراكم الإنجاز تلو الإنجاز، يحدق بك يستفزك لتعطي أفضل ما لديك ثم يعود الى ابتسامته الساحرة والساخرة في آن، ليقول حصلت منك على وعد الان عليك أن تنفذ ما وعدت به، انه دولة الرئيس سعد الحريري”.

وأردف: “نفتتح اليوم مركز التدريب والمؤتمرات التابع لشركة طيران الشرق الاوسط الذي تم الاعتداء عليه وسرقة محتوياته خاصة جهاز الطيران التشبيهي لل “ب 707″ خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان صيف 1982. لقد آن لبيروت إستعادة مركزها الإقليمي من خلال انشاء مركز بهذه الحداثة والضخامة والتصميم الجميل والذي يعتبر من أهم مراكز التدريب في العالم، ومناسبة اليوم تعتبر من اهم المناسبات الوطنية لأنها تعبر عن إرادة وعزيمة وإصرار على الإستمرار والتحدي والمقاومة الحقيقية الفعلية، بوجه من يريد ان نبقى في الظلام”.

وقال: “المناسبة بحد ذاتها وقفة عز وكرامة لأن هذا الموقع قد دمر واستبيح من قبل عدو يخشى من مطار الرئيس رفيق الحريري والعاملين فيه، وبالأخص من شركة الميدل ايست، لأنهم يتمتعون بكفاءات مهنية عالية وقد شكلوا اسرة وطنية متحدة وموحدة وناشطة ما أدى الى نجاح هذه الشركة العريقة. فكان عند كل اعتداء غاشم يقوم به العدو الإسرائيلي يعمد الى قصف مطار الرئيس رفيق الحريري، فتدمر الطائرات والمدارج وشركة الميدل ايست وينعكس ذلك سلبا على لبنان وقطاعه الإقتصادي والمالي والإنتاجي. لكن لبنان هذا البلد الصغير، لديه من القامات ما يجعل اليوم العدو يفكر ألف مرة قبل ان يقوم بأي اعتداءات”.

أضاف: “جديد اليوم أنجز أهم مركز للتدريب عرف في العالم. هذا ما حلمت به عائلة موظفي الميدل إيست، وهذا ما خطط له مجلس إدارتها برئاسة محمد الحوت، وبتوجيه ودعم كامل من حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة. ان مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري او اي مطار آخر ليس فقط طائرة وشركة، المطار واجهة لصورة لبنان والشريان الرئيسي الذي يربط لبنان بكل العالم، المطار نظافة وصيانة، المطار ضيافة وحسن إستقبال، المطار مؤسسات تعمل بشكل جيد ومتكامل. إن هذه المنارة التي شيدت على طريق المطار هي رسالة إيمان بمستقبل لبنان واستقراره موجهة لكل المسافرين والعابرين، كما أنها دليل على ما يمكن أن تحققه ألمؤسسات الوطنية متى توفرت لها الإدارة الحكيمة والقوى العاملة المحترفة والمخلصة هي دعوى صادقة لكل الأشقاء العاملين في صناعة الطيران المدني للاستفادة من الإمكانيات التقنية الموجدة فيه لتدريب قواهم العاملة وفق أعلى المعايير الدولية”.

وختم: “كان الراوي يخبر ويقول كيف تعرف إبن زغرتا في العاصمة بيروت يجيبه عارف من أمرين: الأول أنه لا يمشي على الرصيف في المدينة، والثاني أنه كلما سمع صوت طائرة في السماء نظر الى أعلى. أنا اليوم منذ سنوات في العاصمة إعتدت السير على الرصيف ولكن ما زلت أرفع رأسي عندما أسمع صوت طائرة الميدل ايست تعبر فوق سماء بلادي، انها تجعلنا دوما بأرزتها نرفع رأسنا عاليا ونتطلع الى فوق. وأضيف انه لا يمكن أن تضيع بعد اليوم في بيروت، فالبوصلة هي هذا ال DOME الموجودين فيه الان سيحدد منذ الساعة وجهتكم نحو البناء والتطور”.

سلامة
من جهته، قال سلامة: “أود أن أتقدم بأصدق التهاني بمناسبة افتتاح مركز التدريب والمؤتمرات لشركة طيران الشرق الأوسط. وأتمنى أن يساهم هذا المركز بتحسين الصورة التجارية والمهنية للشركة، وبتطوير نشاط المؤتمرات في لبنان، حيث أن هذا النشاط يدعم الاستهلاك والاقتصاد. ونشكر دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على حضوره ونقدر هذا الحضور، إذ يعبر عن مدى اهتمامه بالاقتصاد اللبناني لا سيما في قطاع النقل”.

أضاف: “تلعب الشركة دورا مهما في خدمة اللبنانيين المقيمين وغير المقيمين، وفي خدمة القطاع السياحي، وهي شركة ذات منفعة عامة وتحظى بدعم عاطفي من اللبنانيين. إنما تبقى شركة تجارية يطالبها مصرف لبنان بأرباح، وهذا ما عمل رئيس مجلس الإدارة محمد الحوت والأعضاء على تحقيقه، وقد نجحوا. فشركة طيران الشرق الأوسط هي من الاستثمارات الرابحة لمصرف لبنان، وتقارب قيمتها المليار دولار أميركي، وقد سددت استثمار المصرف المركزي. كما توزع أرباحا سنوية بقيمة 55 مليون دولار أميركي”.

وتابع: “إننا نتطلع الى التطور الإيجابي الذي تحققه هيئة الأسواق المالية، وإلى التقدم الحكومي لتخصيص بورصة بيروت، والذي سيتزامن مع إطلاق المنصة الالكترونية للتداول في الأوراق المالية والأسهم. وعند إنجاز هذا الأمر، سوف نطرح، وبموافقة الحكومة، 25% من أسهم الشركة ليتملكها القطاع الخاص ويتداول بها. مع الوقت، سيكون مكان هذه الشركة في القطاع الخاص للمحافظة على قدرتها التنافسية. وإننا إذ نهنىء إدارة الشركة على استحداث وحدة امتثال، نأمل أن يتعمم ذلك على الشركات التجارية كما تم في القطاع المصرفي”.

وختم: “تجدر الإشارة إلى إمكانية استحداث وحدات امتثال في المؤسسات الحكومية ضمن الممكن كما حصل في مصرف لبنان. وهذه المقاربة هي الأفضل لتأمين الشفافية والإدارة الرشيدة”.

الرئيس الحريري
أما الرئيس الحريري فقال: “ليست صدفة أن نجتمع اليوم في عيد ميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في حرم مطار رفيق الحريري الدولي، لافتتاح مركز الميدل إيست للتدريب والمؤتمرات. بالتأكيد ليست صدفة، لأن “الريس محمد الحوت”، قبل أن يكتمل هذا المركز، وضع أول Simulator أو محاكي طيران قبل عامين، أطلق عليه تسمية RBH التي هي الأحرف اللاتينية الثلاثة الأولى في اسم رفيق بهاء الدين الحريري. اسم هذا المطار ارتبط برفيق الحريري لأنه كان محورا أساسيا من محاور رؤيته الاقتصادية والإنمائية والاستراتيجية للبنان. فقد اعتبر الرئيس الشهيد أن مطارنا الدولي هو واجهتنا للعالم وبوابة العبور الأولى للمغتربين الذين نريدهم أن يعودوا إلى بلدهم، والسياح الذين نريدهم أن يزوروا بلدنا، والمستثمرين الذين نريدهم أن يشاركوا بأموالهم ومشاريعهم في نهوضنا الاقتصادي”.

أضاف: “عندما بدأ مشروع إعادة الإعمار بعد نهاية الحرب الأهلية الملعونة، كان المطار يستقبل أقل من مليون ونصف مليون مسافر. وعندما أعاد رفيق الحريري إعماره ليتسع لـ 6 ملايين مسافر، قامت الدنيا في وجهه، وسألوا: لماذا 6 ملايين راكب؟ ومن أين سيأتون؟ والنتيجة؟ السنة الماضية مر في المطار أكثر من 8 ملايين مسافر. والرقم سيكون هذه السنة أكثر، لأنه في تموز وآب وحدهما، سجل المطار أكثر من مليوني مسافر، الى درجة بتنا اليوم أمام مشروع زيادة القدرة الاستيعابية 5 ملايين مسافر إضافي في مرحلة أولى ومستعجلة سيتم استكمالها بالمخطط التوجيهي العام الذي تقوم وزارة الأشغال بإعداده، بموجب هبة قدمتها “الميدل إيست” للحكومة اللبنانية”.

وتابع: “وهنا مناسبة لأوجه تحية للوزير الصديق يوسف فنيانوس على الجهود التي يقوم بها في الوزارة والحكومة والحياة السياسية عموما. كما أنها مناسبة لقول كلمة عن الميدل إيست. فكما هو المطار بوابة العبور للبنان، الميدل إيست هي صلة الوصل بلبنان. عندما نأتي على سيرة الميدل إيست، لا نستطيع إلا أن نتذكر الرئيس المرحوم صائب سلام وشخصيات كبيرة تسلمت قيادة الميدل إيست، نهضت بالشركة وحلقت بها، وصولا إلى محمد الحوت. ولكن اليوم يكفينا فخرا أن هذه الشركة في عهد “الريس” محمد الحوت انتقلت من كونها باب عجز على كاهل الدولة إلى شركة ناجحة تحلق باسم لبنان في كل العالم. من شركة كانت تخسر عشرات الملايين بعد الحرب الأهلية، وكنا نتحدث عن إقفالها، إلى شركة تربح عشرات الملايين سنويا ووصلت أرباحها المتراكمة بإدارتها الحالية إلى أكثر من مليار دولار، وصارت تنشئ صروحا مثل هذا الصرح الذي نفتتحه اليوم بضخامته ومعداته الحديثة والمتطورة، والذي يؤكد مدى إيماننا جميعا بدور لبنان الريادي في المنطقة والعالم”.

وقال: “هذه النقلة النوعية، من أسرارها أيضا عقل استراتيجي ومتنور وشجاع ووطني، هو عقل الحاكم رياض سلامة. ومن دواعي فخري أيضا وأيضا أن أعلن أمامكم جميعا، إطلاق اسمه على هذه القاعة الجميلة التي تجمعنا اليوم، والمعروفة حتى الآن باسم الـ DOME، وابتداء من هذه اللحظة بات اسمها: “قاعة رياض سلامة”.

أضاف: “مركز التدريب والمؤتمرات هذا هو استثمار في تطوير اقتصاد المعرفة في لبنان واستثمار بالطاقات البشرية التي هي ركيزة أولى في الاقتصاد اللبناني. هذا المركز يوفر للشباب اللبناني فرصا هو بأمس الحاجة إليها اليوم: فرص عمل وفرص تعليم وفرص تقدم، ويرسخ السمعة الحسنة التي يتمتع بها الطيار اللبناني والطيار المدرب في لبنان وشركة طيران الشرق الأوسط”.

وتابع: “اهتمامنا بتوسيع المطار وبتحسينه وبرفع مستوى الخدمات فيه، واهتمامنا بالميدل إيست وقدرتها وقدرة كل الشركات اللبنانية للمحافظة على مستواها الريادي بالمنطقة، وإصرارنا على تحقيق الإنجازات الحيوية وإصرارنا على تثبيت الاستقرار واستعادة الثقة والنهوض باقتصادنا، كله نابع من مكان واحد، من إيماننا الراسخ بلبنان وبمستقبله الواعد وبقدرات شعبه التي كان يراها الرئيس رفيق الحريري واستشهد من أجلها ومن أجل الدفاع عنها، وكل ذلك في نظري يصب في مكان واحد: استعادة النمو وإيجاد فرص العمل للشباب اللبناني بشكل خاص”.