جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الحريري رسم إطار معركته الانتخابية
الحريري1

الحريري رسم إطار معركته الانتخابية

الرئيس سعد الحريري بعد زيارته الى السعودية هو غير سعد الحريري قبل هذه الزيارة المفصلية، والاختلاف ظهر جليا في كيفية خوضه الانتخابات النيابية بثقة ومعنويات أكبر وارتباك أقل. ومما لا شك فيه أن عودة الحريري الى السعودية مثل عودة «الابن الضال»، وأن عودة السعودية الى خيار الحريري لأنه الخيار الأفضل والأنسب في هذه المرحلة أو لأن لا بديل جاهزا عنه حاليا، شكلتا نقطة تحول في مجرى الوضع السياسي وأيضا في مجرى الانتخابات النيابية على الأقل بالنسبة للحريري الذي عاد مع هامش حركة ورؤية أوضح ليخوض الانتخابات من موقع أفضل شعبيا وسياسيا، ولتكون له القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة والدقيقة في الترشيحات والتحالفات وتحديد الإطار العام لمعركته الانتخابية التي ستحدد حجمه ومستقبله السياسي. أما الانطلافة الفعلية فبدأت أمس الاول مع إعلان الترشيحات في أجواء احتفالية، ومع مفاجآت متفاوتة الأهمية، وأبرز ما ميز هذه الترشيحات:

1 ـ التغيير الكبير في الوجوه والأسماء. فمن أصل 38 مرشحا قدمهم الحريري، ظهر 23 وجها جديدا، مع طغيان عنصر الشباب واختراق ملحوظ للعنصر النسائي وظهور طيف المجتمع المدني.

2 ـ وجد الحريري في الانتخابات مناسبة أو فرصة للتخلص من شخصيات والتزامات ورثها عن والده ولم تعد متناسبة مع طبيعة وخيارات المرحلة الجديدة، أو باتت تشكل أعباء وأثقالا عليه بسبب تمايزها وعدم استعدادها للتكيف مع الواقع. ومع «إزاحة» أسماء كبيرة أولها الرئيس فؤاد السنيورة ومن الصف الثاني مثل معين المرعبي (بعد خالد الضاهر) وعمار حوري وأحمد فتفت ومحمد قباني وعقاب صقر، يتم التخلص من «مراكز قوى» نمت في «المستقبل» ومن تناقضات داخلية لم يعد معها على موجة سياسية واحدة، وهذه العملية تبدو أشبه بـ «انقلاب هادئ» أو عملية تصفية حسابات داخلية استنادا الى وقائع ودروس تجربتين خاضهما الحريري في خلال سنتين: التسوية الرئاسية التي قوبلت باعتراضات، وازمة الاستقالة.

3 ـ مع إدخال تغيير ملحوظ «في الشكل»، حرص الحريري على عدم الإطاحة بـ «الأساس». من جهة، الحفاظ على ميزة تيار المستقبل كتيار عابر للطوائف والمناطق (مع تقديم 7 مرشحين مسيحيين وأربعة شيعة واثنين علويين)، ومن جهة ثانية الاحتفاظ بأساسيات الخطاب السياسي وإظهار حد أدنى من «تسييس» للمعركة، بحيث جاء البرنامج الانتخابي يطرح، بمفعول رجعي وأسلوب تذكيري، عناوين الطائف والعبور الى الدولة وحصرية السلاح ورفض التدخل في الشؤون العربية والمحكمة الدولية والتضامن مع الشعب السوري في خياراته وانتفاضته.

4 ـ إذا كانت انتخابات 2018 تشكل البداية الفعلية والرسمية لعصر سعد الحريري مع شروعه في عملية إعادة بناء للعلاقات والخيارات، وإذا كان الحريري في صدد التخلص من أعباء وأثقال، فإنه يظل مقيدا بـ «إرث والده» السياسي ومحتاجا إليه في استنهاض وتعبئة جمهوره وقواعده. «فمن صوّت لمرشح مستقبلي كأنه صوت لسعد الحريري والشهيد رفيق الحريري».

أما على صعيد التحالفات، الخطوة التالية بعد الترشيحات ويفترض أن تحسم في خلال أيام، فإن الحريري يتأنى فيها ويدرسها جيدا آخذا في الاعتبار عاملين أساسيين:

٭ حسابات انتخابية بحتة في انتخابات لا مجال فيها لمسايرة ومجاملة وخدمات مجانية أو التفريط في مقاعد يمكن الحصول عليها ويتوافر حاصل انتخابي لها.

٭ حسابات سياسية تفرض الحفاظ على العلاقة الجيدة مع الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر، واستعادة بريق العلاقة مع القوات اللبنانية ورد الاعتبار لها، والاستمرار في العلاقة المفضلة مع وليد جنبلاط، وفي مراعاة جانب الرئيس نبيه بري.

إذا كان الحريري بعيدا عن التحالف مع بري الذي ربط نفسه بحزب لله، فإنه مستمر في مراعاته الى درجة أنه يمتنع عن تسمية مرشح سني في مرجعيون ـ حاصبيا في مواجهة مرشح بري (هاشم قاسم)، ولكن الحريري يظهر تجاه حزب الله أسلوبا متشددا وطور موقفه من عدم التحالف معه الى المواجهة ضده، وتحديدا في بعلبك ـ الهرمل التي تكتسب قيمة رمزية وباتت لها شهرة عالمية وتتجه الأنظار إليها على أنها ساحة المواجهة السياسية بين حزب الله والمستقبل. فقد سمّى الحريري مرشحين سنيين (بكر الحجيري من عرسال وحسين صلح من بعلبك)، ويراهن بالتحالف مع القوات اللبنانية ومع قوى شيعية معارضة على حدوث خرق في مقعد أو مقعدين للائحة حزب الله، مصوبا بشكل خاص على اللواء جميل السيد لمنع وصوله الى مجلس النواب.

(الانباء الكويتية)