جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الحريري: وفاق كامل مع القيادة السعودية حول استقرار لبنان وعروبته

الحريري: وفاق كامل مع القيادة السعودية حول استقرار لبنان وعروبته

لم يحتج الأمر إلى كثيرٍ من الوقت لتَجاوُز «حبْس الأنفاس» الذي ساد بعض الأوساط في بيروت بإزاء «ما بعد» زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري للرياض ولقائه كلاً من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، حيث جرى بحثٌ تفصيلي في الواقع اللبناني وآفاقه في ضوء التطورات في المنطقة و«عصْف» المواجهة الأميركية – الإيرانية والسعودية – الإيرانية التي تجعل «حزب الله» على رأس «الأهداف» من بوابة تحجيم نفوذ طهران «العابِر للحدود».

وقد حملتْ صورتان و3 تعليقات عبر «تويتر» مجموعة رسائل أعطتْ صورة أوّلية ولكن حاسمة في خلاصاتها في اتجاهيْن:

* الأوّل أنه جرى احتواء ما قيل في الفترة الماضية عن «تصويبٍ» سعودي غير مباشر على الحريري من «بين أسطر» التغريدات «النارية» للسبهان التي توجّه في إحداها «بالاسم» الى الحكومة اللبنانية، والمواقف «فوق العادية» التي أطلقها ليل أول من أمس، وعن أن الرياض غير راضية عن المسار التراجُعي لخصوم «حزب الله» المُشاركين في السلطة.

* الثاني أن اندفاعة السعودية التي لا عودة فيها بوجه «حزب الله» وإيران توازيها لبنانياً «عملية حضّ» لحلفائها على عمليةِ «استنهاضٍ» على قاعدة رسم «خط فاصِل» عن الحزب وأدواره الخارجية وامتداداته، وذلك من دون أي دعوة لقلب الطاولة على التسوية السياسية التي تشكّل «ضمانة الاستقرار».

وهذا المنحى عبّرت عنه صورتان نشرهما الحريري عن لقاءيْه مع كل من ولي العهد السعودي والسبهان وأرفقهما بتعليقيْن جاء فيهما: «في كل مرة نلتقي بسمو ولي العهد محمد بن سلمان تزيد قناعتي بأننا والقيادة السعودية على وفاق كامل حول استقرار ولبنان وعروبته»، و«اجتماع طويل مع معالي الصديق ثامر السبهان».

وأكمل السبهان بتغريدةٍ بارزة كتبها عن اجتماعه بالحريري إذ قال: «اجتماع مطوّل ومثمر مع اخي دولة الرئيس سعد الحريري واتفاق على كثير من الأمور التي تهمّ الشعب اللبناني الصالح وبإذن الله القادم أفضل».

وتوقفت أوساط مطّلعة في بيروت عند إشارة الحريري الى «الوفاق كامل» مع القيادة السعودية حول استقرار لبنان وعروبته، باعتبارها تأكيدٌ أن مرحلة ما بعد زيارة الحريري للرياض ستكون محكومة بالحفاظ على التسوية السياسية التي تدخل اليوم عامها الثاني والتي تُعتبر الحكومة «حجر الزاوية» فيها، وأيضاً بالمزيد من تظهير التزام لبنان بنظام المصلحة العربية وعدم سقوطه في «الحضن» الإيراني انطلاقاً من «التفوّق» الذي يتمتّع به «حزب الله» في الداخل اللبناني.

كما اعتبرتْ الأوساط نفسُها أن السبهان أعطى بكلماته القليلة والمعبّرة مؤشراتٍ على مرحلة جديدة قاعدتها «الاتفاق على كثير من الأمور»، متوقّفة عند وصْفه الشعب اللبناني بـ «الصالح» وذلك بعد يومين من استغرابه «صمت الحكومة والشعب في لبنان» حيال «حزب الله» و«حربه» على المملكة. وذكّرت بأنه حتى بكلامه الذي فجّر فيه أكثر من «قنبلة» مساء الاثنين الماضي، أي عشية لقائه الحريري، وجّه رسائل واضحة بعدم وجود رغبة بـ «تطيير» الحكومة مع رسْمه «السقف الأعلى» لمقاربة المملكة موضوع «حزب الله».

وكان السبهان أعلن في تصريحات تلفزيونية أنه «توجّه بتغريدته (الاخيرة)»الى الحكومة اللبنانية لان حزب الشيطان ممثل فيها وهو حزب ارهابي والمسألة ليست تطيير الحكومة بل يجب تطيير هذا الحزب». وأضاف: «من يعتقد ان تغريداتي هي موقف شخصي يعيش في الوهم وسيرون في الأيام المقبلة ما سيحصل. الآتي سيكون مذهلاً… وكما قضينا على (داعش) و(القاعدة) سنقضي على الجسم السرطاني الموجود في لبنان ونحن قادرون، وعلى قادة ميليشيا حزب الله أن يعوا مسؤولياتهم لأنّهم سيحاسَبون على كلّ ما قاموا به، ويوم المحاسبة قريب».

وإذ تحدّث عن قرارات متعلقة بلبنان ستصدر قريباً، أشار إلى «أنّ لبنان وقع أسيراً لميليشيات حزب الله الذي يمارس أعمالَ قتلٍ وتدمير ويَستهدف دوَلنا في الخليج بشكل مباشر»، مضيفاً انه «مع كل الاحترام والتقدير للدولة اللبنانية والقيادات السياسية الشريفة وكل التقدير للشعب اللبناني بكل طوائفه، فنحن نعلم أنهم تحت احتلال ميليشيا حزب الله، وهي ميليشيا شيطانية».

وإذ يسود تَرقُّب لعودة الحريري الى بيروت لرصْد ترجمات زيارته، فإن إطلالة الرئيس العماد ميشال عون عبر المحطات اللبنانية ليل اول من امس لمناسبة الذكرى الأولى لانتخابه، حملت محاولة «دوْزنة» لمواقفه بإزاء سلاح «حزب الله» وملفات المنطقة ودور إيران في لبنان والعلاقة مع النظام السوري.

وربط عون موضوع سلاح الحزب، بحل قضية الشرق الأوسط، مع تشديده على كون الدولة اللبنانية ملتزمة القرار الدولي 1701 وكذلك «حزب الله»، من ضمن 3 ضوابط تحفظ الاستقرار الداخلي وتحدّ من العمل المسلّح داخل الأراضي اللبنانية.

وإذ أكد احترامه ميثاق الجامعة العربية وأنه يعتبر«كل العرب أشقاءنا ولن نكون طرفاً بأي خلاف بين شقيق وشقيق ولن نُدخل البلد في لعبة أكبر منه سواءً مع الأشقاء أو الغرباء»، أوضح رداً على سؤال أنه لا يوافق على تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني حيال الشأن اللبناني، متداركاً: «شخصياً لا أستشعر أي ضغط إيراني ولا روسي ولا أميركي على قرارنا الوطني لكن في الوقت عينه علينا أن نأخذ في الاعتبار أنّ إيران أصبحت قوة إقليمية لها تأثيرها بالحلول في الشرق الأوسط».

وأضاف: «وحدتنا الوطنية هي الأساس ونحن غير مسؤولين عن الصراعات الحاصلة في المنطقة والتي يشارك فيها «حزب الله» ولا نغطي بموقفنا الحزب إنما البلد»، وجازماً «لا يمكن أن نكون طرَفاً في الصراع العربي – العربي، ولن ندع أيّ شرارةٍ تأتي من الشرق إلى بيروت والعكس كذلك، وعلى لبنان أن يُرسّخ استقرارَه ويحافظ على أمنِه»، نافياً وجود اي دعوة رسمية له لزيارة سورية وواضعاً مثل هذه الزيارة في سياق الملفات الخلافية التي جرى التفاهم على تحييدها.

(الراي)