جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الحكومة بات “ميؤوس منها”… عون ينعي تفاهم معراب والحريري يردّ
مجلس الوزراء

الحكومة بات “ميؤوس منها”… عون ينعي تفاهم معراب والحريري يردّ

لا حكومة في المدى المنظور، هذا ما يمكن استخلاصه من حالة “الركود” التي تعيشها البلاد، نتيجة التعثّر المستمر في تأليف الحكومة، وما يترتّب على هذا الأمر من تداعيات سلبية على الاقتصاد والأمن والحياة اليومية للمواطن اللبناني.

وقد فوجئت أوساط سياسية متابعة لعملية تأليف الحكومة عبر “اللواء” مما وصفته “ببرودة رئاسية” بين بعبدا وبيت الوسط، على خلفية “الركود” الذي يصيب عملية التأليف، وتمنع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري من التواصل، في محاولة لحلحلة العقد الآخذة بالتعقيد، في ضوء تمسك كل فريق سياسي “بحقوقه” التي يراها، ولا يرى غيرها، الأمر الذي يطرح علامات استفهام عن كيفية الخروج من المأزق.

ولاحظت المصادر ان المأزق تجاوز قضية المطالب التي تدلي بها الكتل، أياً كانت احجامها، إلى خيارات سياسية بأبعاد محلية وإقليمية، أبرزها العلاقة المستقبلية مع سوريا بعد تعويم نظام الرئيس بشار الأسد.

عون: ننتظر ما سيقدّمه الحريري

في هذا الوقت، يسعى كل فريق الى رمي كرة التعطيل في مرمى الفريق الآخر، وكشف مقرّبون من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لـ”الجمهورية” بأنّ رئيس الجمهورية ينتظر ما سيقدمه له الرئيس المكلف، وبأنّ هناك مسلمات يؤكد عليها عون، وهي:

– احترام نتائج الانتخابات النيابية، وانّ الحكومة يجب ان تكون انعكاساً للمجلس النيابي.

– لا احتكار للتمثيل الطائفي من اي طرف سياسي، حتى لا يتحكم بميثاقية الحكومة.

– لا أحد يأخذ زيادة عن حجمه.

وينقل المقرّبون عن عون اعتباره انّ تفاهم معراب قد سقط، ومهما كان هذا الاتفاق، فهو اتفاق سياسي وليس حكومياً، ولم يحصل أصلاً مع الرئيس المكلف حتى يلتزم به. فاتفاق معراب لم يعد قائماً لأنّ أحد طرفيه لم يحترمه.

ويكشف المقربون انّ رئيس الجمهورية أبلغ موفد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الوزير ملحم الرياشي انّ طلب القوات لحقيبة سيادية يجب ان يوجّه الى الرئيس المكلف، فهو من يشكّل الحكومة، وامّا نيابة رئيس مجلس الوزراء فهي من حصة رئيس الجمهورية.

وبحسب المقربين فإنّ عون لا يفهم اسباب تأخر الحريري بتقديم تشكيلة، فهو، أي الحريري، وحده يعرف هذه الاسباب، وهو حتى الآن مصرّ على رأيه في توزيع الحصص التي لا تحترم معيار نتائج الانتخابات، والكرة في ملعبه. وحيال ذلك يشدّد رئيس الجمهورية، كما ينقل المقربون، على انّ أمام الحريري خيارين، الاول هو تشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس نتائج الانتخابات، والثاني تشكيل حكومة اكثرية، والتي هي الاكثر ديموقراطية.

بري: الوضع ميؤوس منه

ومن عين التينة، يُؤكّد زوّار الرئاسة الثالثة بحسب صحيفة “اللواء” أن الوضع الراهن صعب سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وكأنه بات ميؤوساً منه لانسداد أفق المرحلة ورفض الناس الحوار، وتمسكهم بما يسمونه حقوقا ومطالب وتناسيهم مصلحة البلد.

وينقل الزوار عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري تحذيره من هذا الجمود القاتل الذي يزيد الأزمات تعقيداً والأوضاع تدهوراً في حين المطلوب سريعاً حكومة تواجه تداعيات ما يُرسم ويجري في المنطقة.

وعن لقائه ووزير الخارجية رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وما أعطي من أبعاد سياسية واقليمية يلفت بري بحسب الزوار انه لم يتعد إطار كسر الجليد بين الجانبين ولم تتبعه اي ترجمة وحتى اتصال من أوساط “أمل” و”التيار”، علماً ان باب عين التينة هو كالعادة مفتوح امام الجميع.

الحريري يردّ

في مقابل كل هذا الكلام، وقبيل ساعات من اجتماع كتلة المستقبل النيابية، والموقف المرتقب للرئيس الحريري والذي من المفترض أن يردّ فيه على كل الاتهامات التي تطاله في عملية التأليف، اكدت اوساط الرئيس المكلف لـ”الجمهورية” انه ماض في مهمته في تدوير زوايا التعقيدات الماثلة في طريقه، من دون التقيّد بسقف زمني، برز موقف لافت لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رمى فيه كرة التأليف في مرمى الحريري.

هذا وأشارت صحيفة “اللواء” الى ان الرئيس الحريري بات غائباً عن صورة الاتصالات، واوكل المهمة الى مستشاره الوزير الدكتور غطاس خوري.

عشاء جنبلاط

في هذا الوقت، برز تطور لافت ظهر من دارة جنبلاط حيث علمت “الجمهورية” أن عشاء عقد في هذه الدار  قبل ايام قليلة بحضوره الى جانب الرئيس فؤاد السنيورة والوزير مروان حمادة وشخصيات اخرى، وتخلله استعراض للوضع الداخلي الى جانب تطورات المنطقة.

وقالت مصادر اشتراكية لـ”الجمهورية”: لسنا في وارد التراجع عن هذا الأمر مهما كلّف الامر، هناك من يقول إنه يريد حصته لا اكثر، ومن يريد أن يعطي أحداً فليعطه من حصته. هذا الأمر ينبغي أن ينطبق عليه اولاً، ولا يتدخل في شأن الآخرين ويحاول أن يفرض توزير هذا او ذاك من الموعودين بالتزوير. هو وعد بعضهم. ووعده يلزمه وحده ولا يلزم الآخرين. فليقلّع هو شوكه بيده، ولن نقبل أن ينفّذ وعده على حسابنا.

وعما إذا كانت مطالبة جنبلاط بحصر التمثيل الدرزي به تستبطن محاولة التحكم بالحكومة من الزاوية الميثاقية، بحيث تصبح هذه الحصة سيفاً يهدد الحكومة في ميثاقيتها قد يلجأ جنبلاط إلى استخدامه في أي محطة، قالت المصادر: هذا كلام سخيف، لا قيمة له، بل يراد منه تغطية محاولة الاستئثار وقضم الحقائب الوزارية. نحن لا نقف عند هذا الكلام، وردّنا سبق أن أكدناه بأن لا تمثيل درزياً خارج وليد جنبلاط، وآن لهم أن يعرفوا ذلك.

وقالت المصادر: جميع الأطراف باستثناء التيار تتفهّم مطلبنا وتؤيده من “حزب الله” إلى “القوات اللبنانية”، والرئيس المكلف وكذلك الرئيس بري الذي ننظر إلى موقفه بعين التقدير. ونحن على تنسيق كامل معه.

في المقابل، رفضت مصادر اشتراكية لـ “اللواء” ان تعير اهتماماً للقاء الذي جمع الوزير باسيل والنائب طلال أرسلان، الذي اعتبر ان أي مذهب يحتكر بشخص أو خط سياسي واحد يعطل الميثاقية لعمل الحكومة، وهذا يعتبر مساً بالمحرمات.

مخاوف من “المطالب التعجيزية”

وقال وزير على خط الاتصالات لـ”اللواء”: ان “القوات اللبنانية” لديها شبه اقتناع بأن طريق العهد ليس بوارد الموافقة على إسناد حقيبة سيادية لها، أو ان تزيد حصتها عن ثلاثة.

ورأى الوزير المذكور رداً على سؤال لـ”اللواء” ان ثمة مخاوف من ان تكون “المطالب التعجيزية” التي تلف حول رقبة التكليف، تهدف إلى سحب تكليف الرئيس الحريري.

وفي ضوء تطورات الأسبوع الماضي، وما يصدر سواء نقلاً عن زوّار أو عن مصادر بعبدا يُشير إلى ان التسوية السياسية استفدت اغراضها، ودخلت في “سبات عميق”.

جبهة داخلية ضدّ العهد

واللافت في هذه الاجواء ما يتردد في بعض المجالس السياسية حول شكوى رئاسية مما سَمّته تشكيل جبهة سياسية داخلية ضد العهد، تضم تيار “المستقبل” و”القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”. وفيما استهجنت اوساط قريبة من الحريري هذا الكلام، واكدت لـ”الجمهورية” الحرص الشديد على العلاقة بين عون والحريري، وتأكيدها بأنها ما كانت ولن تكون في هذا الوارد ابداً، اعتبرت مصادر “القوات” هذا الكلام بأنه اتهام باطل وتضليل. وقالت لـ”الجمهورية”: “القوات” كانت وما زالت على تأييدها للعهد، وما زالت الداعم الاساسي لهذه المرحلة السياسية باستقرارها وتوازناتها. مع التشديد على ان يأخذ هذا التشكيل في الاعتبار التوازنات التي أفرزتها الانتخابات النيابية. وقالت: بالتأكيد، انّ العقدة ليست عند “القوات”، بل هي لدى من يصرّ على الاستئثار بالحكومة، ولا سيما من خلال المطالبة بالمساحة الأوسع داخل الحكومة، عبر إصراره على الحصول على الثلث المعطّل في الحكومة.

اما المصادر الاشتراكية فقد أكدت بدورها لـ”الجمهورية”: موقفنا معاكس تماماً لكل هذا الكلام، فلولا التوافق الذي حصل بين “المستقبل” و”التيار”، وبين “القوات” و”التيار” لَما كان هناك رئيس جمهورية، الموضوع هو هل انّ الشراكة قائمة ام لا؟ الشراكة وضعت لحماية البلد، “المستقبل” و”القوات” شريكان أساسيان في حماية مسار المؤسسات في البلد، وطالما اننا متهمون بالشراكة مع “المستقبل” و”القوات”، فهذا الثلاثي همّه البلد، وليس المناصب. ما نقوم به نحن هو اننا نحاول ان نمنع الاستئثار، والثلث المعطّل الذي لسنا وحدنا نرفضه بل كل الاخرين ايضاً، ولاسيما الثنائي الشيعي. الموضوع لا علاقة له بجبهة ضد الرئيس بالعكس، همنا تقوية المؤسسات والبحث عن مخارج لتأمين مصلحة الناس من خلال تفعيل المؤسسات.