جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الرئيس عون: التنمية المستدامة هي اليوم في صلب اهتماماتنا
عون2

الرئيس عون: التنمية المستدامة هي اليوم في صلب اهتماماتنا

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن البيئة النظيفة حق لكل إنسان، وأي ضرر يلحق بالطبيعة يطاله مباشرة، لأن الطبيعة عالم حي ومتوازن يقوم على ثلاث ركائز مترابطة ومتكاملة: إنسانية وحيوانية ونباتية، مشيراً من جهة ثانية الى أن التنمية المستدامة “هي اليوم في صلب اهتماماتنا، لأنها الأساس في حل مشاكل الحاضر وتلبية حاجاته مع الاستعداد العملي لمتطلبات المستقبل لجعله أفضل.”
وجدد رئيس الجمهورية خلال رعايته وحضوره افتتاح مؤتمر البحر الابيض المتوسط الـ22 لجمعية أندية الليونز الدولية الذي انعقد قبل ظهر اليوم في فندق هيلتون حبتور_ سن الفيل، التـأكيد على أن التحدي الأصعب الذي فرضته حروب المنطقة على لبنان يبقى أزمة النازحين السوريين التي تحوّلت الى مشكلة تتخطى قدرته وإمكاناته على تحمل الاعباء الناجمة عنها من جميع النواحي، لاسيما الضرر اللاحق بالبيئة لعدم توفّر بنى تحتية لاستيعاب مليون ونصف مليون نازح على أرضٍ صار معدل السكان فيها 600 في الكيلومتر المربع الواحد.
وإذ شدد على ان ما يقلق لبنان” أن المجتمع الدولي لا يزال مصراً على ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا ما يعني أنه يؤجل العودة لأجل غير معلوم، فإنه أمل من جمعية أندية الليونز الدولية نقل هذه المعاناة، كما معاناة النازحين والضغط حيث يمكن لحث العالم على مساعدتهم في العودة إلى بلادهم وأرضهم بأقرب وقت ممكن.
ورأى الرئيس عون أن إختيار جمعية أندية الليونز الدولية بيروت مركزاً لمؤتمرها الإقليمي فيما المنطقة تعيش حالة اللاستقرار يحمل دلالاتٍ هامة للبنان ولعاصمته بيروت، مدينة الحوار والتلاقي والانفتاح والسلام، مشيراً الى أننا:”هكذا نرى وطننا، أرض لقاء وحوار وسط عالم يغلي بالتطرف وبرفض الآخر؛” مؤكداً أن “ﻠﺑﻧﺎن بمجتمعه التعددي هو نقيض الأحادية، وهو النموذج للتحدي اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾواجهه اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي واﻟﻌﺷرون، وهو ﺗﺣدي “اﻟﻌﯾش ﻣﻌﺎً” ومجابهة اﻟﺗطرف ودﯾﻛﺗﺎﺗورﯾﺔ اﻹرهاب ورﻓض اﻵﺧر”، لافتاً الى انه تقدم لذلك بمبادرة في اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة لترﺷﯾﺢ ﻟﺑﻧﺎن ﻟﯾﻛون ﻣﻘراً رﺳﻣﯾﺎً وداﺋﻣﺎ ﻟﺣوار اﻟﺣﺿﺎرات واﻷدﯾﺎن والإتنيات. وأطﻠق ﻣﺷروع “أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻠﺗﻼﻗﻲ واﻟﺣوار” الذي سلك اليوم الطريق العملية لتنفيذه ويسعى لبنان ليطرح على التصويت في الجلسة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة، متمنياً دعم جمعية أندية الليونز الدولية لهذا المشروع.
نص كلمة الرئيس عون
أيها الحضور الكريم،
“نحن نخدم”
WE SERVE
عندما تلتقي مجموعة من الناس وتتخذ من “الخدمة” شعاراً لها، وعندما يحدد مؤسس المشروع إطار مشروعه بتسخير النخبة مواهبها وقدراتها لتطوير مجتمعها، وبالعمل من أجل الآخرين فلا شك أنه يؤمل من هذه المجموعة الكثير، خصوصاً إذا كان لقاؤها وانطلاقتها في مرحلة قاتمة من تاريخ البشرية يوم كان العالم يعيش مآسي الحرب العالميّة الأولى.
على هذه الأسس بدأت جمعية أندية الليونز الدوليّة نشاطها في العام1917 لتصبح على مر السنين أكبر جمعية خدمة في العالم ولتشهد على إرادة الخير والسلام والعطاء حتى في أحلك الظروف وأصعبها.
وها هي اليوم، وبعد مئة عام على انتشارها، نجدها تخدم على امتداد قارات العالم قاطبة، خصوصاً في ميدان البيئة والصحة وتحسين الظروف الاجتماعية، ولها مقعدٌ دائم في المجلس الاقتصادي الاجتماعي لدى منظمة الأمم المتحدّة. والملفت حصولها على الجائزة العالميّة للشفافيّة والمصداقيّة للمرة السابعة على التوالي.
فأهلاً بكم في لبنان في إطار المؤتمر الاقليمي الثاني والعشرين لأندية الليونز في دول حوض البحر الأبيض المتوسط .
وبالتوقف عند عناوين لقائكم اليوم، من مشاغل التلوث البيئي وازدياد حجم المشاكل الناجمة عن التصنيع والاستهلاك، الى معالجة المخلفات والضرر اللاحق بالطبيعة، الى التنمية المستدامة ومشاكل النزوح وانعكاساته الاجتماعية… نجدها كلها تحاكي تحديات تواجهنا ونسعى الى إيجاد الحلول لها؛
فالبيئة النظيفة حق لكل إنسان، وأي ضرر يلحق بالطبيعة يطاله مباشرة، لأن الطبيعة عالم حي ومتوازن يقوم على ثلاث ركائز مترابطة ومتكاملة: إنسانية وحيوانية ونباتية، وأي خلل في أي من هذه الركائز سينعكس حتماً على بقاء ذلك العالم واستمراره، وقد سبق وتعهدّت بحماية البيئة في خطاب القسم، وذلك لا يتحقق إلا بإجراء مصالحة بين الانسان والطبيعة وإقرار معاهدة سلم بينه وبين الشجرة وبينه وبين الحيوان. من هنا، كان إصراري على تنفيذ قانون الصيد الذي ينظم عملية صيد الطيور فلا تبقى عشوائية بل يحدد لها موسماً واضحاً، بالإضافة الى تحديد الأنواع المسموح صيدها، كما أسعى ليصبح لبنان ممراً آمناً للطيور المهاجرة. وعملت ايضاً لإقرار قانون حماية الحيوانات والرفق بها، كما أدعم باستمرار حملات التحريج لمكافحة التصحّر.
أما التنمية المستدامة فهي اليوم في صلب اهتماماتنا، لأنها الأساس في حل مشاكل الحاضر وتلبية حاجاته مع الاستعداد العملي لمتطلبات المستقبل لجعله أفضل.
هذا بعض من التحديات التي تواجهنا ونحن مصمّمون على مجابهتها، ويبقى التحدي الأصعب الذي فرضته علينا حروب المنطقة وهو أزمة النازحين السوريين؛ فهذه المأساة التي تعاطينا معها منذ البدء من باب التضامن الإنساني تحوّلت الى مشكلة تتخطى قدرتنا وإمكاناتنا على تحمل الاعباء الناجمة عنها من جميع النواحي، اقتصادياً أمنياً اجتماعياً، بنى تحتية، مياه ، كهرباء استشفاء مدارس…
تصوروا فقط الضرر اللاحق بالبيئة لعدم توفّر بنى تحتية لاستيعاب مليون ونصف مليون نازح على أرضٍ صار معدل السكان فيها 600 في الكيلومتر المربع الواحد.
ويقلقنا أن المجتمع الدولي لا يزال مصراً على ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا ما يعني أنه يؤجل العودة لأجل غير معلوم، هذا مع علمه اليقين بأن لبنان لم يعد قادراً على احتمال هذه الأعباء، ومع علمه أيضاً بالأوضاع المزرية التي يعيشها النازحون في المخيمات التي لا تقيهم برداً ولا حراً.
نأمل منكم، وأنتم الجمعية التي تقدم الخدمة في معظم دول العالم، أن تنقلوا معاناتنا، وأيضاً معاناة النازحين، واضغطوا حيث يمكنكم لحث العالم على مساعدتهم في العودة إلى بلادهم وأرضهم بأقرب وقت ممكن.
أيها المؤتمرون
إن اختياركم بيروت مركزاً لمؤتمركم الإقليمي فيما المنطقة تعيش حالة اللاستقرار يحمل دلالاتٍ هامة للبنان ولعاصمته بيروت، مدينة الحوار والتلاقي والانفتاح ومدينة السلام.
هكذا نرى وطننا، أرض لقاء وحوار وسط عالم يغلي بالتطرف ويرفض الآخر؛ ﻓﻠﺑﻧﺎن بمجتمعه التعددي هو نقيض الأحادية، وهو النموذج للتحدي اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾواجهه اﻟﻘرن اﻟﺣﺎدي واﻟﻌﺷرون، وهو ﺗﺣدي “اﻟﻌﯾش ﻣﻌﺎً” ومجابهة اﻟﺗطرف ودﯾﻛﺗﺎﺗورﯾﺔ اﻹرهاب ورﻓض اﻵﺧر.
ولهذا سبق وتقدمت بمبادرة في اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة لترﺷﯾﺢ ﻟﺑﻧﺎن ﻟﯾﻛون ﻣﻘراً رﺳﻣﯾﺎً وداﺋﻣﺎ ﻟﺣوار اﻟﺣﺿﺎرات واﻷدﯾﺎن والإتنيات. وأطﻠﻘت ﻣﺷروع “أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻠﺗﻼﻗﻲ واﻟﺣوار” بهدف تثقيف الأجيال الناشئة من كل أنحاء العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ، لتقريبهم من بعضهم البعض وتعريفهم بالحضارات الأخرى لتسهيل اندماجهم الصحيح في مسيرة تقدّم الحضارة الانسانية وتحصينهم بمواجهة التطرف
وهذا المشروع سلك اليوم الطريق العملية لتنفيذه ونسعى ليطرح على التصويت في الجلسة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهنا أيضاً نأمل دعمكم وأنتم الجمعية التي تؤمن بالسلام وبالتلاقي والحوار وتسعى للخدمة في كل الدول من دون تمييز.

أرحب بكم مجدداً في الربوع اللبنانية، وأحيي الوفود المشاركة والعاملة في مجال الخدمة المجرّدة، وكل تمنياتنا لكم بالتوفيق في أعمال مؤتمركم.