جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الرئيس عون: سنبذل كل جهد لحل تعقيدات تشكيل الحكومة وسنجد الحل
عون2

الرئيس عون: سنبذل كل جهد لحل تعقيدات تشكيل الحكومة وسنجد الحل

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه لن يترك جهدا الّا وسيبذله من اجل حل تعقيدات تشكيل الحكومة، معتبرا “ان الامر يتطلب شجاعة وصبرا لنصل الى الخواتيم، لكننا سنجد الحل لأن الانتظار هو خسارة للوقت.”
وكرر رئيس الجمهورية التحذير من سعي البعض الى ايجاد حلول غير مقبولة وغير عادلة من خلال توطين الفلسطينيين حيث هم، مشيرا الى “ان هذا الامر اذا ما حصل سيكون بمثابة اكبر مجزرة للعدالة في العالم”، داعيا اساقفة الروم الملكيين الكاثوليك، “اينما كانوا، الى المساهمة من جهتهم في التوصل الى حل قائم على عودة اللاجئين السوريين الآمنة والطوعية الى سوريا لأن ربط الحل السياسي بعودتهم الى سوريا هو امر خطير جدا.”
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف العبسي على رأس وفد من سينودس اساقفة كنيسة الروم الكاثوليك في لبنان والمنطقة وبلاد الانتشار، حضر للقائه في ختام السينودس الذي عقد طيلة الاسبوع المنصرم في المقر البطريركي في الربوة.
من جهته، اكد البطريرك العبسي على “ان طائفة الروم الكاثوليك لعبت ادوارا رئيسة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والامنية اللبنانية وغيرها، وهي بفضل ذلك من العوامل الاساسية لتوفير الاستقرار والازدهار في لبنان وخلق لغة الحوار والوسطية والانفتاح”، معربا عن يقينه بأن الرئيس عون سيعطي “الطائفة في الحكومة ما تستحق، على قدر هذا التاريخ اللامع وعلى قدر حضورها الفعّال في الحياة اللبنانية”، مشيرا الى “ان التأخير في تأليف الحكومة ما عاد يحتمل تسويفا من جراء ما ينعكس سلبا على الحياة الاقتصادية والاجتماعية.”
ودان البطريرك العبسي “ما حدث لأولادنا في بلدة المية ومية. واولادنا هناك هم مواطنون لبنانيون قبل ان يكونوا روم كاثوليك. ونحن لا ننظر بالتالي الى الموضوع نظرة طائفية بل نظرة وطنية”، داعيا “المسؤولين الى ايجاد حل يمنع بشكل فعّال تكرار ما حصل.

في مستهل اللقاء، القى البطريرك العبسي كلمة قال فيها: “بإسم سينودس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، اشكر فخامتكم على استقبالكم لنا وانتم في هذه الايام في خضم من المشاغل. نحن اعضاء السينودس اتينا من كل ابرشياتنا التي في لبنان والبلاد العربية والتي في بلاد الانتشار، واجتمعنا على مدى اسبوع نتدارس اوضاع كنيستنا. وقد جئنا اليكم لنعبّر لفخامتكم عن تقديرنا للجهود التي تبذلونها من اجل ان يكون لبنان معافى سليما مزدهرا، وعن دعمنا لهذه الجهود. نحن اليوم آتون من سينودس كنيستنا حيث انتخبنا اساقفة منهم مطران لبيروت، وتدارسنا اوضاع ابرشياتنا التي في الانتشار، والتي هي آخذة في النمو السريع اعدادا واعمالا، والتي نرى فيها رابطا بين المغتربات والوطن الأم وعاملا في رفد لبنان بطاقاتٍ هائلة على كل المستويات.”
واضاف: “تطرقنا كذلك الى الاوضاع في لبنان واستوقفنا موضوع تأليف الحكومة الذي يشغلكم ويقلق الناس في هذه الايام، والذي ما عاد يحتمل تسويفا من جراء ما ينعكس سلبا على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك ما حدث لأولادنا في بلدة المية ومية. اولادنا هناك هم مواطنون لبنانيون قبل ان يكونوا روم كاثوليك. ونحن لا ننظر بالتالي الى الموضوع نظرة طائفية بل نظرة وطنية. من هذا المنظار نتطلع الى ان يجد المسؤولون في لبنان حلا يمنع بشكل فعّال تكرار ما حصل.”
وقال: “نحيي كذلك موقفكم ومطالبتكم المحافل الدولية بعودة النازحين السوريين الى وطنهم عودة سريعة ومشجعّة تواكبها المساعدات الدولية حفاظا على كرامتهم الانسانية. وتوقّفنا كذلك على مشاركة طائفتنا في الحكومة العتيدة. تعلمون يا فخامة الرئيس ان طائفتنا ليست من الطوائف المؤسِسة للبنان فقط بل قد لعبت على مدى تاريخه ادوارا رئيسة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والامنية وغيرها، وهي بفضل ذلك من العوامل الاساسية لتوفير الاستقرار والازدهار في لبنان ولخلق لغة الحوار والوسطية والانفتاح. نحن على يقين بأنكم اعطيتم طائفتنا في الحكومة ما تستحق وبأنكم تعطونها على قدر هذا التاريخ اللامع وعلى قدر حضورها الفعّال في الحياة اللبنانية.”
وختم بالقول: “فخامة الرئيس، نعود فنشكركم ونؤكد لفخامتكم ان كنيستنا من اجل لبنان قوي، ثابت، ناجح، وانها الى جنبكم في سعيكم الى ذلك. نحن نواكب عملكم بالصلاة ونهنئكم بعيد شفيعكم الملاك ميخائيل الذي احتفلنا بتذكاره اول من امس، وندعو لشخصكم الكريم بالعافية وطول العمر.”

ورد الرئيس عون بكلمة رحّب فيها بالبطريرك العبسي ووفد الاساقفة المرافق، معربا عن سعادته لاستقبالهم، وقال: “ان اللقاء بكم يفرحنا لأنه كلّما اجتمعت الكنائس الشرقية، سواء على مستوى كل طائفة او مجتمعة مع بعضها البعض، فذلك يضفي عليها حصانة. وانا مهتم بشكل خاص في هذا الموضوع. ونحن نتطلع الى ان تتم مثل هذه اللقاءات، وان تجري بصورة خاصة في لبنان، لأننا نؤمن بأن هذا هو المكان الوحيد في الشرق الذي فيه بعد مرجعية مسيحية في السلطات المدنية.”
واضاف: “انّ كافة الامور تهمّنا سواء كانت صغيرة ام كبيرة. وبالنسبة الى ما جرى في مخيم المية ومية، فلقد سارعنا بداية الى التهدئة وتاليا الى ايجاد حل. لكن الاحداث تتسارع اليوم من اجل حلول غير مقبولة منّا وغير عادلة، حيث يسعى البعض الى توطين الفلسطينيين حيث هم. وهذا الامر اذا ما حصل سيكون بمثابة اكبر مجزرة للعدالة في العالم. واليوم نحن في تباين مع الامم المتحدة، لأنها لا تشجع على اعادة اللاجئين السوريين الى بلدهم الا بعد ان يتساوى الحل السياسي مع الحل الامني، على الرغم من ان الامن قد استتب في سوريا، والحكم السوري يتصالح مع الذين حملوا السلاح ضده، في الوقت الذي نرى فيه ان معظم اللاجئين هم من الذين هربوا من السلاح ومن الحرب.”
وقال: “نحن نتطلع الى ان تسعوا جميعا، اينما كنتم، للتوصل الى الحل القائم على عودة اللاجئين الآمنة والطوعية. لكن ربط الحل السياسي بالعودة، هو امر خطير جدا. ونحن نستعيد دائما مثلين سبق ان عايشناهما: منذ العام 1974 مع الازمة القبرصية بين القبارصة الاتراك والقبارصة اليونانيين، حيث لجأ القبارصة اليونانيون الى لبنان. ولكن مع استتباب الهدؤ الامني عاد الجميع الى ممتلكاتهم ولم يبق منهم احد هنا، على الرغم انه، وبعد 44 سنة، لم يتم التوصل بعد الى حل سياسي لقضيتهم. فكيف بالاحرى بالنسبة الى الفلسطينيين الذين ينتظرون منذ 77 سنة الحل الساسي لقضيتهم ولم يعد اي احد منهم الى بلاده؟ من هنا فإن التسويف في اعادة اللاجئين السوريين الى سوريا مخيف، لا سيما وانهم يحاولون الانخراط في العمل في لبنان، وهذا امر يمنحم ترغيبا للبقاء حيث هم.”
وتابع: “امّا في موضوع تأليف الحكومة، فإننا لن نترك جهدا الّا وسنبذله في هذه المرحلة، من اجل حل تعقيدات تشكيل الحكومة. وهذا يتطلب شجاعة وصبرا لنصل الى الخواتيم. وبالنتيجة فإننا سنجد الحل لأن الانتظار هو خسارة للوقت، والوقت هو جزء من عمر الوطن كما من عمر الافراد. فعوض ان يكون هذا الوقت حيا وننتج في خلاله، يصبح ميتا ويضاعف من المشاكل.”
وختم بالقول: “أدعوا لنا بصلاتكم كي يوفقنا الله في هذه المسيرة ويوفقّكم جميعا ويتمّم اعمالكم بالنجاح.”