جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / الراعي:مدعوون في مؤتمر الأخوة الإنسانية الى أن نجدد معا أخوتنا بعضنا لبعض
5c598ab93785e_111

الراعي:مدعوون في مؤتمر الأخوة الإنسانية الى أن نجدد معا أخوتنا بعضنا لبعض

ألقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في كاتدرائية القديس يوسف في أبو ظبي، عظة قال فيها: “ثلاث مناسبات تجمعنا اليوم، الأولى ليتورجية وهي الاحتفال بذكرى تقديم يسوع لله في الهيكل على يد سمعان الشيخ الذي تنبأ عن الطفل وقال رأت عيناي خلاصك، هذا الذي أرسلته نورا للأمم. والعيد الثاني راعوي، يتمثل بزيارة قداسة البابا فرنسيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، والمناسبة الثالثة ثقافية، وهي المؤتمر العالمي بعنوان الأخوة الإنسانية من تنظيم دولة الإمارات. ويمكن ان نضيف مناسبة رابعة هي اللقاء بكم، وهذا عيد كبير بالنسبة الينا”.

وأضاف: “معكم نوجه تحية كبيرة لسمو الشيخ زايد آل النهيان ولسمو ولي العهد الشيخ محمد بن زايد، ونهنئهم بأمرين، الأول إعداد هذا المؤتمر الذي هو حاجة في عالم اليوم، فيتذكر الناس على اختلاف أديانهم وعرقهم وحضاراتهم انهم اخوة وأخوات لاب واحد وخالق واحد هو الله. ونهنئ الدولة على إنجاز كبير تمثل بدعوة قداسة البابا فرنسيس للزيارة الرسولية لمناسبة هذا المؤتمر ولقائه شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب، وهما رمزان كبيران يدلان البشرية جمعاء على أن المسيحية والإسلام مدعوان لشهادة هذا العيش معا، بروح الأخوة وتحرير كل دين من أي تأثير سياسي أو ارهابي أو اصولي يشوه وجههما ويستغلهما من أجل حروب وكراهية في هذا العالم. وفي المناسبة، نحيي كل من يحيي الحياة الراعوية هنا، من الزائر الرسولي الى كاهن الرعية وصولا الى الآباء والمؤمنين الذين أتوا من كل دول الخليج وسواها للمشاركة”.

وتابع: “من خلال هذه المناسبات الثلاث الكبرى، ومنها الليتورجية، نتذكر أننا قدمنا لله يوم معموديتنا، ويوم مسحنا بالميرون يومها ولدنا ابناء وبناتا لله من الماء والروح ومسكنا بالروح القدس بمسحة المسيح، فدعينا مسيحيين لكي نشهد ليسوع المسيح بحياتنا الوطنية والاجتماعية. مع كل إنسان نجدد اليوم تكريسنا لله في المعمودية، ونجدد مواعيد المعمودية، أي بنوتنا لله واخوتنا لبعضنا البعض ولكل إنسان، ونهيئ نفوسنا مجددا للكلمة الإلهية بنعمة الاسرار أن نبقى هياكل للروح القدس وتظهر مسحة الروح في اعمالنا وأقوالنا وأفعالنا”.

وقال: “المناسبة الثانية هي زيارة قداسة البابا الذي حمل شعار يا رب اجعلني اداة لسلامك، وهي صلاة للقديس فرنسيس الآسيزي الذي اختار قداسته اسمه يأتي الى هنا لكي يكون اداة سلام ويدعونا لان نكون اداة سلام. فالرب يسوع في إنجيل التطويبات يربط بنوة كل إنسان بالله من خلال ما يصنع من سلام، إذ قال طوبى لفاعلي السلام هؤلاء ابناء وبنات الله يدعون. نحن نكون ابناء وبناتا لله بمقدار ما نكون صانعي سلام في العائلة والمجتمع والدولة. وهذه قيمة الإنسان، أن يكون صانع سلام. فلا يوجد اجمل من هذا لانه من طبيعة الإنسان ان يكون مسالما، ولذلك خلقنا على صورة الله لنكون جماعة سلام. فلقاء قداسة البابا مع شيخ الأزهر يعني هذا الالتزام المسيحي الإسلامي بعيش تحدي معنى الأخوة ووضع نقطة نهائية لكل استغلال للدين من أجل الحروب والنزاعات والكراهية والحقد، وهذا عيد كبير لأن العالم بأمس الحاجة ليعيش المشاعر الإنسانية. يكفي أن ننظر الى ما يصنعه أسياد الحروب وكيف يخططون للحروب وينتهكون سيادة الدول ويهدمون من خلال أسلحتهم ويهجرون الشعوب الآمنة في كل مكان وزمان”.

وختم الراعي: “هنا نفكر في الفلسطينيين والسوريين والعراقيين واليمنيين وسواهم. كل الملايين التي تهجر على أبواب العالم والدول وتعيش تحت الخيم، هؤلاء بالنسبة الى الكبار ليسوا كائنات بشرية، لا يعنيهم أمرهم كيف يعيشون وكيف يأكلون. لقد ماتت الإنسانية في قلب الإنسان. يسوع المسيح صار إنسانا ليعلم كيف يكون الإنسان إنسانا، علمنا كيف هو أحب بقلب إنسان، فبإرادة إنسان لم يصنع الا كل الخير. وبعقل إنسان لم يفكر الا بالحقيقة، وبيد إنسان لم يصنع الا العطاء والبركة. نحن مدعوون في مؤتمر الأخوة الإنسانية الى أن نجدد معا اخوتنا بعضنا لبعض، والتي تعني بنوتنا لله”.