جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الراعي: لإجراء الانتخابات الفرعية عملا بالدستور…
1504962544_PatriarchRahi1

الراعي: لإجراء الانتخابات الفرعية عملا بالدستور…

أعاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تكريس كنيسة ومذبح السيدة ام الله في المقر البطريركي الاسبق في يانوح – قضاء جبيل بعد إعادة ترميمها بمسعى من المونسنيور عبدو يعقوب والمحسنين من ابناء الكنيسة، وذلك خلال احتفال اقيم في باحة الكنيسة المرممة، شارك فيه الى الراعي النائب سيمون ابي رميا ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، القائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور ايفان سانتوس ممثلا البابا فرنسيس الاول، الرئيسان امين الجميل وميشال سليمان، النائب انطوان زهرا ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النائبان وليد الخوري وعباس هاشم، النواب السابقون فارس سعيد ومهى الخوري اسعد وشامل موظايا، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، رئيس اتحاد بلديات قضاء كسروان الفتوح جوان حبيش، رئيس البلدية ملكان البعيني واعضاء المجلس البلدي مختار البلدة بطرس البعيني، مرشحا القوات للانتخابات النيابية شوقي الدكاش وزياد الحواط، القنصل جوزيف مرتينوس، رئيس اقليم جبيل الكتائبي جورج الحداد، الامين العام الاسبق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان الحواط، منسق قضاء جبيل في “التيار الوطني الحر” طوني ابي يونس ومنسق القوات في القضاء شربل ابي عقل، العميد المتقاعد ميشال كرم، المطارنة ميشال عون بولس الصياح ومنجد الهاشم وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير ولفيف من الكهنة والآباء وعدد من أبناء قرى وبلدات قضاء جبيل.

بعد وصول الراعي وغسل مذبح الكنيسة بماء الورد وسط ترانيم الوردية، ألقت عريفة الاحتفال كلمة ترحيبية وألقى راعي الابرشية المطران ميشال عون كلمة رحب فيها بالراعي والحضور “على ارض يانوح بما تحمل من تاريخ في كنيستنا يعبق برائحة البخور”، وقال: “وجودكم يا صاحب الغبطة مع هذه الوجوه الطيبة من بلادي والذين يتعلقون بهذا المكان تعلقهم بكنيستهم وايمانهم لان اجدادنا ليبقوا على هذه الارض قدموا التضحيات تعبيرا عن الايمان الذي يغمر قلوبهم وباسمه قدموا الغالي والنفيس حتى الشهادة”.

أضاف: “في هذه الارض عاش بطاركة شهدوا ومن هنا انطلقوا الى كل الاصقاع اللبنانية لذلك نفرح اليوم بهذا الحدث الذي سيكتب التاريخ مجددا، لاننا في هذا اليوم نعيد تكريس هذه الكنيسة الاثرية ومذبحها المبارك”.

وختم: “شكرا على قدومكم يا صاحب الغبطة انتم اهل الدار الذين لا تعرفون فقط الارض بل كل شخص من ابناء هذه الابرشية التي خدمتموها، أما وكنتم فيها خير الراعي ونسأل الله ان يطيل عمركم لتبقى القائد الملهم والمرشد لكنيستنا والصوت المنادي لهذا الوطن لكي تكون دائما صحوة ضمير عند جميع المسؤولين ليعملوا من أجل خير الوطن والمواطن”.

البعيني
بعد ذلك القى رئيس البلدية كلمة قال فيها: “في 10 ايلول 2016 تباركت جبة المنيطرة بالزيارة الراعوية التي قمتم بها يا صاحب الغبطة واستقبلناكم يومها في المقر التاريخي الاثري للكرسي البطريركي في يانوح، وها نحن بعد عام بالتمام نقطف ثمرة من ثمار تلك الزيارة المباركة ، وقد جئتم تباركون كنيسة سيدتنا مريم ام الله وتكرسون مذبحها ، بعد ان كلفتم حضرة المونسنيور عبدو يعقوب ترميمها، فتم ذلك ببركتكم ودعمكم وجهود المونسنيور واحسانات الخيرين ولم نتأخر في تقديم كل ما بوسعنا القيام به”.

أضاف: “أهلا وسهلا بكم يا صاحب الغبطة والنيافة في بلدتكم يانوح وبلدة اسلافكم التي تستعيد مجدها في كل مرة تدخلون اليها والشكر لكم وللمونسنيور عبدو والكل. نأمل يا صاحب الغبطة استكمال ما بدأ يتحقق من خلال ترميم المقر البطريركي الاثري وسائر الكنائس المحيطة به من كل صوب، كما نرجو منكم تجديد بناء بيوت الكرسي في بلدتنا واعادة الحضور الاكليريكي او الرهباني الممثل لكم فيها”.

وتابع: “حدث اليوم هو بداية تحقق حلم اجدادنا الذين اعادوا الى بلدتنا اسمها التاريخي القديم بعد ان تم تغييره وتغييبه لسنوات طوال. وسعى لتحقيق مطالبهم القديمة مؤسس لجنة احياء يانوح ورئيسها جورج عساكر، ونحن ايضا اذ طالبنا وما زلنا نطالب بترميم الكرسي البطريركي وكشف النقاب عن تاريخه وكنوزه الروحية والوطنية. حدث اليوم هو تحية لارواح الاقدمين الذين اسسوا لحضورنا الماروني في يانوح وجبة المنيطرة وجبل لبنان ولا سيما لارواح بطاركتنا العظام المسجين في كنيسة سيدة يانوح الاثرية. وانني اراهم في هذا الوقت المجيد يستمطرون علينا بركات سماوية”.

وختم: “في حدث اليوم تأكيد لحضورنا الماروني التاريخي في يانوح وجبة المنيطرة وجبل لبنان وتجديد لالتزامنا حمل رسالة اجدادنا التي اعطت لبنان ميزته في الشرق فجعلته واحة حرية وكرامة وعيش مشترك عادل ومنصف”.

سانتوس
وكانت كلمة لسانتوس نقل فيها بركة قداسة البابا للحاضرين، معربا عن سروره بتعلق ابناء الكنيسة بايمانهم، متمنيا لهم “التوفيق والنجاح في كل ما يقومون به من مشاريع ونشاطات خدمة للكنيسة وابنائها”.

يعقوب
وألقى يعقوب كلمة عرض فيها مراحل الترميم والصعوبات التي واجهتهم “وذللت بقوة وقدرة العذراء مريم”، وقال: “شعارنا هو ان لم يبن رب البيت فعبثا يتعب البناؤون والسيدة العذراء وضعت يدها معنا لكي ننهي الاعمال في الذكرى الاولى لاتخاذ القرار بالترميم. بسبب سوء النية لدى مديرية الاثار وشكواها الملفقة امام النيابة العامة المالية لم نقم بأي عمل حتى شهر نيسان فقررنا ان نصنع كما يصنع الشعب البولوني اثناء الحكم الشيوعي فكل مؤمن يحمل حجرا ويضعه في مكانه فلمسنا تجاوبا من ابناء جبة المنيطرة الابطال والشجعان ولكن كنا في بدء عهد جديد يبشر بالتغيير والاصلاح والمحاسبة فتراجعنا عن التنفيذ بالقوة ووضعنا ثقتنا بالقضاء الذي انصفنا بقراره واثبت ان العدل ملح الارض، فشكرا لهذا القضاء النزيه ولمريم ام الله فبدأنا العمل وانهيناه”.

واكد ان “الخلاف مع مديرية الاثار خلاف ادبي تاريخي علمي وثقافي إذ قامت بأعمال انتهكت حرمة مدافن البطاركة والعبث بها وهذا مناف للقوانين الجزائية والدولية لأنه لا يجوز نبش مدافن البطاركة الا بإذن من البطريركية ومن النيابة العامة”.

وشكر لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون “اهتمامه وللرئيس السابق ميشال سليمان تعاونه في أثناء ولايته الرئاسية للحفاظ على هذا الارث الكنسي، وشكر للبطريرك الراعي مواقفه الصلبة ولرئيس بلدية العاقورة والمهندس شوقي الدكاش وكل من ساهم في اتمام هذا الترميم”.

وختم: “هذه الكنيسة علامة لحضور الله الذي يغمرنا بخيراته والبركة تشمل الرعاة المؤمنين وبنوع خاص كل الذين ساهموا وضحوا لاعادة بناء هذه الكنيسة”.

بعد ذلك ترأس الراعي رتبة التبريك وألقى بعد الانجيل عظة بعنوان “انت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي” وقال فيها: “على صخرة إيمان بطرس بنى يسوع كنيسته. فعندما أعلن سمعان إيمانه بيسوع أنه “ابن الله الحي” (متى 16: 18)، قال له: أنت الصخرة – أي بطرس باليونانية واللاتينية، أما بالآرامية-السريانية لغة يسوع فسماه كيفا – “وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي”. بهذا الإيمان بنى شعبنا وما زال الكنيسة الحجرية في كل مكان، كتعبير عن إيمانهم بالمسيح – إيمان بطرس، وكجماعة مؤمنين يشكلون “بيت الله” و”هيكله الروحي”.

أضاف: “كنيسة السيدة العذراء، أم الإله، في يانوح، التي نحتفل اليوم بتكريسها تندرج في هذا الخط، إذ بناها الأجداد لتكريمها في جبة المنيطرة ويانوح، من المسيحيين والمسلمين. إنها لنا جميعا مدعاة سعادة وتعزية. السعادة لأن هذه الكنيسة تبعث من موت الدمار وانتهاك قدسيتها، بعد أجيال طمست هويتها فأخفيت عن العيون، وحتى عن إشارة الصليب عند المرور بقربها. لكنها ظلت، بالرغم من كل ذلك، “بيت الله”، “وبيت العذراء” أم الإله، لا مجرد آثار حجرية. هي إرادة العذراء “المطمورة تحت الركام” – إذا جاز التعبير – التي حركت العزيز الخوراسقف عبدو يعقوب، القاضي في محكمة الروتا الرومانية وشقيقه المهندس منير، لطلب الاستئذان بالترميم، وهي العذراء مريم التي انتزعت منا القرار الفوري في مثل هذا اليوم من العام الماضي أثناء زيارتي الراعوية. ومنذ ساعة إعلان القرار في 10 أيلول 2016، انهالت على الخوراسقف عبدو طلبات المساهمات العينية. فكان الإنجاز العجيب والجميل في غضون سنة. فلهما ولهم جميعا جزيل الشكر منا، وفيض الخير والنعم من سيدتنا مريم، أم الإله، سيدة هذا المكان”.

وتابع: “التعزية هي أن هذه الأرض المقدسة بالمقر البطريركي الذي سكنه بطاركتنا لمئات السنين وفي تربتها الطيبة دفنوا، ومطارنتنا وشعبنا المؤمن، استعادت قدسيتها بعد رميها في حالة الدمار والنسيان، واعتبارها مجرد آثار حجرية تاريخية في عهدة المديرية العامة للآثار. ولكن، بعد انبعاث كنيسة سيدتنا مريم أم الإله تحت الركام، بدأت إشارات بانبعاث المقام البطريركي المقابل، إذ زارنا منذ شهر المدير العام للآثار الأستاذ سركيس الخوري مع مجموعة من محبي هذا المكان، وعرضوا فكرة المباشرة بصنع شيء لانبعاث قدسيته. فرحبت وشكرت وشجعت، علما أن هذا المطلب وهذه الرغبة كانا يطرحان علينا من سنوات. نأمل أن تسعف السيدة العذراء في تحقيق هذه النوايا. وبما أن تعاطينا ليس فقط مع آثار حجرية، بل مع “بيت الله” و”هيكله” الذي قدسه بطاركتنا، بسكنهم وقبورهم، والذي طالما منه أعلنوا إيمانهم – إيمان بطرس “بيسوع ابن الله الحي. وها نحن اليوم هنا، للاحتفال معا بترميم “بيت الله” الحجري، وببناء جماعتنا المؤمنة، وإعلان إيمانها البطرسي”.

وقال: “بما أن هذه الكنيسة هي مجرد مزار يرعاه الكرسي البطريركي، لكونه تابعا له، لا كنيسة رعائية، فإنها تنتصب، في هذا المكان المقدس، كعلامة إيمان بالله، وتكريم لسيدتنا مريم أم الإله. فنستلهم كل فكر بناء وعمل صالح. لبنان مليء بأماكن العبادة والكنائس والمزارات. فنشكر الله على أن إيمان شعبه يتزايد وينمو ولا سيما في أوساط الشبيبة والعائلات. ولكن في المقابل، توجد أزمات سياسية واقتصادية ومعيشية وأمنية تزعزع هذا الإيمان، بل تحاربه بممارسات شاذة وخاطئة، من مثل تفشي المخدرات وتعاطيها، والفلتان الأخلاقي، والابتعاد عن الممارسة الدينية. إننا في كنائسنا نصلي من أجل الحكام المدنيين، كي يمارسوا بإيمان عملهم التشريعي والإجرائي والقضائي والإداري، مستلهمين الحكمة الإلهية والقيم السماوية في ممارسة مسؤولياتهم العديدة والمتشعبة. وأود أن أوجه من هنا، الآن بنوع خاص، نداء إلى معالي وزير الطاقة والمياه وسكان المنصورية، لمقاربة موضوع تمرير خط التوتر العالي بالحوار البناء والعلمي، وللوصول إلى الحل الذي يوفر الخير العام الذي منه خير الجميع وخير كل مواطن. ونطالب بوقف القمع واحترام الرأي الموضوعي السليم. ونطالب من ناحية أخرى بإجراء الانتخابات النيابية الفرعية، عملا بموجب ما يأمر به الدستور، وبالاستعداد الجدي والمسؤول بإعداد الانتخابات العادية في شهر أيار المقبل وإجرائها، وفقا لما يرسم الدستور، واحتراما لإرادة الشعب اللبناني. نضع هاتين المسؤوليتين في عهدة فخامة رئيس الجمهورية، الذي أقسم وحده اليمين على حماية الدستور، وعلى وحدة الشعب اللبناني”.

وختم الراعي: “فيما نحيي بالصلاة شهداء الجيش، وبالتعزية عائلاتهم والجيش اللبناني، عمادا وضباطا وعسكريين، نرجو من اللبنانيين والجماعة السياسية المحافظة على الوحدة الوطنية التي وطدت أواصرها دماء هؤلاء الشهداء الأبرار، وقد أراقوها على مذبح الوطن. ونكل هذه الأمنيات إلى حماية أمنا وسيدتنا مريم العذراء، سيدة يانوح، وسيدة لبنان. وليكن كل ذلك لمجد الله الواحد والثالوث، الآب والابن والروح القدس الآن وإلى الأبد، آمين”.

في الختام تم تبادل الهدايا التذكارية، ثم لبى الحاضرون دعوة رئيس البلدية الى غداء اقامه في قاعة رعية سيدة النجاة في البلدة على الراعي.