جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / السفارة اللبنانيّة للطلاب في الملاجئ الأوكرانيّة: “شيّكوا الفيسبوك”!
IMG_20220310_163924

السفارة اللبنانيّة للطلاب في الملاجئ الأوكرانيّة: “شيّكوا الفيسبوك”!

قد تكون مشكلة الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا في عداد المشاكل والأخبار التي لم تعد مهمة للبعض، ولكن يفيد القول والتشديد أن عددا، لا بل ان الكثير من الطلاب والعائلات اللبنانية، ما زالوا عالقين في أوكرانيا دون أي مساعدة أو «هبّة» رسمية تقوم بها الدولة كما يجب تجاه رعاياها الذين هربوا طلباً للعلم والعيش في بلاد جارت عليهم جوراً ما طاقوه، فهربوا.
تنص إتفاقية الحرب والسلام على تحييد المدنيين إبان الحروب، ولكن من يلتزم بأي من البنود؟ تنتفي الأخلاقيات في الحرب ولا يسلم المدنيون. وكما في كل غصة، للبناني حصة كبيرة، فهو إن ذهب لأحد البلدان سائحاً عاد مع كتلة من عقد النقص المتعددة إزاء ما يفتقده من أساسيات وخدمات في بلده، وإن ذهب للعلم والعمل فإنه يصيبه من كل شيئ، شيء! كيف لا، وهو من بلد لا يرعى مواطنيه في أحضانه، فكيف بهم إذا ما كانوا في الخارج؟

هل يخيل لأحد ما أن يتحرك مسؤول أو رئيس حزب أو زعيم منطقة من أجل هؤلاء، مع يقينه أن أهاليهم لن ينتخبونه في الإستحقاق القادم كونه لم يتحرك في السابق من أجلهم في ملف الدولار الطالبي؟ انهم متروكون لمصير معدوم، وأفق غير معلوم، في حرب تكاد تذهب بالارض أجمع إلى شفير اقتتال عالمي هائل، فماذا يقولون؟

«الديار» تواصلت مع أحد الطلاب اللبنانيين الذي عبّر عن امتنانه وسعادته بامتلاكه أصدقاء بولنديين قاموا بمساعدته على الخروج من أوكرانيا من قلب العاصمة كييف واستضافته لديهم. الطالب أكد أنه ما زال هناك الكثير من اللبنانيين العالقين في كييف، وتحدث عن تجربة سيئة مع السفارة اللبنانية في أوكرانيا، حيث أنه بعد أن إتصل بهم طلباً للمساعدة، طلبوا منه متابعة صفحتهم على «الفايسبوك» لمعرفة التطورات. الطالب عبّر عن غضب وإستغراب شديدين لهكذا مقاربة لوضع أكثر من خطر لمجموعة من اللبنانيين العالقين في الملاجئ تحت القصف وظروف الحرب الصعبة جداً، وتساءل عن جدوى نشر أرقام للتواصل مع السفارة، معبّراً عن خيبته من جديد في فشل الدولة في مساعدة ابنائها في الخارج منذ ملف الدولار الطالبي الذي أودى بمستقبل العديد منهم، وحتى أدى بالبعض إلى ترك جامعته وعلمه.

ورأى الطالب أن ما تقدمه الدولة عبارة عن كلام ووعود فارغة، وهو ما تقوم به منذ الأزل في محاولة منها للظهور بمظهر المهتم والحريص على ابنائه، ولكن الأمر لا يتعدى الجهة المعنوية، وعندما يصل إلى المادية فإن الأمور تقف عند هذا الحد ويختفي الجميع، علماً أن جميع الدول قامت بحجز تذاكر طيران لأفراد جاليتها المتواجدة في أوكرانيا منذ بداية الحديث عن تهديد محتمل بالحرب، إلا دولتنا التي تركتنا وحيدين، لا بل أن أسعار التذاكر زادت بسبب زيادة الطلب عليها وكأن الوضع طبيعي.

الجدير بالذكر، أن العديد من الدول العربية تسابقت على إجلاء رعاياها من أوكرانيا ومعظمهم من الطلاب، حيث قامت كل من تونس، مصر، المغرب، الأردن، وفلسطين بإرسال طائرات الإجلاء لرعايهم من أوكرانيا على نفقة الدولة نفسها، بينما لم تبرمج كل من الجزائر وليبيا بعد رحلات إجلاء، انما تعملان على تسهيل دخول رعاياهما من أوكرانيا للدول المجاورة.

قد تكون الأمور واضحة، انما اللبناني فشل في قراءة جواز سفره جيداً، فهو ليس أميركي ولم يكتب له « وزارة الخارجية الأميركية تطلب بموجب الاتفاقيات، من كل من يهمه الأمر السماح للمواطن القومي للولايات المتحدة المذكور اسمه هنا بالمرور دون تأخير أو إعاقة، وفي حال الحاجة تقديم كل المساعدات القانونية وحمايته»، كما أنه ليس بريطاني ولم يكتب له «ستدافع المملكة المتحدة عن حامل هذا الجواز حتى آخر جندي على اراضيها»، وبالتأكيد ليس كندي ولم يكتب له «نحرك اسطولنا من أجلك».

المصدر: الديار