جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / السنيورة: حزب الله مسؤول عن تعطيل تأليف الحكومة
13-11-18-sanyoura

السنيورة: حزب الله مسؤول عن تعطيل تأليف الحكومة

أكد الرئيس فؤاد السنيورة، في حديث إلى تلفزيون “العربية” قناة الحدث “أن سياسة مد اليد التي اعتمدها الرئيس المكلف سعد الحريري والعمل على التعاون والتفاهم من اجل حماية البلد ، كان هناك من يستفيد من هذا الامر”، مشيرا إلى “أن التنازلات استغلها البعض لبسط سلطته وزيادة عنفوانه وتمدده في لبنان وسيطرته على الدولة وبالتالي صار بحكم الامر الواقع هناك دولتان ضمن دولة”.

وشدد على أن “عملية تأليف الحكومة واضحة في الدستور وضوحا كاملا وتقضي بأن رئيس الجمهورية يجري استشارات ويكلف احدهم باستشارات ملزمة وعندما يأتي دور رئيس الحكومة يعمل استشارات ليس ملزما ان يستمع الى فلان او فلان او يطبق اعرافا جديدة”.

ولاحظ ان “الحكومة ليست مرآة كاملة لما هو في مجلس النواب يجب ان تعكس هذا الوجود”، معتبرا ان “رئيس الحكومة ملزم بأن يشكل مجموعة متناسقة متحدة متضامنة في ما بينها حتى يستقيم عمل الحكومة”.

وشرح أن “الامتحان الذي يتعرض له الرئيس المكلف هو داخل مجلس النواب عندما يقدم بيانه الوزاري، وبالتالي يعرض على النواب من اجل ان يمنحوه الثقة أو يحجبوها”، متابعا “ليس الامتحان للرئيس المكلف بأنه يجب عليه ان يرضي هذه المجموعة او تلك المجموعة، لا سيما وان هذه المجموعة المدعاة هي ايضا لم تظهر في أي مرحلة من المراحل خلال عمليات المشاورات التي اجروها مع فخامة الرئيس وايضا اجروها مع رئيس الحكومة”.

أضاف: “لم يظهروا انهم كتلة بل كانوا من ضمن كتل كانوا هم اعضاء فيها اكانوا في كتلة “حزب الله” او “امل” او سليمان فرنجية بالتالي لم يكونوا موجودين ولم يصار حتى حديث في هذا الشان، وكان الرئيس الحريري كما ذكر اليوم واضحا وصريحا منذ اليوم الاول بأنه ليس هناك من امر له علاقة بما يسمى سنة 8 اذار”.

واعتبر “ان هذا الامر مشكلة مفتعلة اعتقد ان هناك ربما اسبابا داخلية، لا سيما ان “حزب الله” يريد ان يظهر انه يمثل مجموعات مختلفة من اللبنايين من شتى المذاهب والطوائف ولديه السطوة والقدرة، ولكن هناك على الارجح كما ارى اسبابا خارجية، لا سيما ان هناك متغيرات جرت في المنطقة”.

ولاحظ ان “العقدة لم تظهر الا خلال الايام العشرة الماضية وقبل ذلك ما الذي كان يجري؟ كان حزب الله يعتمد ان هناك من سيكون له موقف سلبي من تأليف الحكومة اعني القوات اللبنانية، وبالتالي كانت وجهة نظره لماذا سأشغل نفسي في هذا الموضوع او اعرض نفسي للمسؤولية في هذا الشأن فليكن من يكون هناك من احزاب اخرى تعترض، وبالتالي انا اكسب بالنتيجة بدون ان اتعرض للمسؤولية”.

أضاف: “ولكن عندما وافقت “القوات اللبنانية” على تأليف الحكومة ظهر ان “حزب الله” فعليا لا يريد تشكيل الحكومة، واقول انه اهم الاسباب التي طرأت بعد ذلك ليست فقط اسباب داخلية بل اسباب خارجية واعتقد ان هناك تغيرات حصلت”.

وعدد السنيورة “3 اسباب خارجية اساسية لعرقلة التأليف، الاول: ماذا يجري على صعيد معركة الحديدة في اليمن، والثاني يتصل ببدء العمل بالعقوبات الجديدة، والثالث هو الانتخابات النصفية التي جرت في الولايات المتحدة والتي خرج منها الرئيس الاميركي لا خاسر ولا رابح”.

ولفت إلى أن “هذه الاسباب الخارجية ربما دفعت الحزب لأن يأخذ موقفا ويوصل رسالة للمجتمع الدولي والاميركيين انه قادر على التعطيل، وبالتالي هذا الامر كما نراه ليس فقط هناك تعطيل تمارسه ايران في لبنان ولكن تمارسه ايضا في العراق وموقفها في اليمن”.

وشدد على أن “هناك مشكلة اساسية في لبنان وهي ان الظروف اصبحت تملي علينا المسارعة الى تأليف الحكومة”، محملا “حزب الله” مسؤولية تعطيل التأليف و”هذه ليست الرة الاولى”.

ورد على سؤال حول التناغم بين الرئيس الحريري ورئيس الجمهورية وهل التقارب بين الرئاستين الاولى والثالثة له علاقة بموضوع حزب الله؟

أجاب: “هذا كلام دقيق وصحيح ومرده إلى أن رئيس الجمهورية يريد ان يبدأ عامه الثالث وتكون هناك حكومة وهو معني بشكل اساسي بهذا الامر، بالتالي وجد ان هذه الشروط المفتعلة الجديدة التي يتقدم بها “حزب الله” لايقاف وتعطيل عملية تأليف الحكومة ليست فقط موجهة ضد الرئيس المكلف بل ايضا ضد رئيس الجمهورية”.

وقال: “لا اعتقد انها مناورة لأنه في الحديث الذي اجراه في المؤتمر كان واضحا وصريحا. وبالتالي موقفه كما هو”، متحدثا عن امور عديدة لها وجهات نظر مختلفة عن وجهات نظر رئيس الجمهورية، لا سيما علاقته بحزب الله والملف السوري والموضوع الايراني”.

وردا على سؤال، أوضح ان “العلاقات بين الدول ليست دائما ابيض واسود بل هي تختلف في الاماكن والظروف والاسباب، وبالتالي لا يعني ان هناك علاقة تحالف كاملة بين روسيا وايران في كل الاماكن وكل الحالات”.

ولاحظ ان “هناك تباينا بين روسيا وايران في ما يختص بسوريا وفي هذا الامر روسيا حريصة على ان يكون الموقف على الجميع ان يعترف بأن الذي حقق انتصارا في سوريا بالتحديد هي روسيا قبل اي طرف آخر، وان هناك من له موقف ايضا في الوجود الايراني في سوريا”.

وردا على سؤال، أكد “ان العملية ليست عملية مراهنة على متغيرات بل هي فعليا الحقيقة انه لم يعد بامكان اللبنانيين ان يقبلوا بما يسمى وجود دولة داخل دولة”.

وأشار السنيورة إلى أن “الظرف الحالي في المنطقة يتطلب هدوءا وبالتالي وضوحا بما يسمى البوصلة يجب ان تكون صحيحة، اولا وكما نرى هناك رغبة من قبل عديدين من اجل ما يسمى الاطاحة باتفاق الطائف”، مذكرا بأن “اتفاق الطائف هو الذي انهى الحرب اللبنانية ووضع سكة الطريق الصحيحة في تصالح اللبنانيين في ما بينهم وبين بعضهم واعادة بناء وطنهم وعلى اساس واضح وصريح بالنسبة لكل القضايا الاساسية”.

وختم: ” هذا الاتفاق (الطائف) الذي قدم هذه الصيغة اللبنانية التي سماها البابا يوحنا بولس الثاني اكثر من وطن هي رسالة لكل المجتمعات المتنوعة لذلك اعتقد ان هذا الامر الذي نحن فيه علينا ان نؤكد على اهمية التمسك باتفاق الطائف والعودة الى احترام الدستور، لانه مررنا خلال هذه الفترة بعملية استسهال لمخالفة الدستور ولمخالفة اتفاق الطائف فعندما يتم مخالفة الشرعة التي بنى عليها اللبنانيون وحدتهم يحصل الكثير من الخلافات والشقاق في ما بينهم”.