جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / اقتصاد / الصين تتحدى “برنت” والخام الأميركي بعقود آجلة باليوان
People attend the launch ceremony of Shanghai crude oil futures at the Shanghai International Energy Exchange (INE) in Shanghai

الصين تتحدى “برنت” والخام الأميركي بعقود آجلة باليوان

يأتي إطلاق الصين عقوداً نفطية آجلة مقومة باليوان تتويجاً لجهود بذلتها بورصة شنغهاي للعقود الآجلة على مدى عشر سنوات، بهدف منح أكبر مستهلك للطاقة في العالم مزيداً من النفوذ في تسعير الخام المباع لآسيا.

وقالت البورصة يوم الجمعة الماضي، إنها حددت سعراً افتتاحياً لعقودها النفطية الآجلة لشهر أقرب استحقاق التي تطلقها اليوم الاثنين عند 416 يواناً (65.80 دولار) للبرميل.

ويقول تجار ومحللون إن بواعث القلق تتضمن مدى حرية تغيير اليوان بعملات أخرى، في ظل القيود التي تفرضها الصين على خروج رؤوس الأموال، بينما لا تزال هناك مخاوف بشأن تدخل الصين المكثف في أسواقها للسلع الأولية في السنوات الماضية.

ومن شأن الالتزام بتداول خامات شنغهاي باليوان أيضا أن يضيف مخاطر عملة في السوق قد تؤدي لعزوف بعض التجار.

وتضع بورصة شنغهاي الدولية للطاقة، وهي وحدة بورصة شنغهاي للعقود الآجلة المسؤولة عن إدارة العقود، حدوداً قصوى يومية صارمة لعدد الأوامر الملغاة المسموح بها لكل حساب، بهدف الحد من التلاعب. ويتضمن ذلك التقدم بطلبات شراء أو عروض بيع للعقود الآجلة بنية إلغائها قبل التنفيذ. وبخلق طلب وهمي، يستطيع المتلاعبون التأثير على الأسعار بما يفيد مراكزهم في السوق.

بواعث قلق
بالنسبة للعملاء الكبار الذين يضعون أوامر تزيد عن 300 دفعة، أو ما يعادل 30 ألف برميل من النفط، فإن الحد الأقصى هو 50 إلغاء يومياً. أما المتعاملون بأوامر أصغر فمسموح لهم بـ500 إلغاء.

ويختلف ذلك عن البورصات العالمية مثل بورصة شيكاغو التجارية التي تستخدم نسبة تُحدد بناء على حجم تعاملات المستثمر.

ويقول متعاملون إنه في الأيام التي تشهد تقلبات في السعر وارتفاعا في أحجام التعاملات، فإن المستثمرين الدوليين الجدد في الأسواق الصينية قد يخضعون لعقوبات إذا تجاوزوا تلك الحدود وهم يحاولون تعديل مراكزهم.

والمستثمرون في العقود الآجلة الصينية للسلع الأولية لا يجرون عادة معاملات منتظمة على مدى السنة، وإنما يختارون أشهراً معينة لإجراء تعاملاتهم. وقد يعرقل ذلك مساعي التداول بهدف الاستفادة من فروق الأسعار بين برنت وخام غرب تكساس الوسيط وشنغهاي.

وبالنسبة لخام الحديد على سبيل المثال، وهو أحد أسواق العقود الآجلة الأكثر نشاطاً في الصين، فإن معظم المراكز المفتوحة لما يزيد عن 2.3 مليون دفعة توجد في عقود مايو وسبتمبر، بينما تتراوح النطاقات في أشهر التسليم بينهما ما بين عشرات الآلاف من الدفعات إلى أقل من عشر دفعات في بعض الحالات.

وعلى النقيض، تكون السيولة خلال الخمسة أشهر الأولى من عقود “برنت” وغرب تكساس الوسيط موزعة بالتساوي تقريباً، وهو ما يعكس الإقبال عليها من صناديق التحوط وغيرها من المستثمرين الماليين الذين يرغبون في التعامل شهراً بشهر.

وسيكون هناك فارق مدته ساعة ونصف الساعة بين التسوية والسعر الذي تنشره “ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس”، التي تقدم تقييماً سعريا للمنطقة الساعة 04:30 مساء بتوقيت سنغافورة، فيما تسميها عملية “السوق عند الإغلاق” التي يتابعها القطاع عن كثب.

العطلات العامة الصينية
ستتوقف التعاملات في عطلات عامة تمتد لأسبوع في الصين، وهو ما يفقد بورصة شنغهاي توافقها مع البورصات الغربية. وتعني ساعات التداول الأقل مقارنة مع نحو 24 ساعة في البورصات الغربية، أن السوق قد تحاول في بعض الأوقات اللحاق ببقية أسواق العالم.

القطاع المحلي
فتحت الصين ما يزيد عن ستة آلاف حساب للتداول، بما في ذلك حسابات لشركاتها النفطية الكبيرة ونحو 150 شركة وساطة. وتم تسجيل عشرة وسطاء أجانب، من بينهم “جيه.بي مورغان” و”باندز فايننشا” و”ستريتس فايننشال سيرفسيز” ووحدات أخرى لوسطاء محليين مقرها هونغ كونغ.

ومن المرجح أن تجتذب في الأساس المستثمرين المضاربين الصغار الذين يهيمنون على أسواق العقود الآجلة الأخرى للسلع الأولية، التي غالباً ما تشهد تقلبات، رغم أن رسوم التعاملات في النفط الخام عالية نسبياً.

وقال تاجر نفط من شاندونغ إن المصافي الصينية المستقلة ستقوم على الأرجح بمعالجة الخام الثقيل، بدلا من الخام متوسط الكبريت الذي يتم تداوله في العقود الآجلة.

وهناك ثلاث مصافي مستقلة على الأقل تتطلع لاستخدام العقود للتحوط قالت أيضاً إنها ليست متيقنة بشأن التسليم. وبموجب القواعد، لا يستطيع المشترون اختيار درجة معينة من الخام الذي سيتم تسلمه أو تحديد موقع التسليم.

فتح حساب للتعاملات
يحتاج المستثمرون الأجانب لفتح حسابات بنكية لغير المقيمين في أحد البنوك الثمانية التي تتعامل مع ودائع الهامش لعقود الخام الآجلة المقومة باليوان، بحسب بورصة شنغهاي الدولية للطاقة.

وهذه البنوك هي البنك الزراعي الصيني، وبنك “سي.آي.تي.آي.سي”، وبنك التعمير الصيني، وبنك الصين الصناعي والتجاري، وبنك الصين، وبنك الاتصالات، وبنك تشاينا ميرتشانت، وبنك سنغافورة للتنمية.

وسيحتاج المستثمرون لتحويل الأموال من هذا الحساب المصرفي إلى حساب مفتوح لدى وسيط محلي أو أجنبي أو الوكالات المسجلة في بورصة شنغهاي الدولية للطاقة. وسيفتح الوسيط حسابين لدى البورصة، أحدهما لودائع الهامش والثاني لتسويات العملات الأجنبية.

وقالت مصادر لدى شركات سمسرة لـ”رويترز” إن الكثير من كبار وصغار الوسطاء مثل كوفكو وتشاو جين للعقود الآجلة أعفوا عملاء النفط الخام من الرسوم التي يتقاضوها على التعاملات، وسيقدمون خدمات استشارية مجانية إضافة إلى تدريب مجاني في محاولة لكسب مزيد من العملاء.

(العربية.نت)