جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الضغط للاستحقاقات فاقمته قوارب الهجرة!
1-1283673

الضغط للاستحقاقات فاقمته قوارب الهجرة!

 

روزانا بومنصف – النهار
ثمة فرصة ضيقة لا تزال متاحة امام لبنان لا يعرف مسؤولون دوليون اذا كان لبنان سيحاول النفاد منها ام لا وذلك بالنظر الى تطورات دولية قد تساهم في زيادة التعقيدات التي تربكه وتؤثر عليه فيما يظهر مسؤولوه كأنهم يعيشون في كوكب اخر او كأن الزمن مفتوح لهم مقدار ما يشاؤون. هذه الفرصة تكمن في استمرار الاهتمام بلبنان راهنا ولو من دون التركيز عليه بقوة ولكن هذا المقدار من الاهتمام لوضعه على سكة النهوض قد لا تدوم طويلا مع المزيد من التحديات لدى الدول المؤثرة المعنية بحيث ان اهماله السعي الى انجاز ما يفترض به انجازه سيكون باهظ الكلفة اكثر بكثير مما هي عليه الكلفة العالية جدا راهنا .

وقد اظهر المقال الذي نشره رؤساء البعثات الاوروبية المعتمدة في لبنان وعددهم 20 سفيرا ومن بينهم سفير #الاتحاد الاوروبي في لبنان اضافة الى سفيري النروج وسويسرا افتقار اهل #السلطة في لبنان الى اي اعذار مقنعة للخارج ازاء استمرارهم في المراوحة في الازمة وعدم القيام باي شيء يمنع المزيد من الانهيار .
ليست المرة الاولى التي توجه دول صديقة نصائح او انذارات للسلطة او بالاحرى لكل الطبقة السياسية ازاء ما يجب القيام به من دون اي نتيجة ما يشي بان دعوتهم الاخيرة ” وقت العمل هو الان ” قد لا تقع على الارجح الا على الاذان الصماء نفسها. كتب السفراء المعنيون” يقول العديد من أصدقائنا ومحاورينا اللبنانيين إنّه لا يمكن مواجهة التحديات القائمة إذا لم تتم معالجة هذه الأمور الجوهرية. غير أننا لا نوافق على هذا الاستنتاج. فجميع صانعي القرار اللبنانيين المعنيين يستطيعون، لا بل ينبغي عليهم أن يفعلوا المزيد الآن لإعادة بناء الحيز الاقتصادي والنقدي والمالي في لبنان، كخطوة أولى لإعادة اقتصاده إلى مسار التعافي… والحقيقة المحزنة هي أنّه بعد مضي نحو نصف عام على التوقيع على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لم يتم تنفيذ أي من الإجراءات المسبقة المطلوبة للموافقة على برنامج الصندوق وإطلاقه”. واتهم السفراء المسؤولون المعنيون ب” نقص التركيز، وعدم الرغبة في التوصل إلى التسوية، وعدم وجود رؤية، والافتقار إلى القيادة”. ويضيفون ” يتعين على صانعي القرار اللبنانيين الارتقاء إلى مستوى مسؤولياتهم ووضع المصلحة العامة في المقام الأول، ومصالحهم المشروعة الخاصة في المرتبة الثانية”.
ليس اهل السلطة في حاجة الى قراءة هذا الموقف ما داموا قد ابلغوا به مباشرة ونالوا اجابات متفاوتة ومعروفة من المسؤولين تلقي التبعة دوما على الاخرين الرافضين للاصلاح او المنتظرين الخطوات الاجرائية من مكان اخر. فلبنان يعاني على سبيل المثال من الحرب الروسية على اوكرانيا والتي لا تقل في انعكاساتها عليه كما على دول اخرى من الحرب السورية التي كاد ينجو منها لولا التحول مع انتهائها عسكريا في اتجاه استنزاف لبنان اقتصاديا وماليا. وبالنظر الى تحديات اخرى كثيرة من بينها التطورات المفاجئة على الساحة الايرانية المربكة في شكل كبير جدا للنظام والمتحدية له، قد تفاجىء لبنان حتى لو ليس له يد فيها من قريب او بعيد، فان الانذارات اليه بدأت تتوالى من صندوق النقد الدولي كما من سفراء المجموعة الاوروبية على شكل جماعي يعطي تأثيرا اكبر لانذارات تتم على نحو افرادي من هذه الدول. وذلك في الوقت الذي ينذر التردي الداخلي في مخاطر كبيرة على غرار قوارب الهجرة غير الشرعية والاقتحامات لفروع المصارف على نحو قد لا يقدره اهل السلطة حق التقدير مع الزعم المتواصل بتوافر الاستقرار الامني الذي برزت مؤشرات قوية الى اهتزازه . فهذه الامور زادت من وطأة الاصرار الاوروبي الكبير على عدم التساهل في موضوع التزام اجراء الانتخابات في موعدها وكانت عاملا مؤثرا من اجل المزيد من الضغط في هذا الاتجاه . فالقلق كبير جدا من انفلات الامور من جهة على صعد مماثلة كما على الاتجاهات التي يمكن ان يسلكها لبنان في حال لم يلتزم تنفيذ ما تعهد اصلا به لصندوق النقد على السنة الرؤساء الثلاثة اي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ، ولو انه قال ان المجلس لا يخضع لصندوق النقد ، كما رئيس الحكومة الذين اصدر كل منهم بيانا يتعهد بتنفيذ شروط الاصلاح المطلوبة من جهة اخرى .

الدعوة التي وجهها بري لانتخاب رئيس جديد للجمهورية قد لا تكون كافية للاقناع بوجود قرار باغتنام الفرصة الضيقة المتاحة . فالجميع بات يدرك الهامش الكبير للمناورات السياسية الداخلية المستمرة اصلا حتى منذ بدء الانهيار قبل ثلاث سنوات ، في الوقت الذي اظهرت الامور حتى الان عدم نضوج الامور لانتخاب رئيس ولو ان دعوة بري شرعية وضرورية وملحة. ولكن الضغط الخارجي سيستمر بالوتيرة القوية نفسها حتى انتخاب رئيس جديد من ضمن المهلة الدستورية اذا امكن من دون التساهل ازاء شغور محتمل حتى لو كان لاسابيع او لاشهر كما يعمم البعض ولو استمعوا الى احتمالات مماثلة من السياسيين والمسؤولين .
ولكن يخشى ان يتفلت السياسيون مجددا كما تفلتوا خلال الاعوام الثلاثة الماضية في شكل خاص ولا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت من هذه الضغوط وينجحون في الالتفاف عليها مرة اخرى كما كشفهم الموقف الاوروبي في اي حال .