جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الطائفة السنّية:هل تقدر في عين الحلوة؟
320x180_cmsv2_74662e86-3f3f-5633-a5d2-5f02da90029f-7438636

الطائفة السنّية:هل تقدر في عين الحلوة؟

 

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
كلّما اشتعل مخيّم فلسطيني، تقف الطائفة السنّية في لبنان أمام نوع من أنواع التحدّي، من مخيّم نهر البارد في أقصى الشمال، إلى مخيّم عين الحلوة في قلب الجنوب.
ليس صدفة أن تجري الإتصالات بشأن ما يدور في عين الحلوة بين رئيس دولة فلسطين محمود عباس وبين كلّ من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان.شئنا أم أبينا، لا تزال “صلة الرحم” قائمة بين الفلسطينيين وسنّة لبنان، منذ كانت المقاومة الفلسطينية تعمل في لبنان، ومنذ القول الشهير “أنّ طريق فلسطين تمرّ في جونيه”.
في موقعة مخيّم نهر البارد، كان هناك “سعد الحريري”.كان للطائفة السنّية نبض، وكان لها قائد ومرجعيّة.لم يتردّد في إشهار تأييده للجيش اللبناني بمواجهة فتح الإسلام.لقد غطّى بمظلّته الواسعة هجوم الجيش على المخيّم، متجاوزاً بذلك “الخطّ الأحمر” الذي حاول رسمه، آنذاك، الأمين العام لحزب الله..وكان ما كان من دخول الجيش الى المخيّم، وخروج مقاتلي فتح الإسلام، وبسط سيطرة الدولة على أوّل مخيّم فلسطيني في لبنان.
الطائفة السنّية من جديد أمام تحدّي مخيّم آخر.ولكن دون ما جرى في البارد موانع كثيرة وتحوّلات عديدة:
-لا مظلّة سنّية موحّدة أو فاعلة في لبنان، بعد غياب الحريري.فرئيس حكومة تصريف الأعمال “لا يجرؤ..وشبه منسحب”.والمفتي دريان لا يستطيع – رغم محاولاته المتكرّرة – أن يشكّل تلك المظلّة لأيّ عمل يمكن أن يُقدم عليه الجيش.ومن تبقّى من النواب أعجز من ذلك.
-مخيّم البارد في الشمال بعيد عن التأثير المباشر لسيطرة حزب الله.بطاقته الحمراء التي تصلح في عين الحلوة، أمكن تجاوزها في أحداث البارد.مناطق الإقتتال الدائر اليوم تقع في عقر داره، ولا يغيّر في ذلك أنّ صيدا السنّية تجاور حرب الأخوة.فهي بلا تأثير، تتلقّى التداعيات دون أن يكون لها قرار:محاولات النائبين أسامه سعد وعبد الرحمن البزري لم تسفر عن نتيجة، والسيّدة بهيّه الحريري في اعتكاف سياسي.هم يتحوّلون في أحسن الأحوال إلى “صليب أحمر” لا أكثر ولا أقل.
-القتال يدور بين طرفين فلسطينيين، لهما صاحبان متناقضان:”فتح” ويعود قرارها الى السلطة الفلسطينية..و”الفصائل الإسلامية” التي تعود إمرتها الى سلاح وأموال حزب الله ومحور الممانعة.أيّ تدخّل للجيش سيصطدم أوّلاً بسلاح المقاومة، وبشعارات “وحدة الساحات” و”حقّ العودة” و”تحرير القدس”، وما شابه.الجيش اللبناني أسير هذه المعادلة.كما أنّ الطائفة السنّية أسيرة تشرذمها وضعفها وغياب “قائدها”.لا قائد لهذه الطائفة، وبالتالي لا قرار، ولا تغطية لما يفترض أن يقوم به الجيش!
ما يدور في عين الحلوة صراع مفتوح.صراع فلسطيني – لبناني – إيراني – عربي.صراع معقّد وطويل، الغلبة فيه للطرف الشيعي، بالرغم من سنّية المقاتلين، وبالرغم من أنّهم فلسطينيون..وبالرغم من أنّ المخيّم محسوب – جغرافيّاً وديموغرافيّاً – على أهل السنّة!