جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / القصة الأصلية لبينوكيو.. طفل مشاغب احترقت قدماه وشنق
da58854e-5692-4a5a-84be-88d5f5fa8f22

القصة الأصلية لبينوكيو.. طفل مشاغب احترقت قدماه وشنق

صنفت قصة الطفل المصنوع من الخشب بينوكيو (pinocchio) كواحدة من أشهر قصص الأطفال على الإطلاق، حيث حققت شخصية بينوكيو شهرة عالمية بفضل الرسوم الكرتونية التي أنتجتها مؤسسة ديزني في حدود سنة 1940.

وتروي القصة التي نقلتها مؤسسة ديزني (disney) حياة نجّار كان فقيرا طاعنا في السن ويعاني الوحدة، فكر بصناعة دمية خشبية على شكل طفل صغير ليتخذها رفيقة من خيال بقية حياته.

صورة لكارلو كولودي مؤلف القصة الأصلية لشخصية بينوكيو
لوحة زيتية تجسد الفيلسوف الفرنكوفوني جان جاك روسو

وتحققت رغبة هذا العجوز عندما لاحظت حورية حزنه فنفخت الروح في جسد الدمية الخشبية ليظهر بعدها بينوكيو والذي سيخوض في بقية القصة مجموعة من المغامرات ليثبت حسن أخلاقه ويحصل في النهاية على جسد إنسان.

وبينما حملت قصة ديزني في طياتها مغامرة شيقة ونهاية سعيدة، اختلفت القصة الحقيقية لبينوكيو عن ذلك تماما، فمن خلال الفيلم الكرتوني الذي أطلق سنة 1940، عمدت مؤسسة ديزني إلى تحريف القصة الحقيقية، والتي يعود تاريخ ظهورها إلى ثمانينات القرن التاسع عشر في إيطاليا.

رسم تخيلي لحادثة شنق بينوكيو في القصة الأصلية

كما يعود تاريخ ظهور قصة مغامرات بينوكيو (The Adventures of Pinocchio) إلى الفترة ما بين سنة 1881 و1883، حيث لم يتردد الكاتب الإيطالي والمنحدر من منطقة فلورنسا كارلو كولودي (Carlo Collodi) في تأليف هذه القصة ليبرز صعوبة تربية الأبناء، ومعاناة الأولياء مع أطفالهم المشاغبين.

وفي حقيقة الأمر لم يعرف الكاتب الإيطالي كولودي طعم الأبوة مطلقا، حيث لم يرزق الأخير بأبناء، ومن خلال قصة الطفل المشاغب بينوكيو سعى المبدع الإيطالي إلى خلق تجسيد لفلسفة جان جاك روسو (Jean-Jacques Rousseau) التي نقلها في كتابه الشهير Emile, or On Education والذي يعود تاريخ ظهوره لسنة 1762.

وأثار الفيلسوف الفرنكوفوني جان جاك روسو بعد نشر كتابه أزمة حقيقية بسبب مسألة التربية التي سرعان ما برزت عقب الثورة الفرنسية.

رسم تخيلي لحادثة لإحتراق رجلي بينوكيو في القصة الحقيقية

وباشر كارلو كولودي مهمة تأليف القصص وترجمتها منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، حيث قدم الأخير العديد من القصص الرائعة التي أعجب بها الأطفال.

وفي حدود سنة 1881، راسل كولودي صديقا له عمل كمسؤول بإحدى صحف روما ليعرض عليه فكرة تخصيص صفحة الأطفال بالجريدة، وذلك من أجل نقل بعض القصص الرائعة.

ولقيت الفكرة إعجاب الجميع، ليبدأ المؤلف الإيطالي بمهمة نشر أجزاء من قصة الطفل الخشبي بينوكيو.

وبحسب ما جاء في القصة الحقيقية والأصلية لبينوكيو، أقدم السيد جيبيتو (Mister Geppetto)، والذي كان نجّارا فقيرا طاعنا في السن ووحيدا على صناعة دمية الطفل بينوكيو، انطلاقا من خشبة استخرجت من شجرة صنوبر حصل عليها في وقت سابق من عند جاره.

رسم تخيلي لبينوكيو وهو بصدد قتل الصرار بالمطرقة في القصة الحقيقية

منذ البداية، تميز بينوكيو بطابعه السيئ، فحال إتمام العمل على قدميه أقدم الأخير على ركل صانعه السيد جيبيتو.

وبعد أن تعلم المشي، فرّ بينوكيو من منزل والده جيبيتو نحو المدينة، وهناك تعرضت الدمية الخشبية للاعتقال من قبل رجال الشرطة الذين لم يترددوا لحظة واحدة في فتح تحقيق حوله.

إثر ذلك، أقدمت الشرطة على اعتقال السيد جيبيتو بعد اتهامه بسوء معاملة ابنه بينوكيو ليجد النجار العجوز نفسه في السجن.

وبعد عودته إلى منزل والده، أقدم بينوكيو على قتل شخصية الصرار الناطق بعد أن سحقه بمطرقة.

وبهذه الحركة قتل بينوكيو ضميره، حيث مثّل الصرار الناطق والذي عاش بالمنزل منذ أكثر من 100 عام صوت الخير والحكمة.

إلا أن بينوكيو غطّ مرة في نوم عميق قرب الموقد، واحترقت قدماه، ومع خروج والده جيبيتو من السجن، حصلت الدمية الخشبية على زوجين جديدين من الأرجل، إلا أنه واصل سلسلة أعماله السيئة كالسرقة، والكذب، والهرب من المدرسة، وبسبب ذلك تعرض الصبي الخشبي للسجن، والضرب، والتجويع قبل أن يشنق في النهاية عند الجزء السابع عشر على جذع شجرة.

ولقيت قصة بينوكيو رواجا كبيرا بين الأطفال، ولم يكن المحرر والمسؤول بالصحيفة راضيا عن النهاية التعيسة ليطلب عقب ذلك من كارلو جيبيتو تغيير النهاية وإضافة أجزاء أخرى إليها والتفكير في نهاية سعيدة قبل تجميع كل الأجزاء في كتاب واحد.

فيما لم يتردد المؤلف الإيطالي في إضافة أكثر من عشرة أجزاء أخرى للقصة، نجا من خلالها بينوكيو من الموت على حبل المشنقة عقب تدخل إحدى الحوريات من أجل إنقاذه.

وشهدت الأجزاء التالية تراجع دور الوالد جيبيتو لصالح الحورية التي أصبحت بمثابة الأم.

وفي بقية القصة، تحسّنت تصرفات بينوكيو تدريجيا، وتعلّم عددا من الخصال منها الصدق، والوفاء، ومد يد المساعدة لغيره. ولذلك كافأته الحورية ومنحته جسد إنسان حقيقي.

(العربية.نت)