ومساء السبت ألقت السلطات القبض على الملياردير ضياء الدين محمدوف، الذي يرأس مجموعة “سوما” وتبلغ ثروته بحسب تقديرات مجلة فوربس 1,2 مليار دولار، ووضعته قيد التوقيف الاحترازي بأمر من محكمة في موسكو وذلك بشبهة تورطه في جرائم تزوير واختلاس على نطاق واسع وتشكيل عصبة أشرار.

وأثار نبأ اعتقال محمدوف صدمة كبيرة في الأوساط الاقتصادية في البلاد أعادت إلى الأذهان الصدمة التي أحدثها اعتقال الملياردير والمعارض ميخائيل خودوركوفسكي قبل 15 عاما.

كذلك فإن اعتقال الملياردير الداغستاني أثار شائعات حول دوافع هذا التوقيف وتوقيته لا سيما وأنه يأتي في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس فلاديمير بوتين لتشكيل حكومة جديدة بعدما فاز في 18 مارس بولاية رابعة تبدأ في مطلع مايو المقبل.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف ردا على سؤال بشأن ما إذا كان توقيف محمدوف ناجم عن صراع داخل أجنحة السلطة إن “هذه ليست سوى خزعبلات محللين سياسيين”.

ومحمدوف البالغ من العمر 49 عاما برز نجمه خلال الولاية الرئاسية اليتيمة لديمتري مدفيديف (2008-2012) الذي يقال إنه قريب جدا منه والذي تطرح علامات استفهام كثيرة حول احتمال بقائه في منصب رئيس الوزراء خلال ولاية بوتين الرابعة.

ومحمدوف الذي كان أيضا زميل دراسة لنائب رئيس الوزراء أركادي دفوركوفيتش، ملاحق بشبهة اختلاسه مع شقيقه محمد، وهو سناتور سابق اعتقل أيضا، مبلغ 2,5 مليار روبل (35 مليون يورو بسعر الصرف الحالي) من الأموال العامة في مشاريع بناء مختلفة، بحسب وكالات الأنباء الروسية، وهي اتهامات ينفيها الملياردير.

وبحسب وسائل إعلام روسية عديدة فإن الاختلاسات وقعت في قسم منها في مشروع بناء استاد رياضي جديد في جيب كالينينغراد (شمال غرب) من أجل استضافة مباريات في كأس العالم في كرة القدم التي تنظمها روسيا هذا العام.

وإضافة إلى الشقيقين محمدوف اعتقلت السلطات رجل أعمال ثالثا يتولى إدارة إحدى الشركات التابعة لمجموعة سوما وقد أودع الموقوفون الثلاثة سجن ليفورتوفو الشهير في موسكو.

وتتولى مجموعة سوما تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية في روسيا.