جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / اللبنانيون بين الزلازل و الأزمة الاقتصادية الخانقة
Fod_2S5XwAEprw3

اللبنانيون بين الزلازل و الأزمة الاقتصادية الخانقة

 

خاص Lebanon On Time – خالد أبو شام 

لم يكفِ اللبنانيين الأزمات المعيشية التي يعانونها من فقر وغلاء وتدهور كل القطاعات في بلدهم حتى جاءتهم الزلازل المخيفة في ظلّ أصعب وضع اقتصادي يعيشونه على كل المستويات، فبعد أن دمّرت المنظومة الحاكمة كل نواحي الحياة في البلاد، وجعلت المواطن اللبناني كتلةً مشتعلةً من المآسي والهموم؛ يفيق على وجع، وينام على همّ، جرّاء كلّ ما فعلته في البلد، من نهب للدولة، وسرقة لمقدرات الشعب اللبناني، وحدّث ولا حرج عن الفساد العارم الذي دخل كل تفصيلات الحياة ونواحيها العامة، عبر الصفقات والمحاصصة في كل المجالات، ها هو موضوع الزلازل الذي يضرب اليوم مناطق كثيرة في كل العالم، وخاصة منطقة الشرق الأوسط والتي لبنان من أبرز دولها التي عاشت هذا الرعب، فبعد زلزال تركيا المدمر والذي وقع في منطقة قهرمان مرعش وأدى إلى وفاة المئات في سوريا وتركيا بعد انهيار آلاف القطع السكنية والمباني، وتبعه عدة هزات أرضية ارتدادية متفاوتة من حيث القوة، والتي كان للبنان حصة كبيرة منها، إذ جعلت ليالي اللبنانيين أشبه بأفلام الرعب، حيث نزل الآلاف منهم إلى الشوارع والساحات العامة وتركوا منازلهم ومبانيهم خوفًا من أي هزة محتملة يمكن أن تُسقط هذه المباني _ التي في الأصل بمعظمها متصدعة_ على رؤوسهم.
إن اللبنانيين لحريٌّ بهم أن يخافوا من مثل هذه الكوارث لأنهم يعلمون في الأصل أنهم لا بواكيَ لهم، وأن أيّ كارثة من هذا القبيل قد تصيب البلد لا طاقة لنا بمواجهتها ولو بالحدّ الأدنى، في ظلّ دولة منهارة بشكل كامل، وإمكانيات معدومة على كل الصعد، فأيّ فاجعة قد تحدث ستكون القاضية، إذ لا قدرة لنا على بناء حجر واحد في ظلّ تلك الضائقة الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، و الجدير بالذكر أن جداراتنا وسقوف مبانيها هي في الوضع الطبيعي تقع على رؤوسنا من غير هزة أو زلزال، ولا يقوم أي مسؤول في هذه الدولة بتحريك ساكن، فكيف بزلزال مدمر يقلع المباني الحديثة من جذورها، كيف سيكون الوضع عندئذٍ؟ وهل يحتمل المواطن اللبناني عموما و الطرابلسي خصوصًا أن يقع ولو حجر واحد من بيته وهو لا يستطيع تأمين قوت يومه؟ علمًا أن معظم مناطق طرابلس وخاصة الشعبية منها مصنَّفٌ مبانيها في دائرة الخطر!