جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / “المجلس الثقافي للبنان الشمالي” يعلن عن إنشاء التجمّع الثقافي العام في طرابلس والشمال
IMG-20180126-WA0008

“المجلس الثقافي للبنان الشمالي” يعلن عن إنشاء التجمّع الثقافي العام في طرابلس والشمال

 

أعلن “المجلس الثقافي للبنان الشمالي” عن إنشاء التجمّع الثقافي العام في طرابلس والشمال إيمانا بدور الهيئات الثقافية الطليعي في ملاحقة القضايا الوطنية والثقافية وخلق دينامية عمل مشتركة .

جاء ذلك في مؤتمر ثقافي عام غير مسبوق ضم حوالي ثلاثين كيانا ومكونا ثقافيا من جمعيات وروابط وأندية ثقافية، نظمه المجلس الثقافي للبنان الشمالي بالتعاون مع الرابطة الثقافية بطرابلس إنتصار للقدس عاصمة لدولة فلسطين بجميع مكوناتها الدينية والثقافية والتاريخية وإستنكارا لقرار الرئيس الأميركي بنقل سفارة بلاده إلى القدس.

وإنعقد المؤتمر في قاعة المكتبة العامة في الرابطة الثقافية بحضور رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجّد، رئيس الرابطة الثقافية رامز فري، المدير العام السابق لوزارة الثقافة فيصل طالب، المديرة العامة لجمعية الصفدي الثقافية سميرة بغدادي، رئيسة لجنة متابعة الإنماء في نقابة المهندسين بطرابلس الدكتورة ربى دالاتي رافعي، القاضي نبيل صاري رئيس رابطة طرابلس في القلب، مديرة مركز الصفدي الثقافي نادين العلي، العميدة الدكتورة عائشة يكن نائب رئيس جامعة الجنان، الرئيس السابق للمجلس الثقافي الدكتور نزيه كبارة، أمين عام المنتدى الثقافي في الضنية أحمد يوسف، رئيسة الإتحاد العربي للمرأة المتخصصة ناريمان الجمل، الدكتور نزيه المرعبي عن الجمعية اللبنانية لتاريخ العلوم العربية، رئيس اللجنة الثقافية في بلدية البترون يوسف لطوف، رئيس بلدية بخعون – الضنية زياد جمال، رئيس رابطة الجامعيين في الشمال غسان الحسامي، لقاء الأحد الثقافي ممثلا بالعميد الدكتور أحمد العلمي ومعتصم علم الدين ومحمود طالب، أحمد درويش رئيس جمعية النهوض الثقافي وممثلا منتدى العلامة الدكتور مصطفى الرافعي، وكل من الكتاب والأدباء عاطف عطية، غادة السمروط، مخايل مسعود، محمد سنجقدار، محمد سعيد المصري، جان رطل، ممدوح زيادة، نبيل عرجة إضافة إلى حوالي عشرة كيانات ثقافية ايدت المؤتمر ونتائجه وتعذّر على مندوبيها الحضور بسبب اجواء الطقس العاصف.

منجّد

في الإفتتاح النشيد الوطني اللبناني وألقى رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي كلمة أكّد فيها التوافق مع رئيس الرابطة الثقافية وهيئات وروابط وأندية ثقافة على أن يكون هذا المؤتمر مفتتحا لإطلاق التجمع الثقافي العام في طرابلس والشمال في إطار من العمل المشترك وخلق دينامية مشتركة لمتابعة وملاحقة الأوضاع الوطنية العامة والقضايا الثقافية في إطار برامج عمل مشتركة والإجتماع مرة على الأقل كل ستة اشهر.

أضاف: في هذه العشية نطلق هذا الموقف التضامني مع قضية القدس إيمانا منّا أنها قضية إنسانية تطال شعبا مشردا داخل وخارج بلده من جراء ذلك الوعد المشؤوم الذي صدر قبل مئة عام، فوهب من لا يملك أرضا وبلدا لعصابات ليس لها أي علاقة بهذه الأرض وبهذا البلد.

وقال:ها هو عنصري آخر يطل علينا بقرار جائر وظالم وحاقد يمنج بموجبه عاصمة حضارية تخص الديانات السماوية مجتمعة، عاصمة لشعب متجذّر بأرضه وبتراب وطنه، يمنحها للعصابات الصهيونية إياها ضاربا بعرض الحائط بالمواثيق الدولية وبالإتفاقيات والمعاهدات وبحقوق الفلسطينيين بجميع طوائفهم بارضهم وممتلكاتهم وبمصيرهم وبمستقبل وحياة أبنائهم.

الفري

ثم تحدث رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري فقال: نلتقي اليوم في قلب طرابلس النابض بالعروبة والوطنية لنستنكر وندين بشدة قرار الرئيس الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، ونحن على يقين بمدى الدعم اللامحدود من الإدارة الأميركية للكيان الصهيوني الغاصب، ومن هنا نوجه تحية الإجلال والإكبار للمرابطين هناك في فلسطين في الضفة وغزّة ورام الله وبيت لحم ونابلس والخليل وحيفا وعسقلان.

وتابع: إن شعبنا الفلسطيني البطل يتصدّى بالحجر والسلاح الابيض لأعتى قوة عسكرية عرفها شرقنا العربي، قوة حاقدة قوة إرهاب وقتل وتدمير لا تقيم وزنا للإنسانية لا بل هي عدو لدود لكل أشكال الحياة.

وقال:بالرغم من ذلك تطالعنا الإدارة الأميركية بقرارها بنقل سفارتها إلى القدس الشريف في ظل صمت عربي مريب يعكس خنوع الأنظمة العربية ويجسّد الهلع والهشاشة والتفاهة التي اضحت سمة ملازمة للنظام العربي، لكن شعبنا الفلسطيني مستمر في نضاله حتى النصر وكذلك أطفال الحجارة ومناضلوا شعبنا سيصنعون النصر الفلسطيني في يوم قريب.

عطية

ثم تلا مقرر اللجنة الثقافية في المجلس الثقافي الدكتور عاطف عطية ورقة العمل التي أعدّها تحت عنوان” القضية الفلسطينية والقدس: ماذا نفعل؟” والتي تناولت تاريخ المؤامرات والجرائم التي حاكها العدو الصهيوني بدعم من الإدارة الأميركية ضد الشعب الفلسطيني على إمتداد أكثر من قرن والتي توّجها الرئيس الأميركي بقراره الإعتراف بالقدس عاصمة للعدو الصهيوني.

وأكّد على أن القدس هي قضية فلسطينية في الأساس، وهي عاصمة فلسطين في الأساس، وتشكل أرض قداسة للعرب على اختلاف انتماءاتهم الوطنية والدينية والقومية. وهي، قبل أي شيء، أرض وشعب وتاريخ وجغرافيا ومقدسات، جبلت مع كل حبة من تراب فلسطين بعلاقات انسانية وتفاعل بشري حضاري امتد على آلاف السنين، قبل هبوط الأديان السماوية من العلى، وقبل ولادة السيد المسيح، وقبل دفنه في أرضها وصعوده منها إلى السماء، وقبل بناء المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وقبل إسراء رسول الله.

ورأى أن الخطوة الحمقاء لرئيس الولايات المتحدة، كان لها الصدى الإيجابي في إيقاظ ذاكرة العرب، وفي إعادة توجيه البوصلة في تفكيرهم إلى فلسطين، وإلى ما يمكن عمله من أجل فلسطين، وليس من أجل القدس فقط، حتى وإن كانت القدس قلب فلسطين وقلب العرب أجمعين. ذلك أن حصر المسألة في الأماكن المقدسة من فلسطين، أو اعتبارها ذات هوية مسيحية إسلامية فحسب، يحرف العمل الوطني والقومي الصحيح الذي يربط القدس بكل حبة تراب من فلسطين.

وقال: في ظل هذا الوضع المتردّي عربياً، بعد إلهاء العرب بحروبهم المدمّرة، ما يشي بضعف إمكانية التوحّد، أو على الأقل التنسيق، في مواجهة خطر داهم؛ وهو الخطر الموجود منذ قرن من الزمان، منذ سايكس بيكو ووعد بلفور؛ جاء ترامب ليكمل ما بدأه سابقوه في إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، في ظل وضع عربي متأزم شبيه بما لا شك فيه، بالوضع العربي عشية انتهاء الحرب العالمية الأولى، وتوزيع المغانم على المنتصرين، والهزائم على الخاسرين.

وتابع:هذه هي المقدمات الأساسية التي حفّزتنا في المجلس الثقافي للبنان الشمالي على التفكير بما آلت إليه الأمور، وما يمكن أن تصل إليه في ظل هذا الوضع العربي المتردّي، وتكالب الغرب علينا مستغلّين ضعفنا هذا، بعد إشغالنا بحروب عبثية بين أبناء العالم العربي باسم الدين حيناً، وباسم القبيلة حيناً،، وباسم المذهب والطائفة احياناً كثيرة. ومن المعروف أن أقسى أنواع الحروب هي تلك التي تقوم على العاطفة الدينية والتعصب القائم على الجهل باسم الإيمان.

وختم: إن من أهم مفاعيل الثقافة، الحماية من اليأس والاستسلام. وهما، اليأس والاستسلام، يضيّعان الحق والحقيقة باسم الخضوع إلى الأمر الواقع. وهذا الخضوع هو قمة الانهزامية، وهو الذي يمكن أن يجرّنا إلى ارتكاب خطأ مميت يتجلى بالاعتراف بالدولة المغتصبة الذي يمنع في المستقبل القيام بأي خطوة تطالب بالحق السليب باسم الشرعية، والاعتراف بها من قبل صاحب الحق.  بينما إبقاء الوضع على ما هو عليه، يعطي للأجيال المقبلة حرية الحركة والمطالبة والنضال. والتاريخ مليء بالشواهد على عدم ثبات الأحوال، وتحوّلها، مهما طال الزمن، إلى مصلحة الشعوب، وأصحاب الحق.

ثم تتابعت فعاليات المؤتمر ومناقشة ورقة العمل من قبل الهيئات الثقافية المنضوية في إطار المؤتمر