جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / المخدرات والمواد المهلوسة تنتشر بين الشباب في ظل غياب تام للاجهزة المعنية
WGYCZESCKM

المخدرات والمواد المهلوسة تنتشر بين الشباب في ظل غياب تام للاجهزة المعنية

 

خاص Lebanon On Time – خالد ابو شام
في دولةِ الفساد والصفقات كلّ شيء مُباحٌ إلّا العمل من أجل مصلحة الناس، فبعدما تخلّت السلطة عن شعبها وأظهرت لا مبالاتها تجاهه على طول الأراضي اللبنانية، تنتشر المخدرات والمواد المهلوسة بطريقة لافتة، مشبوهة، وتتجلى هذه الصورة بشكلٍ أوضح في بعض المدن التي تشهد مستويات فقر وحرمان كبيرة أكثر من غيرها، وخاصةً في الأماكن الضيقة والضواحي الفقيرة منها.
ففي إحدى أحياء طرابلس الشعبية مثلا تتعاظم مشكلة المخدرات بشكلٍ كبيرٍ، حيث تمتلئ بالشباب الذين يتعاطونها، والمروّجين لها، فلا يكاد يخلو شارع من هؤلاء، حتى أنك ترى جماعات من الشبان يتسكّعون في كل مفرق وعند كلّ مدخل مبنى ولا يبالون بتعاطيهم المخدرات علنًا في وضح النهار فضلًا عن الليل، ضاربين عرض الحائط بكل المعايير والقيم الأخلاقية، دون ذرّة حياء أو خجل من السكان الذين ضاقوا ذرعًا بهذا الفلتان المُمنهج.
وفي إحدى شوارع هذه المنطقة التي نتكلم عنها، وهو من أشدّ الأحياء فيها بكثرة تعاطي وترويج المخدرات التي وصلت حتى إلى صفوف النساء، حيث تقطن في هذا الشارع ومحيطه مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل، الذين يرتزقون من هذا المصدر النتِن، والذين لطالما عمدوا إلى المضايقة على السكان سرقةً ونهبًا وتشليحًا وإفسادًا، وذلك على أعين الدولة التي لا تسلّ سيفها إلا على الضعيف، خاصةً أن هؤلاء المروّجين دائمًا ما يكونون أدوات تعمل لصالح أشخاص نافذين يؤمّنون لهم الحماية والتغطية، في أقذر وأقبح عملية فساد تُحيكُها السلطة تجاه شعبها الجريح.
فما كان من سكان هذا الحيّ ومحيطه إلا أن انتفضوا في وجه هذا الإفساد في الأرض، وعملوا على معالجة الأمر بمبادرة أحد شبان المنطقة الغيَّورين، الذي رفض ذكر اسمه، فعمل على وضع لمبات إنارة للحي بأكمله في الليل بعدما كان عبارة عن ظلام دامس بفضل انقطاع الكهرباء الكلّي عن المنطقة، وذلك على حسابه الخاص ومن حرّ ماله، كما قام أيضًا بتركيب كاميرا للمراقبة بعدما عظُمت السرقات بشكل فظيع في هذا الشارع، ما يؤكّد بدون أيّ مجال للشكّ أن إرادة الطرابلسيين مازلت تنبض حياةً وحرية وسط كل هذا الظلم والمصائب، وأن التكاتف بين الناس قادر على صنع ما عجزت عنه الدولة، أو بالأحرى تخلّت عنه، وأن طرابلس غنيةً بأهلها الشرفاء الذين لا يبخلون عن تقديم أي شيء يصبّ في مصلحتها، ولكن إلى متى سيبقى هذا الإهمال تجاه مدينة طرابلس على وجه الخصوص؟
وحتى متى سيبقى الأفراد يصنعون ما من واجب الدولة صنعه، ويحلّون محلها في معالجة المشاكل الشائكة؟