جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / المشنوق في ذكرى اغتيال الحسن:التحالفات تغيرت حفاظا على لبنان…

المشنوق في ذكرى اغتيال الحسن:التحالفات تغيرت حفاظا على لبنان…

أحيت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ظهر اليوم، الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد اللواء وسام الحسن والمؤهل أول احمد صهيوني، باحتفال أقيم في قاعة الشرف بثكنة المقر العام، في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، رئيسة “مؤسسة اللواء وسام الحسن” أنا الحسن، وذوي الشهيد اللواء والمؤهل أول أحمد صهيوني، وقادة الوحدات وعدد كبير من الضباط.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد قوى الامن الداخلي، ثم ألقى عريف الاحتفال رئيس شعبة العلاقات العامة العقيد جوزف مسلم كلمة رحب فيها بالحضور.

عثمان
وتلاه عثمان الذي قال: “إنها الذكرى الخامسة لترجل الوسام عن دنيا فانية إلى فضاء أوسع ، إلى ديار أرحب.
أيكون الشهيد هو الإنسان الكامل الذي أسجد الله له الملائكة؟ أم هو الإنسان الأسمى الذي حلم به أفلاطون؟ أم هو شمعة تحترق وتذوب ليحيا آخرون؟ نعم، هو إنسان يجعل جسده جسرا ليعبر عليه طالبو الحرية، إنه الشمس التي تشرق على الأوطان لتبعث النور والدفء في الحياة”.

اضاف: “ظنوا أنهم أسقطوا الوسام عن صدورنا، لكنهم لم يستطيعوا أن ينزعوه من عقولنا، من عروقنا، من قلوبنا وتفكيرنا، بل لا يزال هو الحاضر الأول في يومياتنا.
اليوم في ذكراه الخامسة، أقف أمامكم وأنا أتولى مسؤولية المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لأتكلم عن وسام الحسن الذي عرفه اللبنانيون كرجل استطاع أن يدخل إلى معادلة كبيرة بقوة تميز بها عن كثيرين: فرجال السياسة كانوا ينظرون إليه كسياسي بارع، فاستشاروه. ورجال القانون كانوا يرون فيه رجل اجتهاد ومعرفة، فعدلوه.أما رجال الأمن فكانوا ينظرون إليه كمارد يطاع فخشوه”.

واردف: “إنه في كل تلك الصفات اجتمع ويجتمع عليه اللبنانيون والعالم، بل قوته كانت في تنور أفكاره وسعة صدره.
منذ رحيله مر وطننا الحبيب بظروف ومصاعب جمة، استطعنا تجاوزها خصوصا على صعيد الأمن بفضل ما تعلمناه منه، وبفضل ما أورثنا إياه من قيم ومبادىء، من تفان، من شجاعة… من الإيمان بأن الأوطان لا يمكن أن تبنى إلا بسواعد أبنائها الأوفياء.
مهما تكلمت عنه لا ينتهي الكلام، فلا يحضر في رأسي الآن سوى فكرة واحدة، صورته هنا بيننا في نفس المكان كمدير عام، متلمسا محياه، أفكاره، ثبات خطواته، وأتساءل في نفسي هل كان ليرضى بما يحصل تجاه مؤسستنا”.

وتابع: “أشعر بوجوده معنا في كل استحقاق، فهو من عليائه يطلب منا الحفاظ على هذه المؤسسة العريقة وإبقائها بمنأى عن التجاذبات، بعيدة عن المحسوبيات والبازارات السياسية، وترسيخ مبدأ إحقاق الحق واعتماد الكفاءة والنزاهة ونظافة الكف في إيلاء المسؤوليات، وجعل الثواب والعقاب أساسا لها في كل آداء.

وختم: “أعلم وتعلمون أن الدرب صعب والطريق شائك، لكننا مصممون، وسنبقى أوفياء لما آمن به اللواء الشهيد، وأنا شخصيا سأعمل فقط لمصلحة المؤسسة دون أي حسابات أخرى.
نم قرير العين أيها الشهيد و كن مطمئنا، لك العهد منا مثلما علمتنا، سنسوق القتلة إلى العدالة عاجلا أم آجلا، وكن على يقين بأننا سنبقى أوفياء لمبادئك و لما حلمت به ولما كنت تتمناه لهذا الوطن الحبيب”.

المشنوق
ثم ألقى المشنوق كلمة قال فيها: “لم تكن السنوات الخمس التي مرت على استشهاد وسام إمتحانا صعبا للصبر فقط، أو إختبارا موجعا لإلتئام جرح لا يلتئم.
من مثلك يا وسام يبقى يضج حضورا، بوطنيته وتفانيه، ويظل شاهدا على الحاجة الدائمة اليه، في الصعب من الاوقات، وما أوفرها، وفي القليل الندي من أيام العمر بعدك.
تغيرت أشياء كثيرة منذ رحلت. من أرداك، قبل خمس سنوات، جرف بوحشيته الكثير من الأرواح، ممن دافعَت عنهم، وعنا، ووقفتَ الى جانبهم وجانبنا، وحميتَهم وحميتنا، او حاولت الى أن شاء القدر أن ترحل الى حيث روح رفيق الحريري، متأخرا سبع سنوات عن اللقاء معه. لكن القاتل اليوم يقف مترنحا من كثرة أوهام الانتصارات من حوله”.

أضاف: “هناك أشياء كثيرة تغيرت في غيابك يا وسام، تغيرت التحالفات رهانا على التعقل والحكمة، وحماية للبنان من السقوط. وُفقنا مرات، وفشلنا مرات. فَهِمَنا من أراد أن يفهم، وأساء فهمنا وإلينا وإليك من لم يرد أن يفهم أساسا.
اعترف أنني في الخيارات المفصلية افتقد مشورتك، ووفاءك للقيم التي عشنا عليها معا، وتبصرك الذي يروض فيي عصبا زائدا هنا، أو نبرة أعلى مما ينبغي هناك.

في كل مرة أسأل نفسي، ماذا كان ليشور علي وسام؟ أقيم هذا الحوار الصعب في حضرة غيابك، فأين أعثر على الجواب الصح والبوصلة الاكيدة؟ هل في شجاعتك فأُقدم؟ أم في حكمتك فأتروى؟ هل في صلابتك فأتصلب أم في قدرتك الدائمة على شق الطرق وفتح الابواب والنوافذ، فأفتح مساحات للهواء وأخرى لسكاكين الغدر ولا أريد أن أثقل عليك الحكاية الطويلة؟”

وتابع: “قررنا مع سعد الحريري أن نذهب في إتجاه تسوية أعلم أنك ما كنت لتكون الا في صلبها، تقوم على تحييد لبنان عن الحرائق، وعن التطورات المقبلة الكبيرة على المنطقة. نعم فنحن منذورون للعواصف كما تعلم والتي وإن تأخرت وأغوانا الربيع بين عاصفتين، لكنها دوما تصل.
قررنا بالعقل الحي أن نحمي هذا البلد، في زمن الخيم التي تأوي شعوبا. خيم في العراق. خيم في سوريا. خيم في اليمن. خيم كثيرة باتت مخيمات اللجوء الفلسطيني أمامها إمتيازا ورفاهية للاسف!
قررنا بالعقل الحي ألا نذهب باللبنانيين الى مستقبل الخيم الوحيد المتاح كحصيلة للتمادي في رعونة الاشتباك، وأن نربط النزاع من دون ربط الكرامات أو تعليق الثوابت، أو التراجع عما حلمنا به معا واستشهدت أنت وآخرون في سبيله. فأي إنجاز أن نطيح بالدولة التي استشهدت في سبيل حمايتها؟
أي إنجاز أن ندفن الوطن معك؟ ونلف البلاد بالعلم ونمشي خلف جنازتها الى المثوى الأخير؟
أعرف جوابك، وأنا مطمئن لأنني أعرف”.

وأكد أن “التسوية التي نخوضها مثل العملية الجراحية، أوجاعها كثيرة، واشتراكاتها، حسب التعبير الطبي، أكثر. لكنها تعد بالشفاء، والشفاء هنا للدولة.
أذكر قبل أيام من استشهادك التقيت رفاقك الضباط والافراد في شعبة المعلومات ودعوتهم الى الصمود وعدم التوقف عند محاولات الاستهداف التي تتعرض لها الشعبة، محاولات جعلت منها جهازا مميزا من اقوى واكثر الاجهزة الامنية فعالية، ليس فقط على صعيد الوطن بل ذاع صيتها ابعد بكثير من حدوده واستعان الاقربون والابعدون بخبراتها.
يومها تحدثت اليهم قائلا إن هذا الاستهداف المعنوي وفي بعض الاحيان الاستهداف السياسي سببه ان الشعبة اخذت دورا امنيا حقيقيا وحجما حقيقيا في البلد، دور كان مرفوضا وممنوعا علينا. صحيح ان استهدافك جاء بصفتك رأس هذه الشعبة المتألقة الا ان الاستهداف كان المطلوب والمقصود منه ان يطال ايضا مدرسة الحريرية السياسية التي تلتزم الدولة عنوانا دائما وابديا لها… لهذا ولد هذا الجهاز الفاعل والفعال من رحم الدولة التي سهرت على تعزيزه ومده بكل انواع الدعم”.

وأضاف: “اريد ان اطمئنك يا وسام ان قوى الامن بخير رغم الحصار ورغم شكوى اللواء عماد عثمان. هي بخير لان ضباطها وافرادها وعائلاتها ينتمون الى هذه الدولة وينتمون الى هذا الوطن ولا يتراجعون ولا لحظة عن القيام بواجباتهم ايا كانت الظروف وايا كانت الاحوال.
وقوى الأمن الداخلي مقبلة على خطة خمسية موعودين ان ينتهي قريبا العمل على استراتيجيتها لخمس سنوات آتية. وأريد أن اطمئنك أيضا أن رفاقك ورفاق أحمد صهيوني في الشعبة يعملون ليلا ونهارا بأعلى درجات الاحتراف وآخرإنجازاتهم ما قاموا به بالأمس من عملية امنية مميزة شاركهم بها الامن العام اللبناني والمخابرات العراقية وأدت الى تحرير 3 لبنانيين كانوا مخطوفين في بغداد… كان الضباط والافراد لمدة اسبوع يقيمون في فندق مع العائلات. رأينا مستوى لم نعتده في لبنان. كان المقدم عليوان ساهرا على هذه العملية طوال سبعة أيام، وكان النجاح متألقا باعتراف جميع اللبنانيين وجميع من علم بمستوى هذه العملية.
ثوابتنا يا وسام بخير، ومشروعنا يا وسام سينتصر لأننا أهل حق ودولة، وأهل الحق في لبنان أكثرية، لا غبار عليها”.

وختم: “لن يكون هناك شارع فقط بإسمك يا وسام. بل نعاهد الله ونعاهدك ستكون هناك دولة تحمل ملامح صدقك، ونجاحك. دولة تليق بوسام الحسن، حيا وشهيدا”.

عائلة الحسن
وألقى العميد فارس فارس رئيس لجنة جائزة اللواء الشهيد وسام الحسن كلمة عائلة الشهيد، وقال: “إن أفضل تكريم للواء الشهيد يكون بالمواظبة على منح جوائز مؤسسته سنويا وذلك إحياء لذكراه الحية دائما في أفكارنا وضميرنا ووجداننا وقلوبنا. وبصفتي رئيس لجنة جائزة اللواء الشهيد وسام الحسن وكمؤتمن على هذا الإرث فإني أعلن أسماء الفائزين بجائزة المؤسسة عن أفضل ضابط إداري وأفضل ضابط عملاني.

جائزة أفضل إنجاز إداري تمنح للعقيد غسان عويدات رئيس فرع الملاحقات العدلية والمسلكية في شعبة العديد – هيئة الأركان.

جائزة أفضل إنجاز عسكري عملاني تمنح للرائد ربيع فقيه – رئيس فرع الأمن العسكري في شعبة المعلومات – هيئة الأركان.

وإلى اللقاء في النسخة الرابعة من جائزة اللواء الشهيد وسام الحسن
وفي هذه المناسبة أدعو دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري موعالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ نهاد المشنوق، وسعادة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وزوجة الشهيد اللواء وسام الحسن آنا لتقديم جائزتي هذا العام إلى الضابطين المجلين”.

وقدم عثمان الى السيدة أنا الحسن درعا تذكارية عربون محبة وتقدير لعطاءاتها.
ثم انتقل الحضور الى باحة ثكنة المقر العام لأداء مراسم التكريم للواء الشهيد فقام الحريري والمشنوق وعثمان ورئيس شعبة المعلومات العقيد خالد حمود بوضع أكاليل من الزهر أمام النصب التذكاري للواء الشهيد، ثم عزفت موسيقى قوى الامن الداخلي لحن الموتى والنشيد الوطني.