جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أخبار رياضية / المغرب أمام يوم تاريخي.. بين حلم استضافة المونديال ومطرقة ترامب!
5b20aaca1de1a

المغرب أمام يوم تاريخي.. بين حلم استضافة المونديال ومطرقة ترامب!

يعيش العالم العربيّ عموماً، والشارع المغربيّ خصوصاً، يوماً تاريخياً جديداً لن يُمحى من الذاكرة العالمية إن كُتِبَت له نهايةٌ سعيدة متمثّلة باختيار المغرب مستضيفاً رسمياً لمونديال 2026. ولن تكون مهمّة المغرب سهلةً لتحقيق هذا الانجاز، إذ يواجهُهُ ملفٌّ ثلاثيّ مكوّنٌ من الولايات المتحدة الاميركية، كندا والمكسيك، ما يعني أنّه يواجه بالدرجة الأولى “جنونَ” الرئيس الأميركي المثير للجدل دونالد ترامب.

 

عملية التصويت

يدخل السباق على استضافة كأس العالم 2026 مرحلته الأخيرة اليوم، إذ ستقوم الجمعية العمومية “كونغرس” الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتصويت لاختيار البلد المضيف.

وتعدّ طريقة التصويت المعتمدة للمونديال الأوّل الذي سيشهد مشاركة 48 منتخباً جديدة، فخلافاً للعادة، ستُشارك في التصويت جميع الاتحادات الوطنية المنضوية تحت لواء “الفيفا”، وعددها 211 اتحادا، يُستثنى منها الاتحادات المتنافسة على الاستضافة، أي المغرب، الولايات المتحدة الأميركية، كندا والمكسيك.

وبحسب أنظمة الفيفا، سيكون الأعضاء أمام ثلاثة خيارات لدى التصويت: الملف المغربي، الملف الثلاثي المشترك، أو رفض الملفين والمطالبة بعملية ترشيح جديدة.

 

كيف يُحسَمُ التصويت؟!

يُعدُّ أحدُ الملفَّين المتنافسَين فائزاً بتنظيم كأس العالم 2026 حالَ حصولِه على 104 من الأصوات الـ207، ولكنْ ماذا لو تعادَلَ الملفّان؟

في حال التعادل في الأصوات سيلجأ الفيفا إلى تقييم  اللجنة التقنية المعروفة اختصارًا بـ”تاسك فورس”، التي أعطت الملف المغربي 2.7 من أصل 5 نقاط، مقابل 4 للملف الثلاثي، ما يعني خسارة المغرب حينَها.

أمّا في حال تصويت الغالبية لـ”عملية ترشيح جديدة”، سيتم رفض الترشيحَين وتقوم الفيفا بالطلب من الأعضاء الراغبين، باستثناء المرشحين الأربعة، بالتقدم بطلبات ترشيح للاستضافة.

ولكنّ الأمور لا تنتهي عند هذا الحدّ، بل من الممكن أن تتعقّد أكثر في حال عدم نَيل أي من الاحتمالات الثلاثة الغالبية، وعليه يتم الآتي: في حال كان عدد الأصوات لصالح “عملية ترشيح جديدة” أكبر من عدد الأصوات لصالح الملفين مجتمعاً، يرفض ملفّا الترشيح ويتم اعتماد إطلاق عملية ترشيح جديدة أيضا. أما لو  نال الملفان مجتمعَين عدداً أكبر من عدد الأصوات لعملية ترشيح جديدة، تجرى جولة اقتراع ثانية يكون الأعضاء خلالها أمام خيارين لا ثالث لهما: المغرب او الملف الثلاثي.

 

طموحات المغرب مقابل “جنون ترامب”

على الرغم من التعاطُف والتفاؤل الكبيرَين تجاهَ المغرب الطامح إلى أنْ يكونَ المُستَضيف الثاني عربياً وأفريقياً لهذا العرس العالمي، يبدو أنّ مهمّته في غاية الصعوبة، فبالإضافة إلى حصوله على تقييمٍ أدنى من منافِسِه من قِبَل “تاسك فورس”، يواجه “أسودُ الأطلس” إغراءاتٍ و”جنوناً” من الرئيس دونالد ترامب.

ففي الشهر الماضي، حذّر ترامب الدولَ من دعم الملفّ المغربي في وجه الملفّ الثلاثي، قائلاً في تغريدةٍ له: “لقد قدمت الولايات المتحدة مشروعا قويا مع كندا والمكسيك بخصوص كأس العالم لعام 2026، سيكون من العار أن تقوم الدول التي نساندها في جميع الظروف بمقاطعة الملف الأمريكي. لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول عندما لا تدعمنا؟”.

ولم يتوقّف عند هذا الحدّ، بل دعا منذ أيّامٍ العديد من الدول الأفريقية على رأسها نيجيريا وجنوب إفريقيا لدعم ملفّ بلاده، رابطا هذا الدعم بمساعداتٍ اقتصادية أمريكية، حيث قال: “سنرى بعناية شديدة وسنقدر كل المساعدة التي يقدمونها لنا لهذا الترشيح”.

وعادَ الرئيس المثير للجدل لِتقديم الإغراءات قبلَ ساعاتٍ من حسمِ التصويت، متعهّداً برفع القيود التي فرضها خلال فترة رئاسته الحالية على دخول الولايات المتحدة في حال خسارة الملف المغربي لصالح ملفّ بلاده.

وبحسب تقرير نُشر يوم الثلاثاء الماضي في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أرسل ترامب 3 رسائل إلى رئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو منذ شهر آذار الماضي، أكّد له فيها أنّه سيعفي المنتخبات المتأهلة للبطولة مع مسؤوليها ومشجعيها من القيود التي فرضها خلال رئاسته على الدخول إلى الولايات المتحدة، وهي قيودٌ خاصة بالهجرة والدخول إلى الولايات المتحدة فرضها على مواطني إيران، تشاد، ليبيا، الصومال، سوريا واليمن.

 

قبل ساعات من الحسم.. المغرب خاسر

على الرغم من وقوف العديد من الدول الاوروبية خلف المغرب لاستضافة العرس العالمي كفرنسا وهولندا، ما زال الملف المشترك الذي تقودُه أميركا متفوّقاً بنحو 11 صوتاً قبلَ ساعات من حسم التصويت.

ولعلّه من أبرز المفارقات التي شهدتها الأيام الأخيرة، وقوف “المملكة العربية السعودية” في وجه البلد العربي وإعلانها التصويت لصالح أميركا.

فهل سيتمكّن المغرب من قلب الطاولة وتسجيل انتصارٍ، على الرغم من كونِه في الميدان الرياضي، إلّا أنّه يحملُ أبعاداً سياسيّة واقتصادية؟!