Lebanon On Time _
بعد مرور 75 ساعة على إقفال صناديق الاقتراع، أعلنت لجنة القيد العليا في طرابلس، مساء أمس، النتائج الرسمية للانتخابات البلدية، في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول أسباب التأخير الطويل وما رافقه من شوائب في عملية الفرز. هذا التأخير وما دار خلف أبواب سراي طرابلس أدّيا إلى قرار لافت من مجلس الوزراء، قضى بوضع محافظ الشمال القاضي رمزي نُهرا بتصرف الحكومة.
وأظهرت النتائج فوز لائحة “رؤية طرابلس”، المدعومة من النواب فيصل كرامي، أشرف ريفي، طه ناجي، وكريم كبّارة، بـ12 عضواً من أصل 24، فيما حصلت لائحة “نسيج طرابلس”، المدعومة من النائب إيهاب مطر ومجموعة “عمران” وعدد من المجموعات الإسلامية، على 11 عضواً. أما لائحة “حراس المدينة” ففازت بعضو واحد فقط.
ويشير هذا التوزيع إلى مشهد بلدي منقسم، يُنذر بصعوبة التوافق على انتخاب رئيس للمجلس البلدي من الجولة الأولى، في ظل غياب أكثرية حاسمة لأي طرف، ما يفتح الباب أمام مفاوضات وتحالفات قد تكون محفوفة بالتجاذبات.
وفي موازاة صدور النتائج، سُجّلت سابقة انتخابية بفوز سبعة مخاتير من منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية، وسبعة آخرين من منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية. هذا التوازن، وإن اعتبره البعض مؤشراً على التمثيل العادل، أثار موجة توتر على مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت حد تبادل الإهانات الطائفية عبر مقاطع فيديو.
وسرعان ما ترجم هذا التوتر على الأرض، حيث عمد عدد من أبناء جبل محسن إلى قطع طرقات احتجاجاً، قبل أن تتدخل شخصيات دينية واجتماعية للتهدئة ومنع الانزلاق نحو فتنة طائفية، مؤكدين رفضهم لأي تصعيد قد يهدد الاستقرار.
وفي ظل شائعات تحدثت عن توقيف المحافظ نُهرا من قبل الجيش ووضعه تحت الإقامة الجبرية، نفت مصادر صحافية هذه الأنباء، موضحة أن القرار أتى لحمايته الشخصية، مع طلب رسمي بعدم مغادرة منزله.