جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / بري:شبابنا يهاجر لأنه لا يجد فرص عمل أمام الحيتان والفساد
1505482592_36426429963bf8dce3775b

بري:شبابنا يهاجر لأنه لا يجد فرص عمل أمام الحيتان والفساد

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري أكثر من 75 من التلامذة المتفوقين على مستوى لبنان والمحافظات من مؤسسات “امل” التربوية، في حضور رئيسها الدكتور رضا سعادة والهيئة الادارية ومسؤولين في حركة “امل” ومديرين ومعلمين في مختلف مدارس المؤسسات.

بداية تكلم سعادة عن الانجازات التي تحققت في مدارس المؤسسات على المستوى العلمي وفي مختلف النشاطات الثقافية والعلمية والرياضية. وقال ان “درجات النجاح لدى التلامذة مرتفعة فهناك على سبيل المثال 450 من اصل 500 نجحوا في الشهادة المتوسطة، و185 من اصل 285 فازوا في الشهادة الثانوية”.

بري
وفي مستهل كلمته قال بري: “هذا لقاء عائلي تحت عنوان “العلم خير من المال”، وقد قال الامام علي عليه السلام “العلم يحميك بينما انت تحمي المال”، وهذه اهمية العلم. نحن امام هذا الجيل، امام جيل المستقبل، أمام قادة المستقبل، ليس امام الماضي الذي اصبحنا نمثله نحن، ولا يستطيع الانسان ان يفتخر بالماضي كثيرا على مستوى لبنان. امامي في لائحة المتفوقين 2016 و2017 اجد ان المتفوقين في مؤسسات امل التربوية فازوا بمراتب اولى على مستوى لبنان والمحافظات سواء كان في الامتحانات الرسمية او مسابقة الحساب الذهني ومسابقات علمية وادبية واعمال مسرحية باللغة الاجنبية، سواء بالفرنسية او بالانكليزية، وبطولات الاندية والقرآن الكريم. ولفتني اكثر في مسابقة الحساب الذهني الوطنية السابعة فوز احمد شادي جعفر من مدرسة الشيخ محمد يعقوب ،حسن رحاب جابر (التحرير) حسين عبد الله سعد (سعد)، حسين علي رقة (التحرير)، علي حسين جعفر (الكرامة)، محمد الفايز نجدي (قصير)، مرتضى عليان (فحص) بالمرتبة الاولى ودخلوا موسوعة “غينيس”، وهذا تميز خاص”.

أضاف: “قديما قال الشاعر العربي “ان البلاد اذا اشرأبت للعلا عقدت خناصرها على الشبان”، وللاسف لبنان لم يدع هذا الشيء. منذ عشرات السنين أقف على المنبر التعليمي واؤكد انه يجب ان يكون هناك توجيه علمي في لبنان، وان يكون هناك مجلس أعلى لهذا الهدف. حتى العلم مع الاسف الشديد خاضع للعرض والطلب. هناك عشرات الالاف من دون مبالغة يتخرجون مهندسين ومن علوم الاداب والمحاماة والطب. كيف سيجدون فرص عمل في لبنان والعالم العربي؟ هذه فقط طريقة بان يحمل الشخص شهادة “صنع في لبنان” ويبقى عاطلا عن العمل حتى يغترب ويهاجر. شبابنا يهاجرون لانهم لا يجدون فرص عمل في لبنان أمام الحيتان والفساد القائم. لذلك اريد ان اقول انه اعتمادنا بعد الله عز وجل على هذا الجيل المتفوق العلمي. صناعة الانسان في لبنان هي صناعة الوحيدة حتى الان لانه الحمدلله رب العالمين لم ندخل حتى الان صناعة النفط. لبنان الجامعات، لبنان ال45 جامعة، هذا اللبناني المتفوق، اللبناني اينما ذهب بمجرد من ان يتحرر من الطائفية يلمع وينبغ”.

ورأى أن “هذه الصناعة الانسانية التي يتميز بها لبنان، الفيسبوك والتوتير والانترنت، تصلح لتكون وسائل حركة، ولكن لا تصنع فكرا، هذه وسائل تحريك وحركة ولكن لا يمكنها على الاطلاق أن تصنع فكرا. العلم الذي تتفوقون به هو صناعة الفكر والابداع. في الجامعات الكبرى في العالم نجد ان المختبرات هي اهم ميزة في كل جامعة. لا ابالغ اذا قلت انه اذا كانت ميزانية الجامعة مليار دولار فان حوالي اربعمئة مليون دولار تخصص للاختراعات”.

واردف: “العلم تماما كالمطر، المطر ينزل على التربة الخصبة فتنبت شقائق النعمان والريحان، وينزل على الصحراء فتنبت شوكا. انتم التربة الخصبة، انتم المتفوقين تربة خصبة ينبت منها الزهر. لكي نستطيع ان نحقق احلامنا علينا اولا ان نستيقظ، اليقظة هي منكم، من هؤلاء الاطفال والاخوات والاخوة، هذا ليس مديحا، انها حقائق اؤمن بها. وعلينا قبل ان نتخصص في دراسة معينة ان نعرف ما يحتاج اليه البلد. وهناك امثلة عديدة، فهناك نحو 55 الف مهندس مسجلين في نقابة المهندسين في بيروت، بالاضافة الى 22 الفا في نقابة طرابلس والشمال. وهنا أسأل هل نحن في حاجة الى مهندسين؟ نعم، ولكن اي اختصاص؟ اعطوني ستة او سبعة او عشرة الاف مهندس متخصصين بالنفط، كلهم يمكن استيعابهم ونحن بحاجة الى هذا الاختصاص لاننا قادمون على استخراج النفط. وبالنسبة الى علوم الآداب، هناك تنظيم المكتبات، وبالنسبة الى الطب ليس هناك إقبال على الطب البيطري على سبيل المثال رغم الحاجة الى مثل هذا الاختصاص”.

وختم بري: “اشكر ادارة مؤسسات امل التربوية المعلمات والمعلمين وكل الاخوة الذين ساعدوا ودعموا وقدموا هذا الجهد التعليمي. واشكر كل العاملين في مدارس المؤسسات، لانهم يتعاونون جميعا في سبيل هذا الجيل لكي نستطيع ان نقف ليس على هذا المنبر في عين التينة بل في التاريخ والدنيا ونقول نحن هنا في لبنان، عندئذ يكون في لبنان صناعة انسان حقيقي”.

حوار
وسأل أحد الاطفال المتفوقين الرئيس بري: كيف وصلت الى هذا الموقع؟
فأجاب: “الحمد لله ليس بالوراثة. كنت تلميذا مثلك ودرست وكنت انجح بتفوق وانال المرتبة الاولى، واحيانا الثانية او الثالثة، الى ان سرت في خط ضد الاقطاع السياسي وضد الجهل وفي سبيل المناطق المحرومة. واطل الامام موسى الصدر فآمنا به بعد الله عز وجل وانطلقنا بهذا الخط الى جانب الامام، وكان من رفقائه وزملائه وزملائنا ايضا الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين اللذين خطفا مع الامام في ليبيا”.

وحول ما يمكن ان يقدمه للطلاب المتفوقين قال بري: “هناك دعمان: الدعم الاول للمدارس، والدعم الثاني لكل طالب متفوق ومحروم بمعنى أنه فقير لا يستطيع ان يتحمل اعباء العلم. أنا اتعهد امام الجميع، وهذا نقوم به فعليا، كل طالب متفوق وفقير سنقوم بتعليمه الى أقصى الدرجات وفي أفضل الجامعات في لبنان وخارجه، وهذا الامر نمارسه الآن. أول جمعية تأسست في هذا المجال كانت بسبب الطالب المتفوق رمال رمال رحمه الله، وكنت انا من مؤسسي هذه الجمعية الاسلامية للتخصص والتوجيه العلمي التي تعطي منحا سنوية، وكان اول من شجعها وخطب بها الامام موسى الصدر في بحمدون.
اما بالنسبة الى المؤسسات، فإن الامر الاول هو الاصرار الشديد من خبير وعتيق ومتمرس هو الدكتور رضا سعاده، واقول له دائما يهمنا ان لا يكون اي وساطة على الاطلاق في الامتحانات او غير ذلك. واشدد ايضا على اللغة الاجنبية لانه “من عرف لغة قوم أمن شرهم”، بمعنى آخر، يجب ان يكون مستوى مؤسسات أمل التربوية عاليا جدا”.

ثم التقط الطلاب المتفوقون من مدارس المؤسسات صورا تذكارية مع بري.

وكان بري استقبل ظهرا الامين العام لوزارة الخارجية هاني الشميطلي.

وبعد الظهر التقى مطران صور للموارنة شكرالله نبيل الحاج ووفدا من عين أبل برئاسة رئبس البلدية عماد اللوس والاب حنا سليمان والخوري عبدو ابو كسم. وجرى عرض عدد من الامور التنموية للبلدة ومشروع مزار العذراء أم النور الذي تبنيه الرعية والبلدية.

من جهة أخرى، تلقى بري رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدعوه فيها الى المشاركة في المنتدى العالمي الشبابي الذي يعقد بين 4 و9 تشرين الثاني المقبل في مصر.