بلدية طرابلس: جهود ملموسة وتحديات مستمرة في الشوارع

كتبت زينة النابلسي-
تشكل بلدية طرابلس العمود الفقري لحياة المدينة اليومية، فهي المسؤولة عن تنظيم الشوارع، النظافة، الخدمات العامة، وصيانة المرافق الأساسية. في السنوات الأخيرة، شهدت طرابلس مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين، لكن يبقى تقييم فعالية هذه الجهود أمرًا ضروريًا لفهم الإنجازات والتحديات.

من جهة الإنجازات، أظهرت البلدية اهتمامًا واضحًا بملف النظافة والتجميل، حيث تم تنظيم حملات تنظيف واسعة في بعض الأحياء، وصيانة الحدائق العامة. كما حاولت إدارة البلدية تطوير البنية التحتية لشبكات المياه والصرف الصحي، وتحسين الإنارة في الشوارع الرئيسية، وهو ما انعكس جزئيًا على راحة السكان والأمن العام.

ومع ذلك، تبقى بعض المشاكل قائمة، أبرزها الازدحام المروري، نقص الرقابة على المخالفات، الصعوبات في صيانة الطرق الثانوية، وأحد أبرز القضايا التي تتطلب اهتمامًا عاجلًا: الكلاب الشاردة في الشوارع، والتي تحتاج إلى حلول إنسانية وتنظيمية، مثل برامج التعقيم والرعاية أو إنشاء ملاجئ آمنة. بالإضافة إلى ذلك، تواجه المدينة مشكلة طوفان الشوارع بالمياه عند أول أمطار الشتاء، خاصة في المناطق الشعبية، نتيجة انسداد البالوعات ومجاري الصرف، مما يشكل خطرًا على السلامة العامة ويعطل حركة المواطنين.

وبناءً على ذلك، يمكن القول إن بلدية طرابلس تبذل جهودًا ملموسة لتحسين المدينة، لكنها بحاجة إلى خطط استباقية أكثر تنظيمًا واستمرارية في التنفيذ، ومع إشراك المجتمع المدني والمنظمات البيئية في هذه الملفات سيعزز الفاعلية ويزيد من الشفافية.

في النهاية، نجاح أي بلدية يقاس بقدرتها على تحويل المدينة إلى مكان آمن، نظيف، ومستدام، حيث يجد كل مواطن والحيوان في الشوارع فرصة للعيش بكرامة. وعلى بلدية طرابلس أن تبدأ التحضيرات قبل الشتاء، وبالأخص في المناطق الشعبية، لضمان شوارع أكثر أمانًا وراحة للجميع.