جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / تحدي “العشرة سنوات”.. عفوي أم خرق أمني؟
201911612552573636832401025730765-349x200

تحدي “العشرة سنوات”.. عفوي أم خرق أمني؟

انتشر خلال اليومين الماضيين في مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك وإنستغرام وتويتر” وعلى نطاق واسع تحد أطلق عليه ناشطون اسم “العشرة سنوات” يقوم فيه المستخدم بنشر صورة حديثة له وأخرى له قبل عشر سنوات، وسط تفاعل كبير حمل وسم #‎10yearchallenge الذي سجل مستويات وصول غير مسبوقة.
وفيما وجد مستخدمون في هذا التحدي مجرد تسلية عفوية واستذكار للماضي، حذر آخرون من هذا التحدي واعتبروه وسيلة لاختراق البيانات والخصوصية للمستخدمين.
وتعليقا على هذا الجدل، يرى خبير أمن المعلومات رائد سمور أن هذا التحدي “ليس عفويا ولا بريئا”، مضيفا: “أجزم أن من يقف خلفه، شركات أمنية خاصة تريد بناء قاعدة بيانات حتى ما قبل عشر سنوات”.
وفي حديث لـ”عربي21″ يضيف سمور: “كانت ملامح كل شخص قبل عشر سنوات تختلف عما هي الآن، فخاصية التعرف على الوجه وخاصية قراءة خريطة الوجه قد تختلف أيضا منذ عشر سنوات إلى الآن، وبالتالي هم يحصلون على خرائط الوجه منذ عشر سنوات إلى الآن من خلال الصور التي ينشرها الناس في هذا التحدي”.
وأوضح أن “الهدف من وراء هذا التحدي هو جمع قواعد البيانات لخرائط الوجه ما قبل عشر سنوات حتى اليوم، ليتم توقّع عملية تطور الخريطة ودراستها، وكيفية تطور الوجه وأبعاده”.
ويتابع: الهدف هو أعمق من ذلك بحيث أنهم بعد جمع البيانات يستطيعون إعادة أي صورة لما كانت عليه قبل عشر سنوات حتى لو لم يمتلكوا الصورة الأصلية، وهذا كله يدخل ضمن الأمن الاستخباري والتعقب”.
بدوره يرى خبير أمن المعلومات عمران سالم أنه “لا يمكن الجزم بأن هذا التحدي عفوي، وبنفس الوقت لا يمكن الجزم بأن هدفه البحث العلمي، ولكن أن يكون تدريبا وعملا على خاصية التعرف على الوجه وخوارزمية التقدم في العمر هو أمر وارد”.
وتابع سالم في حديث لـ”عربي21″: “في العادة حينما تريد الشركات العمل على الذكاء الاصطناعي يحتاجون لقاعدة بيانات كبيرة من ضمنها الصور، فمثلا لو أرادوا بناء نظام ذكاء اصطناعي حول كيفية تغير الوجوه يحتاج النظام للتدريب الذي بدوره يحتاج لقاعدة بيانات”.
وأوضح بأنه “كلما كبرت قاعدة البيانات كلما أصبح نظام الذكاء الاصطناعي أكثر دقة، فمثلا حين يكون هناك داخل هذا النظام مليار أو نصف مليار صورة تصبح دقته أكبر”.
وأكد أن هذا “التحدي قد يقف خلفه أشخاص عاديون أو شركات، ونشر الصور من خلاله لا يؤثر على خصوصية المستخدم، خاصة أنه هو من قام بنشرها ومقتنع بذلك، ومعظمها موجود في الأساس على الانترنت، ولكن في أقصى الحدود يمكن استخدام هذه الصور في قاعدة بيانات الذكاء الاصطناعي لتدريب خوارزميته مثلا خاصية التقدم في العمر”.

وإلى جانب هذا التحدي، انتشر على موقع “فيسبوك” تطبيقات لعدة اختبارات يضعها المستخدمون في إطار التسلية وتحليل الشخصية والميول، مثل أي الحيوانات التي تشبهك أو الوظيفة الأنسب لك..الخ.
وحيال هذه التطبيقات، يحذر الخبراء من كونها بوابة يدخل منها القراصنة لحسابات المستخدمين، حيث يشير خبير أمن المعلومات عمران سالم إلى “أن هذه الاختبارات قد يقف خلفها قراصنة، خاصة أن المستخدم حينما يدخل لها يقوم بإعطاء معلوماته من اسم الحساب وكلمة السر بشكل تلقائي لمالك هذا التطبيق، وبالتالي يمكن لهذه الجهة الدخول لحسابه”.
وحذر من استخدام هذه الاختبارات “خاصة أن البعض من المستخدمين اشتكوا من أنهم لم يعد بإمكانهم الدخول لحساباتهم بعد الاشتراك بهذه الاختبارات، وأعاد التذكير بأن تحدي العشر سنوات غير مقلق أمنيا”.
أما خبير أمن المعلومات رائد سمور فيرى أن هذه الاختبارات “تدخل ضمن تطبيقات الطرف الثالث، والهدف الأساسي منها هو جمع بيانات المستخدمين، وحينها يصبح المستخدم وبياناته بضاعة تبيعها الشركات الأمنية لجهات أخرى”.