جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / اقتصاد / ترامواي بيروت… على سكّة الانتظار
07-08-17-TrummWayyBeiRutT

ترامواي بيروت… على سكّة الانتظار

في ذروة أزمات السير التي تشكل هاجس اللبناني اليومي، تحضر عبارة «رزق الله على ايامك يا ترامواي بيروت». ومن زامن التراموي فإنه لابد أن يعرف تتمة الأغنية القديمة: «كنت تمشي الحال وتسعد كل البيوت، وكان فقير الحال مرتاح ومبسوط. قاموك كرمال الاسطة، وحرموك الدورة والبسطة، وقالولك روح موت.. يا ترامواي بيروت».

وبموت التراموي بحلول العام 1964 علق اللبناني في أزمات سير لا تأخذه الى موعد ولا ترده الى منزل من دون ذلك القصاص اليومي الذي يدفع ثمنه من صحته وعلى أعصابه، فهل تحمل الارادة في إعادة الحياة الى البلد مشروعا جديا يعيد لسكك الحديد مهمتها الجوهرية في بلد بات بأمسّ الحاجة اليها، فلا يكتفي مثلا بالتندر على مخصصات مصلحة سكك الحديد والعاملين فيها، وإنما يكون الشاهد على عودة الحياة الى القطارات المزدهرة في الخارج والغائبة عن الساحة اللبنانية لاعتبارات ومصالح منذ آخر رحلة قطار من بيروت الى شكا قبل أن يخرج من العمل نهائيا منتصف التسعينيات. وتبقى العقبة الحاجة الى تأمين ملايين الدولارات لضخ الحياة في سكك الحديد، فتوفر على اللبناني أعباء التنقل وهدر الوقت.

وإذا كانت مرت أكثر من 50 سنة على اقالة القطارات من السكة، ومعها سنوات كانت كفيلة بتشويهها وخلخلتها، وتحويلها الى بقايا سكك ومقصورات مهترئة، فإن الأمل ما زال موجوداً بإعادة تأهيلها كما حصل مع إحدى المقصورات في محطة مار مخايل، حيث الساعة لا تزال تسجل الوقت منذ 70 عاما، وسكك الحديد لا تزال موجودة وتوحي انه ربما في يوم من الايام يمر القطار مجددا في هذه المنطقة.

واللافت أن عودة الحديث عن ضرورة تأهيل وإنشاء سكك حديد في لبنان، في ظلّ وضع النقل المشترك المتأزم، أدّت إلى تدفق الدراسات لاحتساب كلفة المشروع. حيث تراوح الكلفة وفق بعض الدراسات بين 20 و30 مليون دولار، وتتضمّن بناء سكك الحديد بأكملها، المحطات وكل توابعها، القطارات، الرصد، أجهزة الاتصالات والحواسيب، وغيرها من المستلزمات اللوجستيّة.

وفي هذا السياق، يؤكد المدير العام لسكك الحديد والنقل المشترك في وزارة الاشغال العامة والنقل، زياد نصر، بأن الأمل موجود في إحياء القطاع، مشيرا إلى أن مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك فيها مديرية عامة برئاسته ويتفرع منها فرعان: النقل المشترك وسكة الحديد والاخيرة لا موظفين فيها.

وبرأيه فإن احد الحلول الجذرية لأزمة السير في لبنان هو اعادة احياء مشاريع النقل السككي، خصوصا على الخط الساحلي الشمالي من بيروت الى طرابلس، وسيكون لخدمة الركاب ونقل البضائع.

وفي التفاصيل، يحتاج المشروع الى تكاليف كبيرة. فالعائدات منه محققة للمواطن، والنتائج الايجابية مؤكدة لصالح الاقتصاد اللبناني. يشرح نصر «انجزنا دراسة جدوى لهذا الخط، وعلى الدولة تأمين الحلول المناسبة للتنقلات اليومية وربط المناطق ببعضها، وبالطبع هذا واجب اجتماعي تجاه شريحة كبيرة من اللبنانيين الذين اصبحوا بحاجة ماسة لحل ازمة السير من خلال هذه المؤسسة، لكننا بحاجة الى دعم من الجهات المختصة، من خلال توظيف الاختصاصات المناسبة والكادر المناسب وتخصيص الاعتمادات اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع التي توفرها الحكومة من موازنتها الخاصة وإما من خلال شراكة او تفاهم مع جهات خارجية….».

ويضيف نصر «هناك عدة انواع من التلزيمات بينها الخصخصة والـ BOT وعقد اتفاق بالشراكة، والحكومة في النهاية هي التي تقرر، وحكما المواطن سيكون المستفيد الاول من هذه المشاريع».

ويقول الياس معلوف، رئيس جمعية Train Train: «قطعنا شوطا كبيرا مع وجود المحطات والسكك الحديدية والاملاك. وللأسف هذه مصلحة متوقفة عن العمل ولا يمكننا اطلاق عبارة موظفين على العاملين في القطاع بل«نواطير». والدولة حتى اليوم لم تضع خطة لاعادة احياء قطاع سكك الحديد».

ويلفت إلى أن الجمعية طرحت مشروع train train لإعادة احياء السكك الحديدية منذ 10 سنوات، يقول: «نعمل لجلب قطارات ونسير الخطوط ونحافظ على آثار السكك الحديدية وإنشاء مركز للأرشيف والأبحاث في محطة بيروت مار مخايل، يضم كل الدراسات والأبحاث والخرائط التي تم العمل عليها لإحياء السكك الحديد، وبذلك يكون مرجعاً لأي مهتم. فانطلاق أي دراسة جديدة يحتاج إلى الاطلاع على الدراسات السابقة في المجال ذاته».

ويتابع: «اليوم، نحن جاهزون لتسيير عدة خطوط، منها خط البترون – جبيل، وبغياب هذه السكك، لا يزال الوزير والنائب والمدير العام ومعظم طبقات الشعب اللبناني يعلق في ازمة سير خانقة، ومن اجل مستقبل اولادنا واولاد المسؤولين في الدولة، لا بد من إعادة العمل لهذه السكك، ولدي أمل ان الحياة ستعود إليها لأنه لا غنى عنها» مبديا أسفه لتقديمه الكثير من المشاريع الممولة من الاغتراب اللبناني من دون اي مقابل، لكنه لم يحصل على موافقة عليها.

ويبقى القطار بالنسبة للكثير منسيا او مجهولا الى حين تفعيل سككه، مع الاشارة الى وجوب إزالة التعديات عن كل سكك الحديد على الاراضي اللبنانية.
مازن مجوز – المستقبل