وأفادت تقارير إخبارية تركية، الجمعة، بأنه سيتم تحميل أول دفعة من منظومة الدفاع الروسية “إس-400” التي اشترتها أنقرة على طائرات شحن يوم الأحد، وستصل لتركيا في وقت ما خلال هذا الأسبوع، لكن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، رفض الخميس، إعطاء موعد محدد لاستلام المنظومة الصاروخية الروسية، مكتفيا بالقول إنه في “وقت قريب”.

إفراغ الصفقة من مضمونها

ورأى الباحث السياسي، بركات قار، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الصفقة أصبحت شبه منتهية، لكن الأمر يتركز حاليا حول كيفية جعلها غير فعالة.

وأضاف أن الحديث الدائر حول وضع الصواريخ الروسية في محيط أنقرة فقط، مما يعني أنه لن يكون لها معنى.

وأوضح أن الأمر يأتي في سياق محاولة تجنب العقوبات الأميركية، والبحث عن صيغة ترضي واشنطن، التي يمكن أن تأخذ في المقابل من أنقرة موقفا جديدا فيما يتعلق بالعقوبات على إيرانوأخرى في الملف السوري.

وشدد على أن أي عقوبات ستفرضها واشنطن على تركيا ستؤدي إلى نتائج سلبية، تطال اقتصادها المتراجع أصلا.

الصواريخ انتحار سياسي

أما الباحث المتخصص في الشؤون التركية، أسامة عبد العزيز، فتوقع في حديث خاص لـ”سكاي نيوز عربية” أن يتراجع أردوغان عن إتمام الصفقة مع روسيا، حفاظا على مصالحه، خاصة مع إصرار البنتاغونوالكونغرس الأميركي على فرض العقوبات في حال وصلت الصواريخ الروسية إلى تركيا.

وكان أردوغان صرح في قمة العشرين التي اختتمت في اليابان أخيرا، عقب لقائه نظيره الأميركي، دونالد ترامب، بأن بلاده لن تخضع لعقوبات من جانب واشنطن، بسبب صواريخ “إس 400”.

لكن مسؤولين أميركيين سارعوا إلى التأكيد على أن إدارة ترامب تخطط لفرض عقوبات على تركيا، إن حصلت على منظومة الدفاع الروسية.

وبيّن عبد العزيز أن دخول أردوغان حاليا في مواجهة مع الولايات المتحدة يعني “انتحارا سياسيا”، لاسيما للتداعيات العسكرية والاقتصادية لهذه المواجهة، خاصة في ظل الحالة المتراجعة للاقتصاد التركي.

واستشهد بالتداعيات المدمرة للعقوبات الأميركية على الليرة التركية، الصيف الماضي، بسبب احتجازها القس الأميركي، أندرو برانسون.

وأشار إلى أنه في حال جازف أردوغان، ووصل بالصفقة إلى نهايتها، فسيتعرض إلى عقوبات أميركية، مثل تعليق صفقة مقاتلات إف 35 الأميركية المتطورة.

ولفت إلى أنه يمكن أن يفرض الأميركيون والغربيون عقوبات متدرجة على تركيا، الدولة العضو في حلف “الناتو”، مثل الحرمان من التعامل العسكري.