جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / تفاصيل مسرحية ترسيم الحدود .. الأحدب : المسؤولية اليوم تقع على كل الذين في السلطة
IMG-20220923-WA0000

تفاصيل مسرحية ترسيم الحدود .. الأحدب : المسؤولية اليوم تقع على كل الذين في السلطة

 

 

Lebanon On Time –

بعد الحديث عن اقتراب موعد الاتفاق النهائي، والذهاب نحو التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية بين لبنان والعدو الاسرائيلي، انقسمت الآراء بين من اعتبر أن الأمر نصر للبنان ولشعبه، وبين من رأى أن الموضوع برمته ما هو الا عبارة عن مسرحية، جرى الاتفاق على فصولها مسبقا من تحت الطاولة.

وحتى ان اصحاب هذا الرأي ذهبوا باتجاه أن التطبيع أصبح واقعا بين لبنان واسرائيل، برضى تام من “حزب الله”، متسائلين عن شعارات العداء للدولة العبرية التي لطالما رفعها الحزب خلال عقود من الزمن، وهو جرم وخون كل من تسول له نفسه مجرد التفكير بتوقيع أي اتفاقية مع العدو.

والسؤال الذي بات يطغى اليوم: هل أن عملية الترسيم الموعودة ستصب في مصلحة لبنان واللبنانيين، بعد ان تم التخلي طوعا عن حقل كاريش لصالح العدو الاسرائيلي، في مقابل حقل للبنان، لا احد يعلم ما إذا كان يحتوي على الغاز أم لا؟

الأحدب

وفي هذا الاطار، شدد النائب السابق مصباح الاحدب في حديث لموقعنا، على ان “حزب الله يعمل لمصلحة ايران، فالعمل جار على اتفاق ترفع طهران بموجبه انتاجها من النفط من 400 الف برميل يوميا ليصبح 1.8 مليون”، معتبرا في المقابل انه “من غير المقبول على القوى الاخرى المتمترسة خلف الطوائف، الموجودة في الحكم بحجة التوازن مع حزب الله، بأن تكون موافقة على ما يجري وتغض النظر، فالمسؤولية اليوم تقع على كل الذين في السلطة بدءا من الرؤساء الثلاثة، وهي القوى نفسها التي طلبت في مجلس الوزراء من الجيش اللبناني حماية صهاريج المازوت المهربة من لبنان الى سوريا”.

ورأى الاحدب انه “لا يجوز ان تكون الحدود السياسية مختلفة عن الترسيم الاقتصادي، وهذا أمر يثبت ان هناك تسوية يقام بها لمصلحة القوى الموجودة في السلطة التي نهبت البلد، حتى يصبح هناك انتاج للنفط، ليستمروا ببقائهم في السلطة، في حين ان هم المجتمع الدولي هو مصلحة اسرائيل فقط، ولا يهمه مصلحة لبنان”.

سعيد

بدوره رأى النائب السابق فارس سعيد في حديث لموقعنا، أن موضوع الترسيم “لا يقتصر على الترسيم الجغرافي للحدود بين لبنان واسرائيل، بل هو أولا اعتراف بوجود الكيان الاسرائيلي، وبداية تنظيم تعاون اقتصادي بين لبنان واسرائيل”.

واعتبر ان اسرائيل “حصلت على ضوء أخضر من حزب الله، ومن خلفه ايران، حتى تستثمر الغاز وترسله الى أوروبا، وأن الانجاز الذي يحكى عنه لم يكن ليتم لولا حرب أوكرانيا، وحاجة أوروبا والغرب الى الغاز، الى جانب حاجة اسرائيل لارسال هذا الغاز، وبالتالي استجابت إيران لهذا الطلب”.

وأكد سعيد ان هناك “تنظيماً للعلاقة الخلافية ما بين لبنان واسرائيل يقوم به حزب الله، وهذا ينعكس ايجابا على مصلحة اسرائيل”.

سعيد أشار إلى أن “الانجاز المزعوم حصل فوق رأس اللبنانيين، من خلال مساهمة حزب الله، وأن اسرائيل ستستمر بكلامها السياسي في مواجهة الحزب، لكن في الواقع فإن الأمر ساهم في تطبيع العلاقات بين لبنان واسرائيل”.

ولفت الى ان هناك من يقول، بأن عملية ترسيم الحدود بأسرارها “تتجاوز اتفاقية 17 أيار”، داعيا للانتظار لنرى ما اذا كانت شعارات “حزب الله” التي رفعها ضد إسرائيل “ذهبت أدراج الرياح”.

محفوض

أما رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض فقال لموقعنا: “إن ملف ترسيم الحدود البحرية بتفاصيله التقنية المعقدة، جرى تسييسه منذ اليوم الأول على انطلاق المفاوضات، في سعي من حزب الله، لإظهار نفسه على انه الحريص على تحصيل حقوق اللبنانيين إنطلاقاً من استخراج النفط”.

وأشار الى أن أحداً من اللبنانيين “لا يفقه التفاصيل التقنية لهذا الملف، ومن كان يفهم تلك التقنيات جرى استبعاده عنه”.

وانتقد محفوض “عدم تقديم شرح واف عن الخطين 23 و29، وان الشرح صدر عن أشخاص غير معنيين بتقنيات ذلك الملف”.

وقال: “لاشك في أن حزب الله هو المفاوض. فالأميركي تحدث مع الحزب، وإسرائيل هي التي فاوضته، وبالتالي فإن التطبيع قائم بأكبر أشكاله، وهو واضح وضوح الشمس”.

واعتبر محفوض بأن رئيس الجمهورية وفريقه من جهة، و”حزب الله” وفريقه من جهة اخرى، “يحاولون ان ينسبوا لأنفسهم جزءاً من انتصار وهمي. لكننا عمليا لا نعرف حتى اليوم ماذا يجري في هذا الملف وماذا حصل خلال التفاوض، وماذا حصل بين لبنان وإسرائيل بالرغم من وجود وسيط أميركي بين الطرفين”.

ودعا لأن ننتظر الأيام والسنوات القادمة “لنحكم على تفاصيل تلك المفاوضات، والنتائج التي سنلمسها من استخراج النفط، وما هي حصة لبنان منها”، كاشفا ان هناك “تنازلات حصلت على مستوى الكيان اللبناني والسيادة اللبنانية”، داعيا الى محاكمة المسؤولين عن الأمر “نحن بحاجة الى اوراق ومستندات، في حين ان المفاوضات تجري بشكل مغطى، ولا تستطيع الناس الحكم عليها”.

وختم: “ميشال عون وحزب الله يحاولان ان ينسبا اليهما انتصاراَ وهميا، انطلاقاَ من الترنح الحاصل على مستوى استحقاق رئاسة الجمهورية، وهما يسعيان لاستغلال ملف الترسيم في هذا الاطار”.

العجوز

من جهته أمل رئيس “حركة الناصريين الأحرار” زياد العجوز في اتصال مع موقعنا، بأن نكون من خلال انجاز اتفاقية الترسيم “قد استردينا جزءاً من حقوقنا الشرعية، بعيداً عن الشعبوية وتجارة المقاومة ومن هو الذي حافظ على الحق”، معتبرا ان “من يملك فائض القوة في لبنان ويتحفنا دوما بتحرير القدس ولديه مئة الف مقاتل، كان الاجدى به ان يسعى لأن نأخذ كامل حقوقنا وليس جزءاً منها”.

وأكد العجوز “ان هناك صفقة دولية ادت لهذا الاتفاق، وليس لحزب الله أي دور فيها، بل هو تاجر بهذا الموقف عندما علم بأن الامور ستأخذ منحى الاتفاق بين الدولة اللبنانية والعدو الاسرائيلي، فقرر ان يلعب لعبته وينسب الأمر لنفسه ولتهديداته، وهو يحاول الحفاظ على ماء وجهه امام جمهوره، الذي لطالما خدره بشعاراته التي لم يطبقها”.

وأبدى العجوز خشيته من تسارع الأمور “باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني، لاسيما وان الشعب اللبناني كالغريق الذي يتمسك بقشة خوفا من الغرق”. كذلك أمل في أن يكون هناك غاز ونفط “في الحقول التي سيسمح للبنان باستخراجه منها”.

المصدر : باسل عيد – أخبارنا