جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / جعجع:الحديث عن الانتخابات الرئاسية سابق لأوانه إذ يخطئ من يبدأ المعركة الانتخابية الرئاسية منذ الآن
جعجع

جعجع:الحديث عن الانتخابات الرئاسية سابق لأوانه إذ يخطئ من يبدأ المعركة الانتخابية الرئاسية منذ الآن

أعلن رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع رفضه القول إن “الانقسام العمودي بين 8 و14 آذار غائب”، واصفا إياه ب”المبدئي المتعلق بسيادة لبنان واستقلاله، في ظل توافق جميع الأفرقاء على ألا يترجم على المستوى السياسي، لأنه سيؤدي إلى دمار البلد وخرابه. أما على المستوى الشعبي، فالناس منقسمون بين 8 و14 آذار، وينسحب الأمر على مجلس الوزراء، إذ يعود الاصطفاف ذاته عندما يطرح موضوع حساس”.

وأعطى مثالا على ذلك، خلال لقاء مع فريق موقع “القوات اللبنانية” الالكتروني، في حضور رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور ومديرة المكتب الإعلامي لرئيس الحزب أنطوانيت جعجع، زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب إلى سوريا، مشيرا إلى أن “القوات عارضت الزيارة، وتوافق معها كل من تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، وذلك من دون أي تنسيق مسبق”.

ورأى أن “لا تخوف من وجود شخصيات تابعة للنظام السوري في المجلسين النيابي والحكومي، باعتبار ألا قوة لسوريا في لبنان، إذ إن النظام لم يعد لديه قوة في بلده”، معتبرا أن “موازين القوى تصب لمصلحة قوى 14 آذار، لأن غالبية الشعب اللبناني يؤيدونها”.

وأكد أن “وضع النظام في سوريا بعيد كل البعد عن إعادة تثبيته وعن مرحلة إعادة الإعمار، ومن ينتظر أن يضمه النظام إلى مرحلة إعادة الإعمار عليه أن ينتظر طويلا وإلى الأبد، لأن الأزمة لا تزال في ذروتها على الرغم من أن المرحلة العسكرية انتهت نسبيا، لكن المرحلة السياسية مستمرة وأصبحت أكثر تعقيدا مما كانت عليه”.

وأبدى اقتناعه بأن إمكان “بقاء الأسد في الحكم ضئيل جدا، وهو باق اليوم لأن لا رؤية واضحة حاليا، والأزمة السورية مجمدة، ووضع النظام غير محدد المعالم في الوقت الحاضر، باعتبار أن القوى الفاعلة في سوريا هي إيران، وروسيا، وأميركا وحلفاؤها، وعلى ضوء توازن هذه القوى في ما بينها يحدد وضعه”.

وشدد على أن “أية تعديلات دستورية جدية ستؤدي إلى سقوط الأسد. فالشروط المطلوبة من بشار الأسد إذا قبل بها أو رفضها سيسقط. على سبيل المثال لا الحصر، يشترط على الأسد البقاء مقابل الاستغناء عن إيران، وهو بفضل هذه الأخيرة لا يزال موجودا، وهو في الحالتين، إذا قبل أو رفض الشرط، سيسقط”.

وأعاد سبب التقاطع بين “القوات” و”حزب الله” إلى “انخراط الأخير في الملفات الحياتية، إذ لم يول حزب الله في السابق اهتماما بالداخل اللبناني. أما اليوم، فيجب التعاطي بموضوعية عندما يطرح ملف داخل مجلس الوزراء ويتوافق عليه الطرفان، والمرحلة الحالية سياسية بامتياز”.

وفي ظل التحذيرات من انهيار الوضع الاقتصادي في لبنان، أوضح أن “لدى القوات تصورا واضحا لما قبل الانهيار، إذ من واجباتنا الأساسية منع أي انهيار. ومن هذا المنطلق، تتحرك القوات على جميع الأصعدة، واليوم نخوض معركة الموازنة العامة، ومناقشتها وإقرارها كما يجب كفيلان بعدم الانهيار”.

ورأى أن “المعاناة تكمن في بطء العمل على مستوى الدولة، لذلك تسعى القوات إلى تفعيل التحركات لتجنب الانهيار في ظل كمية الفساد المستشري”، معتبرا أن “القضاء على الفساد يتطلب سنوات عدة، لكن هذا لا يمنع معالجته تدريجيا”.

وأصر على أن “لبنان وحده قادر على اتخاذ التدابير اللازمة لإنقاذ نفسه، باعتبار أن الدول الأجنبية الداعمة تتدخل عندما يكون لديها مصالح حيوية جدا في البلد الذي تشعر فيه بأنه أصبح مهددا. وبالتالي، إذا لم تقر الحكومة موازنة كما يجب وتدهور الوضع أكثر مما هو عليه لا يمكن لأية دولة أجنبية القيام بأي شيء تجاه لبنان”.

وشدد على أنه “باستطاعة لبنان القيام بإصلاحات مع أو من دون مؤتمر سيدر، لأن هذه الإصلاحات ضرورية ويجب أن يكون لدينا دولة عملية ونظيفة”، مضيفا “فلنفترض أن سيدر غير موجود ألا نقوم بها؟ المؤتمر لم يطلب إصلاحات تتعلق به، بل أعطى فرصة للمساعدة مقابل دولة تقوم بواجباتها الإصلاحية”.

وأكد جعجع أن “القوات عن حلفائها من منطلق عنزة ولو طارت، بل تنبري في الدفاع والتأييد والدعم عندما يقوم حلفاؤها وغير حلفائها بخطوات تصب لمصلحة البلد، لأن لا عقدة لديها من أحد وتملك عقل رجال دولة يتصرفون بمنطق دولة لا حزبي، صحيح أننا حزب لكننا نتصرف بعقل دولة”، معيدا سبب “عدم مبادرة أحزاب أخرى إلى اتباع هذا الأسلوب إلى أن لديها عقدة ولا يمكنها تقبل قيام غيرها بأعمال إيجابية”.

ووصف المرحلة الحالية التي تعيشها “القوات”، عشية ذكرى مرور 25 عاما على اعتقاله، ب”إحدى عصورها الذهبية والتي تجلت بنتائج الانتخابات النيابية”. وقال: “تبين أن القوات قوية على قد ما كانت قوية لحظة انتخاب بشير الجميل رئيسا للجمهورية اللبنانية. ومنذ العام 1994 لغاية اليوم، قامت القوات بخطوات جبارة. ولا يمكن الاستخفاف بخوضها منفردة انتخابات نيابية في كل المناطق اللبنانية وحصولها على هذه النتائج وانصافها من قبل المجتمع. كما أن التجربة الوزارية الأولى للقوات كانت ناجحة جدا باعتراف الخصوم قبل الأصدقاء، ومستمرة بوجود 4 وزراء في الحكومة الحالية يعملون بجهد كبير ومميز”.

أكد على المستوى التنظيمي أن ما قامت به “القوات”، منذ العام 2005 لغاية اليوم، “هام جدا وأعطى النتائج المطلوبة، فالقوات تقدمت خطوات عدة إلى الأمام، ومثابرة للوصول إلى قواعد شعبية أكثر. أمامنا عمل وتحديات كثيرة”.

كما أكد أن “الحزب الأكثر خدماتيا على الأرض هو القوات اللبنانية، لكن ضمن القانون. وأنشط نواب هم نواب القوات الذين يسعون ليلا ونهارا لخدمة اللبنانيين ضمن الأطر القانونية، إذ تبادر القوات إلى مساعدة أي شخص بحاجة إليها لكن لا تسعى إلى تأمين رخص وخدمات غير قانونية”.

على المستوى الحكومي، أوضح أن “حزب القوات قوة سياسية يمكنها طرح المواضيع وتوقيف صفقات مشبوهة لكنها ليست القضاء الحاكم. وتمكنت القوات من إيقاف صفقة البواخر، سابقا، في مجلس الوزراء، وكانت لتمر أخرى لولا موقفها المعارض. ولولا القوات لكانت صفقة البطاقة البيومترية أعطيت بالتراضي. كما وقفت وحدها في الجلسة الحكومية الماضية، ضد صفقة وزارة السياحة بالتراضي مع شركة visit Lebanon”.

وختم جعجع معتبرا أن “الحديث عن الانتخابات الرئاسية سابق لأوانه، إذ يخطئ من يبدأ المعركة الانتخابية الرئاسية منذ الآن، لأنه لا يمكن تقدير ظروفها ولا حتى المعادلة إلا في حينها”