جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / جعجع: أي تواصل مع النظام السوري من شأنه عرقلة العودة

جعجع: أي تواصل مع النظام السوري من شأنه عرقلة العودة

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنه “تماماً كما لم ننتظر قراراً من أي طرف خارجي لدى استقبالنا النازحين السوريين، لن نتتظر الآن أي قرار لإعادتهم الى مناطق واسعة في بلادهم باتت اليوم آمنة”.

جعجع جزم بأن مسألة بهذا الحجم “سيادية” بامتياز وتعود الكلمة الفصل فيها الى الحكومة اللبنانية فقط لا غير. واعتبر أن أي تواصل مع النظام السوري من شأنه “عرقلة العودة”، ذلك “ان أكثر من 80% من النازحين السوريين من معارضي النظام”.

مواقف جعجع جاءت في حديثه لـ”المركزية” حيث لفت الى أنه “حان وقت عودة النازحين الى بلادهم. نحن كنا في طليعة من تعاطف معهم واهتمّ بهم وقارب ملفّهم بإنسانية عالية. لكن لبنان لم يعد قادراً اليوم على تحمّل تبعات النزوح، لا اقتصادياً ولا أمنياً. البنى التحتية باتت مهترئة، الكهرباء والمياه في حال يرثى لها تماماً كما حال الطرقات المزدحمة بشكل مخيف، فيما المزاحمة السورية في سوق العمل أيضاً اتخذت أبعاداً خطيرة. الى ذلك المخاطر الأمنية تزداد، فالأجهزة الأمنية والعسكرية قامت بعملٍ جبار خلال السنوات الستّ الماضية، لكن لا ندري الى أي مدى هي قادرة على إبقاء الوضع تحت السيطرة في ظل البراكين المشتعلة في المنطقة. وبالتالي، لا مصلحة لأحد لا في الداخل ولا في الخارج بكسر ظهر لبنان”.

وتابع: “إذا أخذنا في الاعتبار هذه الحقيقة من جهة، وتوقفنا من جهة ثانية عند المساحات الآمنة الموجودة اليوم في سوريا والتي تبدو مرشّحة لمزيد من التوسع في المرحلة المقبلة، أكان في جنوب سوريا وفي شمال غربها حيث السيطرة للأتراك وفي شمال شرقها حيث النفوذ الأميركي، علماً أن كلاً من هذه المناطق تبلغ مساحته 5 مرات مساحة لبنان، يتبين لنا أن العودة باتت ضرورية وممكنة”.

وعليه، يقول جعجع: “سنتقدم الى الحكومة اللبنانية في الأسابيع القليلة المقبلة بمشروع لتتخذ قراراً سيادياً بإعادة النازحين. فنحن لم ننتظر قراراً من أي طرف خارجي لدى استقبالنا النازحين السوريين، لن نتتظر الآن أي قرار لإعادتهم الى مناطق واسعة في بلادهم باتت اليوم آمنة. ورؤيتنا تقوم على أن ترسل الحكومة رسالةً الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تبلغه فيها موقفها بضرورة إطلاق قطار إعادة النازحين الى بلادهم، فيُصدر هو تعليماته للإدارات والمؤسسات الدولية المعنية للتعاون مع الحكومة اللبنانية والتفاهم معها على “خطة” العودة بشقّها اللوجستي والتقني”.

ورداَ على سؤال بشأن أنّ هناك من يقول إنّ الأمم المتحدة قد لا تساعد في تحقيق الهدف بناء على تجربة اللجوء الفلسطيني، قال جعجع: “ثمة فرق جوهري بين الملفين. ففي حال النزوح السوري، القرار لبناني صرف، وجلّ ما ستطلبه الحكومة من المنظمة الأممية هو التعاون معها في ترتيبات العودة، فنحن لا ننتظر قراراً من الأمم المتحدة، بل هي ذراع تساعد في تنفيذ القرار اللبناني وترجمته على الارض. وفي أسوأ الأحوال، إذا لم تتعاون، فإنّ الحكومة سترتب الوضع بنفسها مع النازحين لتحقيق العودة”.

ورأى جعجع أن التواصل مع حكومة بشار الأسد “يؤخر لا بل يعطّل إمكان عودة النازحين، خصوصاً أن 80% منهما سيرفضون العودة إذا ما نسقت مع النظام كونهم هربوا من بطشه. لذلك يجب تجنّب أي تعاطٍ مع النظام”.

ولفت في السياق الى مجموعة نقاط يجب التوقف عندها في هذه المسألة، منها أن بشار الأسد لم يعد موجوداً عملياً والمناطق التي تحسب لمصلحته في سوريا هي في الواقع تحت السيطرة الإيرانية، فمع من نتعاطى ونتعاون؟ داعياً الى التحسب من إمكان عزل لبنان عربياً ودولياً إذا تواصل معه، فيما لن تؤتي هكذا خطوة بأي نتائج عملية.

ورداً على سؤال، يتوقع رئيس “القوات” أن يتم التفاهم في المرحلة المقبلة على ورقة لبنانية موحّدة وخريطة طريق رسمية مشتركة لتحقيق العودة. ففي تقديره، من يدعون الى التواصل مع الأسد، يعرفون أن مطلبهم لا يؤدي الى إعادة النازحين وهم يحاولون توظيف ورقتهم لتحسين وضعية النظام. إلا أنهم مع الوقت وبعد أن يتيقنوا رفض الغالبية لما يناشدون به، سيسيرون في التوافق الذي نبحث عنه.

وعما اذا كانت مقاربة “القوات” للقضية واحدة مع “المستقبل”، يؤكد جعجع أنه “لدينا تصور مشترك نعم، سنعمل على وضع خطوطه العريضة وعلى بلورة تفاصيله في المرحلة المقبلة، لكننا نلتقي أن وقت العودة حان في ظل المناطق الآمنة، وأن الحكومة بالتعاون مع الأمم المتحدة قادرة على تحقيق الهدف، وأنع يجب تجنّب تسييس الملف”.

 

(المركزية)