جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / جعجع: ليضع الاتحاد الأوروبي كل الضغط اللازم على النخبة الحاكمة
45344345-405x215

جعجع: ليضع الاتحاد الأوروبي كل الضغط اللازم على النخبة الحاكمة

شكر رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع دول الاتحاد الأوروبي عموماً ونواب البرلمان الأوروبي خصوصاً على اهتمامهم بلبنان، قائلاً: “تتركون الكثير من مشاغلكم من أجل الغوص بشكل معمّق أكثر في الأزمة اللبنانيّة”.

كلام جعجع جاء خلال اجتماع عقده مع عدد من النواب في البرلمان الأوروبي، وهم: نائب رئيس كتلة “حزب الشعب الأوروبي” (الكتلة الأكبر في البرلمان الأوروبي) والمسؤول عن لجنة العلاقات مع جنوب أوروبا في البرلمان د. أندريه كوباتشيف، امين عام “حزب الشعب الأوروبي” أنطونيو لوبيز أيستورير، المسؤول عن الملف اللبناني في “حزب الشعب الأوروبي” د. لازيو تروكساني ورئيس الوفد الفرنسي في كتلة “حزب الشعب الأوروبي” فرانسوا كزافيه بيلامي، في حضور: رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور، رئيس مكتب العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانيّة” في الولايات المتحدة د. جوزيف جبيلي، مسؤولة العلاقات مع الأحزاب الدوليّة السي عويس، المسؤول عن الإعلام الأجنبي في جهاز “الإعلام والتواصل” مارك سعد.

وشدد جعجع على أن “المشكلة الأساسيّة في لبنان هي النخبة الحاكمة التي تتألف من حزب الله وجماعة الرئيس ميشال عون”، معتبراً أن “علينا في أوقات الأزمات توصيف الأشياء على ما هي عليه من أجل التمكن من إيجاد الحلول”.

وتابع جعجع: “لقد بدأت الأزمة منذ قرابة السنة وشهرين وبالرغم من فداحة الوضع وحدّته والبؤس الذي يعيشه الشعب اللبناني لم يتم القيام بأي شيء، وهذا الأمر غير طبيعي وغير منطقي في ظروف مماثلة، فأنتم الأوروبيون وبالرغم من أن لديكم آلاف المشاكل بين أيديكم تحاولون قدر الإمكان المساعدة في حل الأزمة اللبنانيّة فيما النخبة الحاكمة عندنا لا تقوم بشيء. والمثال الأبرز على ما أقول هو الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون الذي زار لبنان بهذا الخصوص مرتين في السابق ولسوء الحظ لن يتمكن من القيام بزيارته الثالثة بسبب إصابته بمرض كورونا، وهنا سأغتنم هذه الفرصة من أجل أن أتمنى له الشفاء العاجل، فيما نرى أن النخبة الحاكمة في لبنان لم تضع وقتاً بهذا القدر من أجل مصلحة الشعب اللبناني”.

وأكّد جعجع انه “ليس لدينا سوى حلاً واحداً للأزمة فنحن نعتبر أننا لا يمكن أن نصل إلى أي مكان مع هذه النخبة الحاكمة، فهي التي أوصلت البلاد إلى الهوّة لا يمكنها القيام بغير ما قامت به لهذا السبب ننادي بأننا يجب ألا نخسر المزيد من الوقت والذهاب مباشرةً إلى الحل الوحيد وهو الانتخابات المبكرة خصوصاً بعد أن اختلف المزاج العام في البلاد ما بعد 17 تشرين الأول 2019 الأمر الذي أفقد هذه النخبة الحاكمة شرعيتها وقد أصبحنا اليوم بإمكاننا القول فقط إنها قانونيّة إلا أن هذا الأمر شيء والشرعيّة شيء آخر”، لافتاً إلى أن “الأكثريّة النيابيّة في الوقت الراهن تقاوم أي محاولة إجراء انتخابات إن كانت مبكرة أم في موعدها الدستوريّ”.

ورداً على سؤال عما يمكن للاتحاد الأوروبي القيام به في هذه الظروف، قال جعجع: “يجب أن تضعوا كل الضغط اللازم على النخبة الحاكمة من أجل دفعها للذهاب إلى الانتخابات حيث من الممكن للاتحاد الأوروبي أن يلتأم ويعلن بشكل واضح وصارم توقفه عن التعامل مع أي طرف من أطراف النخبة الحاكمة ما لم يجر في لبنان انتخابات مبكرة”.

ورداً على سؤال عن قضيّة اللاجئين السوريين في لبنان، قال جعجع: “لا يمكننا أن نتحمّل بعد الآن وجود مليون وثلاث مئة ألف لاجئ سوري على أراضينا خصوصاً بعدما تدهورت أوضاعنا الاقتصادية، والحل الممكن والوحيد لهذه المشكلة هو أن تقوم روسيا بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي بإنشاء منطقة آمنة داخل الأراضي السوريّة لجهة الحدود مع لبنان حيث تقوم موسكو بتأمين هذه المناطق وهذه لن تكون بمشكلة كبيرة بالنسبة لها في ظل الإمكانات التي لديها في سوريا فيما يقوم الاتحاد الأوروبي ببناء القرى الصغيرة المؤقتة للاجئين ومن بعد الانتهاء من التجهيز يتم نقل اللاجئين إلى هذا المخيّم الكبير إن جاز التعبير حيث تتابع الأمم المتحدة بتقديم المساعدات لهم على غرار ما تقوم به اليوم في لبنان، هذا إذا ما أردنا الوصول إلى حل حقيقي بالنسبة لمشكلة اللاجئين في لبنان باعتبار أنه وبالرغم من أنهم يريدون العودة إلا أنهم لن يقوموا بذلك في ظل استمرار حكم نظام الأسد”.

أما بالنسبة لانفجار مرفأ بيروت، أشار جعجع إلى أن “هناك تحقيق محلي يجري في ما خص هذا الانفجار إلا أنه في كل مرّة يصطدم بعائق ما وهناك العديد من المطبات التي تعترض طريقه ومساره، فعلى سبيل المثال قام القاضي منذ بضعة أيام باستدعاء رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزراء آخرين من أجل الاستماع إلى إفاداتهم في قضيّة انفجار المرفأ إلا أنهم رفضوا المثول أمامه، لذا لا أعتقد أن أي تحقيق محلي من الممكن أن يصل إلى الحقيقة باعتبار أن انفجار المرفأ هو جريمة كبيرة جداً وليست مجرد خطأ بسيط”.

وتابع جعجع: “لقد أودت هذه الجريمة بـ200 قتيل و200 مصاب بإعاقات دائمة بالإضافة إلى 6000 جريح وعشرات الآلاف من المشردين، الحل الوحيد الممكن من أجل الوصول إلى الحقيقة هو ان يكون لنا لجنة تقصي حقائق دوليّة يؤلفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريز، ولكي نتمكن من الحصول على لجنة مماثلة يجب على دولة من الدول الدائمة العضويّة في مجلس الأمن إرسال رسالة للأمين العام طالبة منه تشكيل هذه اللجنة”.

وشدد جعجع على أن “معرفة الحقيقة مسألة مهمّة جداً بالنسبة للشعب اللبناني لأنها ستعطيه بعض الأمل والإيمان بأن هناك شيء ما لا يزال موجوداً هنا إلى جانبه، فهو اليوم لا أمل لديه ولا إيمان له بهذه النخبة الحاكمة، لذا بطبيعة الحال لن يكون لديه أي إيمان بالتحقيق المحلي في هذه الجريمة، لذا إذا ما تمكنتم من مساعدتنا في هذه المسألة فهذا الأمر سيكون بحد ذاته انجاز كبير”.

ورداً على سؤال، قال جعجع: “إن النخبة الحاكمة في لبنان لا تريد لجنة تقصي حقائق في جريمة انفجار مرفأ بيروت لسبب بسيط وهو أن معظم المسؤولين في الدولة لديهم مسؤوليّة بشكل أو بآخر في انفجار المرفأ ومن الممكن أن يتم محاكمتهم جراء هذا الانفجار، ولهذا السبب تحديداً لا يريدون الذهاب باتجاه تحقيق دولي إلا أننا ومعنا أكثريّة الشعب نريد ذلك لمعرفة الحقيقة التي لا أمل لدينا للوصول إليها سوى عبر لجنة تقصي حقائق دوليّة، وأظن أن فرنسا قادرة على الطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تشكيل لجنة مماثلة ولهذا السبب قمت بإرسال رسالة للرئيس ماكرون منذ شهرين طالباً منه القيام بذلك، فهكذا أمر ليس بحاجة لأن يتم التصويت عليه في مجلس الأمن”.

أما بالنسبة لما يمكن للاتحاد الأوروبي القيام به في هذه الظروف لمساعدة الشعب اللبناني، قال جعجع: “نشكر الله على أن أوروبا لا تزال بالرغم من جائحة كورونا مزدهرة. ويمكنها القيام بالكثير للشعب اللبناني كشعب، الذي يمكنكم مساعدته إنسانياً عبر المؤسسات الدولية والأوروبيّة كمنظمة الأغذية العالميّة أو صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي أو الوكالة الفرنسيّة للتنميّة على سبيل المثال لا الحصر. وسأغتنم هذه الفرصة لتوجيه شكر كبير للحكومة الفرنسيّة التي قامت بمساعدة المدارس الخاصة الفرانكوفونيّة في لبنان بمبلغ 15 مليون دولار في بداية هذا العام الدراسي كما ساعدت التلامذة اللبنانيين في الجامعات الفرنسيّة. لذا يمكنكم مساعدتنا على الصعيد الإنساني ونحن في أمسّ الحاجة لذلك، كما يمكنكم تقديم المال للمشاريع التنمويّة عبر المؤسسات الدوليّة أو الأوروبيّة”.