جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / جعجع: نتمنى الضغط على النظام السوري لمعرفة مصير المفقودين
جعجع

جعجع: نتمنى الضغط على النظام السوري لمعرفة مصير المفقودين

أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنه “ان ننسى، لا ننسى الذين استشهدوا، وايضاً الذين اعتقلوا كي نبقى نحن. أن ننساهم، إنّها الخطيئة المميتة. إن ننسى، لا ننسى بطرس خوند، لا ننسى الأبوين شرفان وابي خليل، لا ننسى معتقلي 13 تشرين، لا ننسى مئات ومئات اللبنانيين المعتقلين والمخفيين قسراً في سجون نظام السّجون والقبور، او ما تبقّى منه بعد في سوريا”.

وأضاف جعجع في مؤتمر حول قضية اللبنانيين المعتقلين والمخفيين في السجون السورية تحت عنوان “حقهم يرجعوا”، “منهم من اقتيد عن سريره النّاعم وسط توسّلات زوجته واولاده ودموعهم حتّى يفترش الدّولاب او البلانكو او حتّى يكون سريره هو مثواه الأخير، ومنهم من اقتيد من جامعته او في الطريق إليها فداست أرجل المارة على كتبه ودراساته وشقاء لياليه البيضاء وضاع معها عمره ومستقبله في المجهول الأسود”.

وتابع، “منهم من اقتيد من عمله او في الطريق إليه فأنهى مستقبله المهنيّ او الوظيفيّ قبل السّنّ القانونيّة، وذهب ليقاسي ما تبقّى من عمره كلّ الظّروف الخارجة عن الشّرعات الإنسانيّة والضّوابط والقانون، وعاشت بذلك أسرته في الفاقة والعوز والقلق المزدوج على مستقبل ابنها وعلى مستقبلها هي، منهم من اعتقل على سرير المرض في المستشفى فبقيت أدويته وأكياس الدّماء والمصل حيث هي، وسيق بجرحه النّازف الى حيث مصّاصو الدّماء العطشى ينتظرون شرابهم المفضّل بظمأٍ كبيرٍ”.

وأردف، “منهم من أخذ أسيراً عن جبهات القتال ولكن من دون أن يتمتّع بحدٍّ أدنى من حقوق الأسرى، وإنّما بحدٍّ أقصى من واجبات الظّلم والاستعباد وموجبات العصور الحجريّة، ومنهم من اخذ من الدّير، وهو يقدّم القربان المقدّس، من دون أدنى احترامٍ لثوبه الكهنوتيّ الأسود الذي حوّلته جراحات العذابات الى أحمر قانٍ، وتحول هو نفسه الى ذبيحة الحمل المقدّس على وليمة الذّئاب المفترسة. منهم من كان ربّ أسرةٍ، ومنهم من كان شاباً مراهقاً، منهم الفتى ومنهم الكهل والعجوز”.

وشدد جعجع على أنه “إذا كان الشّهيد قد استشهد مرّةً واحدة، فإنّ المعتقل والمخفيّ قسراً يستشهد عند كلّ صياح ديك، ونحن بدورنا لم ولا ولن ننكر معتقلينا ثلاث مرّاتٍ قبل صياح الدّيك، بل نجدّد الالتزام بقضيّتهم عند كلّ إشراقة شمس”.

وأشار إلى أننا “نحن قومٌ لا نفرّط بألم وتضحيات المعتقلين تحت أيّ عرض اسعارٍ سياسيٍّ وغير سياسيّ، لأنّ السّياسة عندنا لا تنفصل عن الأخلاق، ولا سياسة إذا لم تقترن بالإيمان بالقضايا المبدئيّة المحقّة والالتزام بها مهما كان ذلك مكلفاً”.

وتوجّه إلى كل معتقل في السجون السورية، بالقول: “رفيقي المعتقل، ستبقى حرّاً عزيزاً شريفاً في أيّ حالةٍ كنت، وسيبقى النّظام الذي اعتقلك مجرماً ووحشيّاً ويعاني عقدة نقصٍ تجاه الديموقراطيّة والحريّة والإنسان. رفيقي المعتقل، لم يقتدك النّظام السّوريّ إلى سجنك الصّغير وحدك، بل كان شعبك برمّته موضوعاً في سجنٍ كبير”.

وقال، “اليوم وبعدما خرج الشّعب اللّبنانيّ من سجنه الكبير أصبحت انت الشّاهد الملك المتبقّي على مآسي وارتكابات هذا النّظام، لذلك هو يحاول إخفاء أيّ أثرٍ لك، ويمعن في طمس وإخفاء ما تبقّى من معالم جريمته الكبرى بحقّك وبحقّ اللبنانيين جميعاً. رفيقي المعتقل والمخفيّ قسراً، لم يعتقلك نظام السّجون والقبور في الأساس إلاّ لأنّك كنت حرّاً، فلو لم تكن حراً، لكان وضعك في أعلى المناصب وقدّمك الصفوف، بدل حياة القهر التي جعلك فيها. ولكن مهلاً، جنتهم في الذّلّ لا نرضى بها، وسجوننا بالعزّ افخر منزل”.

وتابع: “اختفى؟ لا ما اختفى، بل اخفي قسراً وظلماً وعدواناً، وظهر نعم ظهر، فوق تمثال حاكمٍ مستبدٍّ يشبعه الثّوّار الأحرار تحطيماً بالمطرقة، ظهر، وفي ساحات الحريّة وسط هتافات شابّاتٍ وشبّانٍ تصدح بالحقّ والحريّة والكرامة الإنسانيّة. ظهر، وفي كلّ استحقاقٍ دستوريٍّ وديمقراطيٍّ فعليٍّ خبره الشّرق أخيراً، ظهر. وسيعود ويظهر حتّى انقضاء الدّهور، في أيّ شكلٍ أو اسمٍ او هويّةٍ، كلّما استغاثت الحريّة به من جور العبوديّة، وكلّما انتهكت كرامةٌ إنسانيّةٌ من قبل دكتاتوريّةٍ سلطويّةٍ مافيويّة، وكلّما عبرت رفوف السّنونو وأسراب الفراشات لتبشّر بربيعٍ أخضر وأجواء صافيةٍ سماويّة”.

واستطرد، “لا ما اختفى، بل تحول كلّ واحدٍ منهم إلى قضيّةٍ إنسانيّةٍ بحدّ ذاتها، فضحت مستور نظام الأسد ووجوده في القرن الواحد والعشرين، وكشفت كلّ ما حاول إخفاءه من ظلمٍ واستبدادٍ ووحشيّةٍ عن أعين البشريّة”.

ولفت جعجع إلى أننا “نلتقي اليوم هنا لا لنستذكر إخوتنا المعتقلين والمخفيين قسراً في سجون النّظام السّوريّ فحسب، بل لنجدّد العهد والوعد لهم بأنّ قضيّتهم ستبقى راسخةً في وجداننا، ومعرفة مصيرهم وإعادة الأحياء منهم ورفات الشّهداء منهم الى أهلهم ووطنهم، سيبقى من أولويّاتنا”.

ولفت الى انه “صحيحٌ أنّ تحرير لبنان أنجز مع خروج جيش الأسد منه، لكنّ السّيادة تبقى منتقصةً بوجود معتقلين لبنانيين لديه. صحيحٌ أنّ شمس الحريّة أشرقت على لبنان وأثلجت قلوب اللّبنانيين، لكنّ عواصف الشّتاء ما زالت تلفح لبنانيين آخرين من المعتقلين في سجون الاحتلال وأهاليهم، وتكويهم بجمر الحرقة والعذاب والانتظار. لن نرتاح، لن نستكين، قبل أن يتنعم كلّ اللّبنانيين بشمس الحريّة ودفئها. لا بدّ للّيل أن ينجلي خصوصاً بعد أن كان للقيد أن ينكسر”.

وأوضح جعجع أنه “لم يسبق في تاريخ العلاقات بين الدّول أن كانت دولتان مجاورتان مرتبطتان قانوناً بعلاقاتٍ دبلوماسيّةٍ، وتتبادلان السّفراء وكان بينهما تنسيقٌ أمنيٌّ ولو بالحدّ الأدنى، وفي الوقت نفسه كان لدى واحدةٍ منهما عند الثّانية أسرى ومعتقلون ومخفيّون قسراً، من دون أن تبادر تلك الدّولة إلى الإفراج عنهم، أو الكشف عن مصيرهم، أو تقديم أيّ معلوماتٍ ومعطياتٍ جدّيةٍ عنهم، لا بل ظلت تمعن في التّضليل والابتزاز وإخفاء الحقيقة ومواصلة أسرهم وإخفائهم”.

وتابع، “هذا يثبت، ولطالما كان هذا رأينا، بأنّ نظام الأسد ليس دولةً في الحقيقة والجوهر، ولا يمتّ إلى منظومة الأمم المتّحدة والقوانين والأعراف والاتّفاقات الدّوليّة بأيّ صلةٍ، وهذا ما يستوجب إعادة النّظر حتّى بالعلاقة القائمة بالحدّ الأدنى في الوقت الحاضر مع هذا النّظام، إذا لم يقم بالكشف عن مصير الأسرى والمخفيّين قسراً في سجونه”.

وشدد على أن “إمعان النّظام السّوريّ في الاستخفاف والاستهتار بمصير مواطنين لبنانيين يعتقلهم قسراً في سجونه، هو بمثابة اعتداءٍ صارخٍ ومتواصلٍ على لبنان، وهذا لا يؤثر على صورة النّظام السّوريّ المشوّهة أصلاً، ولا على مصداقيّته المفقودة وسمعته السّيّئة أساساً، وإنّما يؤثّر على صورة لبنان ويضرب هيبة الدّولة والعهد معاً، ويظهر الدّولة بمظهر العاجزة عن الدّفاع عن أبنائها، أو اتّخاذ ايّ موقفٍ يحافظ على الحدّ الأدنى من كرامتها الوطنيّة بمواجهة هذه الجريمة المتمادية. ونجد أناساً بعد في لبنان يتباهون بصداقتهم مع هذا النّظام”.

وتابع: “إنّ ما قام ويقوم به نظام السّجون والقبور بحقّ المعتقلين اللّبنانيين لديه يتناقض مع كلّ الشّرعات والمواثيق الدّوليّة لحقوق الإنسان، ومع الضّمير الإنسانيّ الجامع، ومع قيم ومبادىء الأديان السّماويّة وغير السّماويّة كلّها. ولكن لماذا الاستغراب، ما دام الشّعب السّوريّ بذاته لم يسلم من بطش ووحشيّة وإرهاب هذا النّظام. إنّ تسويف النّظام السّوريّ ومماطلته وتلاعبه بهذه القضيّة الإنسانيّة المزمنة يحتّم على الحكومة اللّبنانيّة الشّروع في اتّخاذ خطواتٍ قضائيّةٍ وسياسيّةٍ تجاه هذه القضيّة، وصولاً إلى إحالة هذا الملفّ لدى محكمة العدل الدّوليّة والمراجع الدّوليّة الحقوقيّة المختصّة”.

واعتبر جعجع أن “البطولة والشّجاعة ليست في أن يستقوي هذا النّظام على معتقلين لبنانيين عزلٍ لديه، وأن يتلذّذ بتعذيبهم وقهرهم وتركيعهم، بل البطولة كانت في أن يقف بكلّ ترسانته الضّخمة وعديده الكبير، بوجه رجال المقاومة اللّبنانيّة القلائل في أواخر السّبعينات وطيلة الثّمانينات في الأشرفية، وزحلة وعين الرمانة وصنين وقنات، وأن ينجح، لا سمح الله، بتركيعهم. ولكن كيف له أن ينجح بتركيعهم، وعندهم، بعتادهم القليل، إيمانٌ بقضيّتهم أكبر من كلّ ترسانته وعتاده وعديده وجبروته”.

وقال، “جنود الأسد أسودٌ في سجونهم على الأبرياء والمعتقلين، وفي ساحاتنا ثعالب أمام المقاومين. ما في الظّلم مثل تحكّم الضّعفاء، وما في النّبل والبطولة والشّجاعة والإنسانيّة مثل قوّة المقاومين في نفوسهم”.

وشدد جعجع على أنّ “القوات اللّبنانيّة” هي اكثر من يتحسّس ألم ومعاناة وعذابات المعتقلين والمخفيين قسراً، لأنّها كانت هي نفسها عرضةً للاعتقال على مستوى قيادتها وقاعدتها، من رئيس القوات إلى آلاف وآلاف الرّفاق والمناصرين والمتعاطفين. صحيحٌ أنّ النّظام الأمنيّ اللّبنانيّ السّوريّ اعتقل القواتيين وحاول مصادرة حريّة حركتهم، ولكن من كانت الحرّيّة في تكوينه وجوهره ونفسه، يبقى دائماً أبداً حرّاً ولو في زنزانة. بعض السّجناء أحرار في سجنهم، وبعض النّاس في حرّيّتهم سجناء”.

وتابع: “من المستغرب جداً أن يسلّم نظام السّجون والقبور إلى إسرائيل رفات أكبر جاسوسٍ إسرائيليٍّ عبر التاريخ هو ايلي كوهين، ورفات جنديٍّ اسرائيليٍّ آخر قتل في البقاع ألعام 1982 ضمن صفقةٍ سريّةٍ غامضة ومشبوهة، فيما هو يعتقل مئات اللّبنانيين بالتّهمة الجاهزة والمعهودة لديه وهي التّعامل مع إسرائيل، وفيما هناك لجنةٌ لبنانيّةٌ – سوريّة تألّفت منذ العام 2005 لتقصّي الحقائق في موضوع المعتقلين، وأعاق النّظام السّوريّ عملها بالمماطلة والتّسويف والتّعتيم، بحيث أنّها لم تتمكّن من التّوصّل إلى أيّ نتيجةٍ جدّيّةٍ، لجهة الكشف عن مصير المعتقلين، سواءٌ من لا يزال حيّاً منهم، أو من كان ميتاً”.

واعتبر ان “الكثير من العائلات اللّبنانيّة كانت تزور أبناءها في السّجون السّوريّة طيلة سنواتٍ قبل أن تمنع عنها الزّيارات فجأةً ويفقد كلّ أثرٍ لأبنائها المعتقلين. إنّ النّظام السّوريّ لا يمكنه، أقلّه بالنّسبة لهؤلاء المعتقلين، نكران وجودهم أو الادّعاء بعدم مسؤوليّته عن اعتقالهم بالأساس”.

وأشار إلى أن “النّظام السّوريّ أطلق من سجونه قيادات تنظيم القاعدة وتنظيم الزرقاوي وشجّعهم على إنشاء داعش لتهديد أمن كلّ الشّعوب، ولم يفرج عن معتقلين لبنانيين أبرياء مظلومين لا ولم يشكّلوا مجرّد خطرٍ صغيرٍ على أحد. فهنيئاً لمحور الصّمود والتّصدّي والمقاومة بإنجازات النّظام السّوريّ العظيمة، وهنيئاً لهم أيضاً وحدة المسار والمصير التي تجمعهم”.

واعتبر جعجع أنه “كلّما اقتيد معتقلٌ إلى داخل السّجن ظلماً، كلّما كانت براعم الثّورة خارجه تتفتح. وكلّما انزوى أسيرٌ في زنزانته وحيداً مقهوراً كلّما كانت خلايا مقاومة الاستبداد تتجمّع، وكلّما صدأت قضبان الحديد تحت يديه، كلّما كانت بيارق الحرّيّة ترفرف خارجاً، وكلّما لقي المصير التقليديّ لمن سبقه ممّن اعدم من المعتقلين، كلّما كانت رياح التّغيير تتحضّر، والغضب الشّعبيّ المقدّس يكبر ويكبر ويكبر”.

وأوضح إن “كلّ معتقلٍ يحمل بذاته بذور ثورة شعبٍ وإنسانيّةٍ، إنّ كلّ استعبادٍ ومظلوميّةٍ تبشّر ببزوغ فجر الحرّيّة”.

وقال: “لسنا أسرى الماضي تجاه أيٍّ كان، ولا أسرى الأحكام المعلّبة التي تصلح لكلّ زمانٍ ومكانٍ وظرفٍ، ولا أسرى علاقتنا التّصادميّة مع النّظام السّوريّ منذ أن احتلّ لبنان، ولكنّ مواقفنا الثّابتة تجاه هذا النّظام تنبع أوّلاً وأخيراً من ثباته هو في سلوكه وارتكاباته ومواقفه السّلبيّة تجاه لبنان، ورفضه أن يعدّل هذا السّلوك إيجاباً ولو قيد أنملة، رغم مرور عشرات السّنوات”.

واستطرد: “إنّ إمعانه في اعتقال لبنانيين لديه وإخفاء مصيرهم حتّى اللّحظة، بالإضافة إلى مجموعةٍ أخرى لا تعدّ ولا تحصى من الممارسات والأفعال الجرميّة ليس أقلّها تفجير مسجديّ التّقوى والسّلام في طرابلس في العام 2013 وسقوط ما لا يقلّ عن 49 قتيلاً وأكثر من 800 جريحٍ، وتسليم متفجراتٍ لميشال سماحة لاستعمالها في الداخل اللّبنانيّ. إن كلّ هذا يؤكّد لنا من جديدٍ بأنّ هذا النّظام لم يتغيّر، ولهذا السّبب نتمسّك بموقفنا منه. إنّ فكّ أسر المعتقلين اللبنانيين والمخفيين قسراً في سجون النّظام مروراً بترسيم الحدود اللّبنانيّة- السّوريّة خصوصاً عند مزارع شبعا، هي المقدّمات البديهيّة الأوّليّة لإعادة النّظر بموقفنا من هذا النّظام”.

وأوضح جعجع أنّ “التّعتيم الإعلاميّ الذي رافق وتلا اعتقال اللّبنانيين وإخفاءهم من قبل النّظام السّوريّ لم يعط هؤلاء المعتقلين والمخفيّين قسراً حقّهم على صعيد الرّأي العام الدّوليّ، إلاّ أنّ التّغطية الإعلاميّة والتّسريبات المصوّرة والشّهادات الحيّة التي رافقت الثّورة السّوريّة أخيراً، قد كشفت للرّأي العام العربيّ والدّوليّ الكثير من خبايا الجرائم التي يرتكبها النّظام في سجونه، ومنها جرائمه بحقّ المعتقلين والمخفيّين قسراً ككلّ ومنهم اللّبنانيّون، وأضاءت من جديدٍ على قضيّة كلّ المعتقلين والمخفيين قسراً في سجونه، وأعطتنا أملاً جديداً بأن تتحول قضيّة معتقلينا الأبطال إلى قضيّة رأيٍ عامٍ عالميّ، مقرونةً دائماً بجهودنا وجهود المنظّمات الحقوقيّة بهذا الخصوص، بما يشكّل عاملاً مساعداً في الكشف عن مصيرهم أخيراً”.

وختم: “لا أبوح لكم بسرٍّ إذا قلت لكم بأنّني على المستوى الشّخصيّ أشعر بتضامنٍ عميقٍ مع كلّ معتقلٍ أو سجينٍ مظلومٍ، وبتعاطفٍ يضاهيه مع عائلته وأهله. لذلك إسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة بصفتي معتقلاً سياسيّاً سابقاً ومعنيّاً مباشرةً بهذا الاحتفال أن أوجّه التّحيّة والشّكر إلى زوجتي ستريدا وإلى روح والديّ فريد وماري الذين أذاقهم النّظام الأمنيّ عذاباتٍ نفسيّةً ومعنويّةً وشخصيّةً، فلم يستسلموا ولم يرضخوا ولم يملّوا أو يكلّوا ولم يلقوا حمل القضيّة الثّقيل الذي وقع على أكتافهم حتّى صحّ الصّحيح في 26 تموز 2005. فشكراً لك يا ألله، على أمل أن يصحّ الصّحيح في النّهاية أيضاً مع كلّ إخوتنا المعتقلين والمخفيين قسراً. أعاد الله معتقلينا والمخفيين قسراً في سجون النّظام السّوريّ إلينا وإلى أهلهم ووطنهم سالمين”.

توصيات

الى ذلك، أصدر في نهاية محوره الثاني توصياته التي تلاها النائب السابق جوزف معلوف بصفته رئيساً للجنة التي شكلتها “القوات اللبنانية، لمتابعة قضيّة المعتقلين والمغيبين قسراً في السجون السوريّة، وأتت لائحة هذه التوصيات كما يلي:

١- يدعو حزب القوات اللبنانية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودولة رئيس الحكومة سعد الحريري الى تبني قضية اللبنانيين المعتقلين والمفقودين في سجون النظام السوري، إذ لم يعد مقبولا بعد ان تبقى الدولة اللبنانية غائبة عن هذه القضية الإنسانية.

٢- مطالبة مجلس النواب اللبناني بإصدار إعلان يتبنى فيه قضية المعتقلين في سجون النظام السوري.

٣- إمهال الدولة اللبنانية فترة ثلاثة أشهر للمبادرة الى التحرك من أجل الوصول الى نتائج عملية في هذا الملف، وفي حال عدم التجاوب سيتوجه حزب القوات اللبنانية الى جامعة الدول العربية لعرض ملف اللبنانيين المعتقلين في سجون النظام السوري عليها.

٤- بعد تحديد مهلة زمنية للجامعة العربية، تمتد ايضاً لثلاثة أشهر، وفي حال لم تثمر هذه الخطوة أي نتيجة، يتولى حزب القوات رفع القضية الى الأمين العام للأمم المتحدة والطلب إليه تشكيل لجنة تحقيق دولية لجلاء مصير المئات من المعتقلين اللبنانيين والمخفيين قسراً في سجون النظام السوري.

٥- رفع القضية إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر باعتبارها طرفا محايدا وعضوا مراقبا في الأمم المتحدة من أجل المساهمة في البحث عن المعتقلين والمفقودين في سجون النظام السوري وكشف مصيرهم.

٦- مبادرة القوات اللبنانية إلى زيارة المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية والجمعيات الحقوقية المعنية محلياً ودولياً لعرض القضية من أجل التعاون والضغط سوياً لمناصرة القضية وإيجاد حل نهائي وعادل لها على ان تكشف القوات اللبنانية عن نتائج هذه الزيارات.

٧- الإستعانة بخبراء في مجال القانون الدولي لدراسة إمكانية إقامة دعوى أمام المراجع اللبنانية والدولية ضد نظام الأسد.

أما على مستوى المحررين من سجون النظام السوري:

١- متابعة إقتراح القانون الذي تقدمت به كتلة القوات النيابية بتاريخ٣١- ٧- ٢٠٠٨ والذي يرمي الى تقديم تعويضات او معاشات تقاعدية للمعتقلين المحررين من السجون السورية.

٢- تزامناً، وإلى حين إقرار اقتراح القانون، تطالب القوات اللبنانية الدولة اللبنانية بتوفير المساعدة والدعم في المجالين الإجتماعي والصحي للأسرى المحررين من السجون السورية من استشفاء وطبابة وتسجيل الجمعيات التي تعنى بقضيتهم في وزارة الشؤون الإجتماعية لتمكينهم من الاستفادة من المساعدات التي توفرها الوزارة.