جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / حركة “باسيل” بلا بركة!
IMG-20231024-WA0003

حركة “باسيل” بلا بركة!

 

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
حين أعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن مبادرته للإلتقاء بجميع الفرقاء السياسيين في لبنان، الذي يمرّ في مرحلة مصيريّة بكلّ معنى الكلمة، قلنا أنّ الرجل لا بدّ أن يملأ “الفراغ المسيحي” الذي خلّفه إنسحاب القوات اللبنانية من واجهة الأحداث الجارية في غزّة وفي جنوب لبنان، وصمت بكركي المطلق بسبب وجود البطريرك الراعي خارج لبنان، مشاركاً في سينودوس الأساقفة في روما..فهل حصل ما تمنّيناه؟
لم تكد تمر 24 ساعة على اللقاء بين باسيل ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي، حتى اندلع السجال بين النائب جورج عطالله والمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، ما يعني أنّ لقاء الأمس كان فاشلاً بكلّ المعايير.وقد جاء في تصريح لعطالله:”إنّ ميقاتي قرّر التحرّك بعد أسابيع من الحرب على غزّة وهذا أمر معيب”.فيما ردّ عليه المستشار الإعلامي فارس الجميّل:”حري بالتيّار الوطني الحر أن يتوقّف عن إطلاق المواقف المتناقضة ويعود الى الأصول ويشارك قولاً وفعلاً في الحكومة، لأنّ العمل على المنابر لا يوصل الى نتيجة”.وهذا يعني أنّ وضعيّة مجلس الوزراء المبتورة لا تزال على حالها، كما يعني أنّ التعيينات التي يمكن أن تجريها الحكومة، وخاصة في المؤسسّة العسكرية، لم يجرِ التوافق عليها..فبماذا ذهب يبحث باسيل، وهل اكتفى بالصورة والحديث العام عن وحدة لبنان وحمايته، وهذا أمر لا يتطلّب لقاءً، ولا يتطلّب الإعلان عن جولة سياسية بمستوى الأحداث الخطيرة!
وكذلك مع الزعيم وليد جنبلاط.فقد غاب عن التصاريح المتبادلة “موضوع تعيين رئيس للأركان في الجيش”، وهو الموقع الدرزي الذي يحرص جنبلاط على تمريره لما تقتضيه المرحلة من إنتظام في المؤسسة العسكرية.وكلّ ما قاله باسيل يندرج أيضاً في العموميات، باستثناء عبارة واحدة ربّما تحمل بعض الإيجابيات، حيث قال:”بحثنا في مواضيع أخرى، أفضّل أن نترك الحديث عنها الى وقت لاحق”..فهل جرى بحث في إسم رئيس الأركان، وهل تمّ التوافق على سدّ هذه الثغرة؟
أمّا باقي الحديث، فهو لزوم ما لا يلزم:”إنّ الظرف يحتّم علينا العمل أكثر من أجل التفاهم الوطني الذي يحفظ الوحدة اللبنانية ويؤدّي إلى إعادة تكوين السلطة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية أولا وتأليف حكومة..المطلوب أن نكون سوياً صوت العقل، فنحن حرصاء على البلد والحفاظ عليه وعلى بعضنا البعض، لأننا في مواجهة حرب أكبر من لبنان وعلينا أن نرى كيف سنحميه”.
أمّا جنبلاط، فقد لفت الى موضوع شديد الأهميّة وشديد الحساسية، حين قال:”لقد لاحظنا أنّ بعض التنظيمات المعنية ينتشر في الجنوب، فنحن نريد أن يكون هذا الانتشار تحت وصاية وإمرة حزب الله. أمّا أن تنتشر وتجرّنا إلى المجهول، فهذا أمر خطير جدا”.مضيفاً “إذا أمكن أن نتفق على رئاسة الجمهورية، فلا مانع لديّ، ولا اسماً لنا، بل نختار سوياً مع الفريق العريض”.
وفي اللقاء الثالث مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، لم يخرج أيّ دخان أبيض يتعلّق بالتمديد لقائد الجيش جوزف عون، بل صدر على لسان باسيل كلام منمّق عن “الوحدة الوطنية، حماية لبنان، حقّ لبنان بالدفاع عن نفسه،عدم جرّ لبنان الى حرب لا نريدها بالمقابل عدم السماح للعدو الإسرائيلي بالإعتداء علينا..”.
تبقى المحادثة مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، فهل حملت جديداً؟بالتأكيد لأ، ولا يمكن لها أن تتجاوز السلام والكلام والتطمينات، هذا إذا جرت فعلاً، وذلك لأسباب تتعلّق بأمن الأمين العام..وربّما اكتفي بالبيان عن مكالمة، ليس إلّا!
باختصار، كيف يمكن تلخيص جولة باسيل، حتى الساعة:إنّها حركة..بلا بركة!