جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / حريق في طرابلس..وغريق في بيروت!
IMG-20231013-WA0047

حريق في طرابلس..وغريق في بيروت!

 
خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه

كأنّه لا يكفينا “قلق” الجنوب، حيث تدور المعارك المحدودة والمضبوطة الإيقاع، حتى الساعة، ما بين العدو الإسرائيلي وحزب الله، بانتظار أمّا القرار الإيراني الذي يجري المفاوضات مع الدول الكبرى، وأمّا التطورّات التي يمكن أن تحصل في غزّة، وخاصة ما يتعلّق منها بقرار الإجتياح البرّي الذي يهدّد به نتانياهو وقادة الجيش الذين يبحثون عن نصر مبين يعوّضون فيه ما أصابهم من هزيمة جرّاء عملية “طوفان الأقصى”!
في ليل طرابلس شبّ حريق في سوق البالة فوق سقف نهر أبوعلي، ما أدّى الى احتراق جميع البسطات التي تبيع الأحذية المستعملة والثياب المستوردة، وما تسبّب بخسائر لأصحاب هذه البسطات بآلاف الدولارات، وهم يعتاشون منها مع عيالهم.
نوّاب طرابلس سارعوا الى مطالبة هيئة الإغاثة بالتعويض على هؤلاء الباعة الذين خسروا “الحيلة والفتيلة” كما يقال، ولكن سها عن بال المسؤولين أمر شديد الأهمية:الحريق يلتهم البسطات للمرّة الثانية في أقلّ من ثلاث سنوات.وقد تكرّر السبب: “إنفجار جرّة غاز”، كما تكرّر المشهد:مسلّحون يطلقون النار في الهواء بغزارة، بحجّة أنّ سيارات الإطفاء قد تأخّر وصولها، وأنّهم يوقظون أهل المنطقة للمساهمة في إطفاء النار..
وفي الخفاء ثمّة من يتساءل:هل يعقل أن يتكرّر الحريق لنفس السبب، أي جرّة الغاز..أم هناك صراع غير خفي بين مجموعة من القبضايات الذين يسيطرون على المكان، ويؤجّرونه لمن يرغب بأكثر من 200 دولار شهرياً. ويقال أنّ مجموعة جديدة تريد أن تهيمن على السوق..فكان ما كان؟لا بدّ من فتح التحقيق، ولا بدّ من معرفة سرّ الحريق المتكرّر، ولا بدّ من التعويض على المتضرّرين!
في بيروت التي نجت، حتى هذا الوقت، من “طوفان الأقصى” قد أصابها طوفان مزدوج:جنون الطبيعة وغزارة الأمطار ما تسبّب بسيول جارفة..وإهمال المسؤولين من وزارة الأشغال الى البلديات المعنية، حيث لم يجروا التنظيفات اللازمة لمجاري المياه التي تفيض كلّ سنة، وتأخذ في طريقها “الأخضر واليابس”، وقد سقط بناء في المنصورية من خمسة طوابق، ما أدّى الى وقوع عدد من الضحايا!
حتى مطار بيروت لم ينجُ من هذا الطوفان الذي ملأ الساحات المحيطة به بالمياه، والتي فاضت الى القاعات الداخلية، ما ألحق بها أضراراً كبيرة.كما أنّ قوى الأمن قد دعت المواطنين الى تجنّب سلوك الطرق المؤدّية الى المطار بسبب كثافة الأمطار وتجمّعها في الطرقات ما يجعل العبور غير آمن وغير متوفّر!
من “قلق” الحرب (تكون أو لا تكون)، الى “قلق” الطبيعة (تطوف الطرقات أو لا تطوف)، الى “قلق” الهزّات والزلازل (تصيبنا أو لا تصيبنا)، يغنّي اللبنانيون مع الراحل وديع الصافي:لبنان يا قطعة سما..وما تبقّى لنا من هذه القطعة وهذه السماء إلّا القلق..والقلق وحده!

1