جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / حنكش: التسوية الرئاسية أغرقت البلد اقتصادياً واجتماعياً
17-05-19-k24

حنكش: التسوية الرئاسية أغرقت البلد اقتصادياً واجتماعياً

يعتبر عضو حزب الكتائب النائب الياس حنكش ان التيار الوطني الحر يمتلك كل شيء بما انه يتصدر السلطة وبالتالي لم يعد أمامه أي ذريعة لعدم العمل والسير في الاصلاحات. ويؤكد حنكش ان الكتائب رفضت التسويات التي تمت والتي يعتبر انها قد أغرقت البلد في كل المجالات، وإلا لكانت حصلت على مكتسبات سياسية.

وينتقد حنكش طريقة التعاطي مع الاصلاحات بحيث يتم ذلك بطريقة غير جدية، متسائلاً عن عدم مضي حزب الله في مسيرة مكافحة الفساد والتي قد تكون مرتبطة بظرف سياسي معين.

هذه المواضيع وسواها تحدث عنها حنكش في هذا الحوار. فسألته “الشراع”:

هل سبق والتقيت البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير وهل أنت على معرفة مسبقة به؟

-البطريرك صفير هو من الرجالات التي لا تتكرر إلا كل 100 سنة. نفتقد لرجالات من العيار الثقيل وافتقدناه في أكثر لحظة نحن بحاجة فيها اليه. فنحن بحاجة لحكمة وصلابة ووضوح كهذا لا تشترى ولا تباع، رجالات واضحة في رؤيتها للبنان. فهو يمثل كل مفهوم البلد القوي الحر الذي لا يساوم في ظل زمن التسويات والاستسلامات.

لذا ننحني الى روحه الطاهرة ومهما صلينا له نبقى مقصرين معه لأن ما قام به في حياته مهم كثيراً للبنان.

وأعتقد ان ما سيفعله بعد حياته هو انه سيكون العين الساهرة على لبنان وسيبقى الى جانب كل الناس التي تحلم في لبنان.

على الساحة المسيحية نلاحظ ان التيار الوطني الحر تقدم على بقية الأحزاب السياسية وبقية الأحزاب متراجعة؟

-اليوم السلطة مع التيار الوطني الحر وهو فريق كبير وعمل انتخابات كبيرة ولا شيء ينقصه، وعنده كل شيء لذلك فإن المسؤولية كبيرة عليه، وذريعة انهم لم يسمحوا لنا بالعمل لم تعد تصلح. برأيي التيار عنده كل شيء حتى يثبت ان عنده سلطة بيده.

هل يمكننا القول اننا نعيش في زمن التيار الوطني الحر؟

-لا زمن أحد على الاطلاق، لبنان أكبر من أي فريق سياسي. ولكن لا شك ان قرار التيار الوطني الحر هو المرجح في كل شيء يصدر عن الحكومة والسلطة.

فإذن النجاح والفشل هو المسؤول عنه؟

-الى حد ما طبعاً، 29 نائباً و11 وزيراً ورئيس جمهورية وعلاقات وحلفاء كبار لم يعد هناك شيء. وهم تحت المجهر وحتى الآن لا أظن ان الناس مكتفية بالنتائج التي وصل اليها البلد.

كيف تصف وضع الكتائب اللبنانية؟

-الكتائب تعمل في السياسة بشكل مبدئي. فنحن لا نغير تعاطينا حسب مصالحنا وهو مسار نضالي طويل عمره 80 سنة ضحى الحزب الكثير لأجل البلد.

أحياناً نربح وأحياناً نخسر. ولا اعتقد ان من ضحى بنفسه او من استشهد انما ضحى لأجل الوصول الى لبنان الذي نحلم به. وطبعاً لبنان اليوم هو ليس الذي نحلم به.

لذلك حزب الكتائب لا يسير دائماً في التسويات رغم ان البلد يكون في جو التسويات وهم يعيبون على من لا يسير معهم في التسوية. حزب الكتائب يميز بين المصلحة العامة ومصلحة لبنان ومصلحته الخاصة.

كان أهون علينا ان ندخل في التسويات التي حصلت ونربح مكتسبات سياسية ولكننا رفضنا هذا الشيء عن وعي وقناعة لأن ما يحصل لا يوصل الى لبنان الذي نريده.

علماً ان التسوية التي حصلت مؤخراًَ أنقذت البلد؟

-أي تسوية؟

تسوية حل أزمة رئاسة الجمهورية والحكومة؟

-ولكن هذه التسوية لم تنقذ البلد. لا بل أرسلت مفاهيم جديدة في التسوية والمحاصصة التي يعتمدها أهل السلطة. ولاحظنا كيف انهم عندما يكون هناك تسوية كبيرة وتفاهمات مبنية على مصالح فإن الأمور تنسف لأن ما بني على باطل هو باطل.

اليوم نحن أمام مشهد غير مشجع وذلك عندما نرى ان حكومة اليوم هي حكومة من أصحاب مصالح تنعكس على أدائها في المناكفات والمحاصصة. البلد لم ينقذ بعد لا بل غرقنا أكثر بعد التسوية ان كان اقتصادياً او اجتماعياً او دولياً في نظرة المجتمع الدولي والتقلبات السياسية.

ما صحة الخلاف مع النائب نديم الجميل؟

-في كل حزب هناك تباينات بين الأقطاب ولكن الأساس ان يبقى الشخص ملتزماً بقرار الحزب مثلنا مثل كل حزب. في حزب الكتائب هناك مساحة ديموقراطية أكثر من أي حزب ربما بسبب ديمومة وجوده في الساحة السياسية حيث استطاع ان يطور أنظمته واستطاع ان يوسع هامش التحرك ضمن اطار الحزب.

هل هذا يعني ان النائب نديم الجميل غير ملتزم بقرارات الحزب؟

-لا بل على العكس فهو ملتزم بقرارات الحزب. وان كان هناك شيء خطأ فهو بسبب تسريب أحد الفيديوهات الذي وصل الى الاعلام في مناقشة داخلية. وكل شخص حر في ان يعطي رأيه. وقد سبق ان رددت عليه ولكنني لم أسرب. هذا هو خطأه ولكن كل شيء يبقى ضمن الاطار الطبيعي.

النائب سامي الجميل أقل صخباً وحركة من قبل. لماذا؟

-بالعكس، نحن موجودون على كل الجبهات، هناك تبادل أدوار، ربما ظهوره الاعلامي أقل ولكن بطريقة ذكية ومحددة. أما العمل الميداني فهناك تبادل أدوار. وفي آخر المطاف فهو القيم على سياسة الحزب العليا وعلى الأمور الوطنية والأمور التي تتعلق بالمستوى الأعلى.

تؤدون دور المعارضة اليوم؟

-نعم الى حد كبير نحن مرتاحون مع تموضعنا في المعارضة، والبرهان ان هناك معارضة يبنى عليها والكتائب هو الحزب المحوري في المعارضة والبرهان أيضاً اننا استطعنا تجميع عشرة طعون من كتل مختلفة للطعن في بنود معينة في خطة الكهرباء والتي لا تعرقل الخطة ولكنها تدفعها الى المزيد من الشفافية واعتماد القوانين التي يفترض ان تكون معتمدة.

كيف تصف علاقتكم مع بقية الأحزاب السياسية من القوات الى التيار الوطني الحر والمردة؟

-العلاقة ضمن الاطار الطبيعي ولكنها تختلف بين حزب وآخر. نحن في المعارضة ونتعاطى مع الحكومة كوحدة واحدة. ولكن هناك ملفات يمكننا ان نلتقي فيها مع بعض المكونات مثلاً استطعنا الالتقاء مع الاشتراكي في خطة الكهرباء فما يجمعنا مع أي حزب آخر هو الملف.

ما رأيك في موازنة التقشف وهل هي السبيل لانقاذ الاقتصاد؟

-السياسات التقشفية مؤلمة ولكن الغريب ان نستمر في التعاطي بعشوائية وباستخفاف. فالمطلوب ان نذهب الى اصلاحات جدية في الادارة ومكافحة الهدر، هذا هو المطلوب وهذا التعاطي ليس على مستوى الجدية. لذلك نستغرب كيف ان الدولة تقول بأن هناك 136 معبراً غير رسمي. هل نكتفي بأخذ المعلومة أم ننطلق لنكافح هذا الفساد.

هناك التهرب الضريبي والتهرب الجمركي والاملاك البحرية، لا يمكننا الذهاب الى جيبة المواطن قبل معالجة المشكلة في الادارات.

لا يمكننا ان نساوي الموظف الذي يعمل بضمير مع الموظف الذي يأتي لـ((يتكّس)) فقط. علينا ان نطهر الادارة وندحض ذرائع التوظيف من مياوم الى مستخدم بالساعة الى تعاقد. كل موظف يجب ان يتوظف من خلال مجلس الخدمة المدنية.

كيف تصف الاقتصاد اليوم؟

-بأسوأ أحواله. فنحن أمام الركود الاقتصادي والتضخم المالي. لذلك لا يمكننا ان نعالج القشور دون معالجة الأمور الأساسية.

سمعنا كلاماً عن الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج. كيف سننتقل الى اقتصاد منتج اذا أوقفنا الاسكان واذا كان ((سيدر)) يخصص 75 مليوناً فقط للصناعة.

لا يوجد رؤية واضحة وهم ليسوا متفقين الى أين يريدون ان يأخذوا لبنان.

هل ثمة ملف يجمعكم مع حزب الله؟

-في هذه الأيام لا يوجد أي ملف وكنا نأمل ان يستمروا في موضوع مكافحة الفساد. ولا أدري ان كان هذا الأمر بسبب ظرف سياسي معين.

كان عندهم هدف معين من وراء هذا الملف؟

-لا أدري ولكن التراجع عن أمر ما يعني اما ان هناك هدفاً او ان المعطيات غير مكتملة حتى الآخر.

ماذا حصل ويحصل في المنصورية؟

-هناك تحد لهموم الناس واستقواء في السلطة وتجاهل لتقارير علمية معتمدة للضرر الذي يلحق بالناس والمدارس الموجودة.

المواجهة لهذا الملف لها عدة وجوه وليس بالضرورة ان تكون المواجهة بالشارع فقط. الناس انتقلوا الى نوع ثان من المواجهة وهو اظهار الحقيقة العلمية للضرر واللجوء الى القضاء وحتى القضاء الدولي.

مطلبنا كان واحداً وهو الحكم بين الدراسات المتناقضة من خلال هيئة محايدة AUB وUSJ تحسم الجدل القائم بين الوجهتين.

إما من خلال تطمين الناس او من خلال اصدار تقرير بالضرر اضافة الى تأكيد حل المشكلة. اليوم أصبحت القضية عند البطريرك والمواجهة مكملة بأوجه أخرى