جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / حوار برّي..وحياد اللهيان!
لبنان-_-بري-يستقبل-امير-عبد-اللهيان-للبحث-في-آخر-التطورات-الاقليمية-snapshot-35.41

حوار برّي..وحياد اللهيان!

 

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
لا فرق بين دعوة الرئيس نبيه برّي الى الحوار لمدّة أسبوع، تليها جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية..وبين دعوة (وادّعاء) وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان الى عدم التدخّل في الشأن الرئاسي اللبناني. فكلاهما عمليّاً شريكان في تسويق وصول المرشّح سليمان فرنجيه الى قصر بعبدا، ولكن كلّ على طريقته، وكلّ من موقعه السياسي الدبلوماسي:فالرئيس برّي طرف معلن في حملة فرنجيه، وهو حين دعا الى الحوار المفترض، لم يطرح مثلاً “الحوار للوصول الى مرشّح ثالث”، وإنّما اكتفى بالدعوة العامة الغامضة، مع بعض الرتوش المتعلّقة بتحديد الوقت:أسبوع واحد وجلسات برلمانية مفتوحة..والوزير الإيراني حين تكلّم عن عدم التدخّل في الإستحقاق الرئاسي، شاملاً بدعوته المملكة العربية السعودية، إنّما هو يتّكل كلّ الإتّكال على الدور الكبير المؤثّر الذي يلعبه حليفه اللصيق حزب الله، ما يجعله حرّاً في كلامه عن “الحياد” فيما يترك الإنغماس الكلّي للحليف الذي لا يتوانى عن طرح الشعارات التهديديّة المتصاعدة:من فرنجيه أو الفراغ والفوضى..إلى فرنجيه أو داعش، في أحدث تصريحات لقياداته، وخاصة بعد سيناريو “إنتحار السوري الداعشي المشارك في تفجير مزار السيّدة زينب في دمشق، من الطابق السابع في قلب الضاحية”!
لو كان الرئيس برّي جادّاً في حواره، لكان قرن الدعوة بإعلان إستعداده لسحب فرنجيه من السباق الرئاسي، وهو إذ لم يفعل، إنّما يريد هذه الجولة كممرّ لإيصال مرشّحه دون غيره.على برّي أن يتخلّى أوّلاً عن كونه طرفاً، فهو لا يستطيع أن يكون “الحِكم والحَكَم” في وقت واحد.لقد انتهى زمن المتنبّي، ونحن في زمن الوقائع وموازين القوى.وأيّ حوار محكوم سلفاً باسم الرئيس العتيد لن يصل الى مكان، عدا عن أنّه يخالف أبسط شروط اللعبة الديمقراطية..هكذا سارعت أطراف المعارضة للردّ على دعوته، وهو مسار لا بدّ أن تلتزم به “القوى الرماديّة” التي تقول شيئاً وتضمر شيئاً آخر بالتأكيد!
الوزير الإيراني إكتفى باللقاءات مع “جماعته” في بيروت، ويُقال أنّ زيارته تستهدف بالتحديد اللقاء مع الأمين العام حسن نصرالله، لتفكيك بعض العقد المتعلّقة بالموضوع اليمني، حيث لا يزال الإتفاق السعودي –الإيراني يتعثّر على رفض الحوثيين لمجاراة طهران في ما تطلبه منهم من تنازلات تشترطها الرياض كمدخل الى الحل.وهكذا يكون كلامه عن الحياد في الشأن اللبناني تحصيل حاصل، وكأنّه مطلوب من السعودية فقط أن تكون على الحياد، أي أن لا تضع مواصفاتها للرئيس العتيد، وبالتالي أن يتحرّر بعض النواب السنّة (مثل نواب تكتّل الإعتدال الوطني) من هذه المواصفات، فيصبّون أصواتهم لصالح فرنجيه، بمعنى أنّ حياد اللهياني الظاهر يحمل في طيّاته دعماً لمرشّح الثنائي الشيعي، ليس إلّا!
على الطريقة الفارسيّة القديمة – الجديدة في قول الشيء وضمور غيره، يحاول كلّ من رئيس المجلس النيابي ورئيس الدبلوماسية الإيرانية أن يحيكا سجّادة وصول مرشّحهم الى الكرسي الرئاسي، وهو ما لم يعد ينطلي على المعارضة المجرّبة، ولن ينطلي على الدبلوماسية السعودية التي تشهد تبدّلاً جذريّاً في فهم لعبة تبادل المصالح وتكافؤ الفرص:فلا الحوار بالسالك..ولا الحياد بالآمن!