جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / خطط كبيرة تُحضّر للمنطقة، ولبنان في قلب العاصفة السوداء!
IMG-20231206-WA0016

خطط كبيرة تُحضّر للمنطقة، ولبنان في قلب العاصفة السوداء!

خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام

في ظلّ الأزمات المتلاحقة التي تعصف في المجتمع اللبناني من كل حدب وصوب، تأتي طامّة الجنوب التي تكاد تفجّر الوضع بأي لحظة، نتيجة التوتر الكبير الذي تشهده الساحة الجنوبية بعد تنفيذ العدو الإسرائيلي عدة هجمات وغارات مستهدفًا مواقع عسكرية ومدنية، وموقعًا عشرات القتلى والجرحى من أهالي القرى والمناطق الحدودية.
وفيما الوضع لا يزال على حاله مليئًا بالخوف والقلق من اندلاع حرب موسعة بين حزب الله وإسرائيل، تشهد البلدات الجنوبية نزوحًا كبيرًا إلى مناطق بيروت، مما يزيد من عمق الأزمة، ويُراكم المعاناة التي يعيشها الشعب اللبناني نتيجة الانهيار الاقتصادي الضخم الذي أرهق البلد منذ ثورة ١٧ تشرين ٢٠١٩، وما تلاه من انهيارات متتابعة في كل ميادين الحياة والقطاعات الإنتاجية، في الوقت الذي وقفت وتقف فيه السلطة السياسية الحاكمة متفرجةً على كل ما حصل ويحصل، دون أن تقوم بتحريك ساكن لتخفيف وطأة الأزمات، بل بالعكس، مازالت تمسك بخيوط اللعبة في البلد، فتشدّها وترخيها وفقًا لمصالحها الشخصية، دون أدنى حرص على الوطن، وأدنى خوف على شعبه.
إن الوضع اليوم في الجنوب اللبناني هو كارثة حقيقية بكل المعايير إزاء ما يمرّ به البلد من أزمات ومِحَن، ويبدو أن التسوية الكبرى التي يُخطط لها، والتي تُرسم المنطقة على أساسها، سيكون لبنان في قلبها، والتي لم تنكشف حتى اليوم أيًّا من معالمها بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في حرب غزة التي لم تستطع فيها إسرائيل مع كلّ ما تتلقى من دعم عبر الجسور الجوية التي مدّتها فيها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية من إحراز أيّ تقدم أو إنجاز عسكري على الأرض، والمؤكّد أنّ ثمّة مخططات مَهولة يجري الإعداد لها في الشرق الأوسط، بدءًا من لبنان المنهار اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وأمنيًا، والذي أمعنت المنظومة الحاكمة فيه في تدمير الدولة ومؤسساتها بسلاحي الفراغ والفساد، مرورًا بسوريا ومصر والأردن والعراق، وانتهاءًا بقطاع غزة الذي هو لبّ الأمر، ولكن حيال هذه العواصف السوداء والمؤامرات العظمى التي بدأت تهبّ، وبدأنا نراها، أما يستحي المسؤولون في لبنان، والذين يمسكون بزمام الأمور عندنا أن يعرّضوا البلد والشعب اللبناني إلى هذه الرياح العاتية التي لا قِبَلَ لأحد في مواجهتها؟