جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / دائرة الشمال الثالثة : ام المعارك والمفاجأة في الكورة
IMG-20220314-WA0014

دائرة الشمال الثالثة : ام المعارك والمفاجأة في الكورة

Lebanon on time

حددت الدولة اللبنانية يوم 15 ايار المقبل موعدا لاجراء الانتخابات النيابية التي ستجرى هذه السنة في ظل انقسام سياسي عامودي بين الاطراف والاحزاب السياسية كافة، حتى ان الانقسام وصل الى عقر دار ما كان يسمى ب 8 و 14اذار.
وتشهد البلاد منذ فترة طويلة خلافات عميقة بين الفريق الواحد، حيث من المتوقع ان تحتدم المنافسة بين المرشحين بالتزامن مع انتشار حالة من الغليان والغضب على نطاق واسع بين شرائح المجتمع كافة، بسبب الانهيار الاقتصادي الكبير والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الاميريكي وتدني القيمة الشرائية لليرة، فضلا عن تفاقم الاوضاع المعيشية والاجتماعية والصحية التي احدثت بدورها نقمة واسعة في صفوف المواطنين والشباب والشابات الذين يحملون السلطة الحاكمة وكل الطاقم السياسي مسؤولية الكوارث التي حلت بالبلاد.
من هنا ثمة صعوبة كبيرة في تحديد المسار الذي ستسلكه الانتخابات، وما يمكن ان تحمله من نتائج ميدانية، والتكهن باسماء الفائزين والخاسرين من الطبقة السياسية الحاكمة.

لذا ثمة فرصة كبيرة امام الشباب والشابات والمجتمع المدني والاوجه الجديدة التي تحمل مشاريع حقيقية قابلة للتنفيذ وتقنع الراي العام الغاضب للعب دور ريادي في هذه الانتخابات، وقلب موازين القوى وحصد اصوات اللبنانيين عامة والمغتربين خاصة، لاسيما اصوات المسيحيين والسنة والدروز، شرط ان تحسن هذه القوى تنظيم صفوفها وتعلن عن برامجها الانتخابية بشكل واضح وشفاف.

وهذه الانتخابات المرتقبة في ايار تكتسب نكهة مميزة عن الانتخابات الماضية، بخاصة في الدائرة الثالثة في الشمال، حيث ستاخذ المعركة اهمية استثنائية، ويعتبرها بعض المحللين انها ستكون ام المعارك وساحة لتثبيت الزعامة المارونية التي من خلال نتائجها ستحدد صورة رئيس الجمهورية المقبل، ويتنافس في هذه الدائرة خمسة لوائح اساسية، هي المردة، تحالف معوض وحرب، التيار الوطني الحر، المجتمع المدني والقوات اللبنانية التي ستسعى بدورها في قضاء بشري للحفاظ على المقعدين المارونيين اضافة الى المقعد الماروني في البترون، وستسعى ايضا لاستعادة مقعدها في الكورة لامين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم الذي نال اعلى نسبة اصوات تفضلية بين المرشحين في هذا القضاء ولم يدخل الندوة البرلمانية بفعل لعبة الحواصل، اما تيار المردة فيخوض معركته مع حلفائه في ٨ اذار للحفاظ على نوابه الحاليين، في قضاء زغرتا النائبين طوني فرنجية واسطفان الدويهي، في الكورة مقعد النائب الراحل فايز غصن حيث سيترشح شقيقه فادي، اضافة الى مقعد النائب الحالي سليم سعادة المحسوب على الحزب القومي السوري الاجتماعي وهو حليف فرنجية في نفس الوقت، في حين ان التيار الوطني الحر يسعى بدوره لتامين فوز رئيسه في قضاء البترون جبران باسيل، والحفاظ على المقعد الحالي في قضاء الكورة الذي يشغله النائب جورج عطالله.
بالمقابل فان رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض والمرشح مجد بطرس حرب ياملان بحصد مقعدين او ثلاثة في هذه الدائرة، الاول في قضاء زغرتا للنائب معوض، والثاني في البترون للمرشح حرب، اما الثالث فالارجح ان يكون في قضاء الكورة، ومن المتوقع ان يخوض معهما الانتخابات رجل الاعمال اديب عبد المسيح الذي اعلن ترشحه للانتخابات عن المقعد الاوثوذكسي في الكورة خلال مهرجان انتخابي حضره حشد شعبي كبير من مختلف أطياف ابناء الكورة، اعلن خلاله برنامجه الانتخابي المبني على الشفافية والصدق في مخاطبة الراي العام.
وتوقف مراقبون للعملية الانتخابية عند الحضور الذي شكله عبد المسيح خلال المهرجان، وابدوا اعجابهم بشخصيته ونبرة صوته ومضمون كلامه، لاسيما تاكيده امام المحتشدين انه مرشح مستقل هدفه العمل مع الشباب المستقل الصاعد لتحرير لبنان من التبعية الخارجية وفرض سلطة الدولة على كامل اراضيها بواسطة الجيش اللبناني دون سواه، والعمل على وقف الاعيب السلطة الحاكمة ومحاكمة السياسيين الذين شاركوا في سرقة اموال اللبنانين والاموال العامة، وعمدوا بسياستهم الى عزل لبنان عن محيطه العربي ودمروا المؤسسات الحكومية وركائز العيش المشتركة المبني على الاحترام وحب الوطن، وهذه النقاط تشكل مصدر القوة لعبد المسيح الذي ياتي من خارج التركيبة السياسية الحالية التي ثار المواطنون ضدها وياملون بتغييرها.
ويبقى السؤال الاخير العالق حتى تحين الانتخابات، هل من مصلحة المنظومة الحاكمة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد، سيما وانها تدرك سلفا خسارة بعض مقاعدها مما يضعف نفوذها في حكم البلاد، ام انها سترضخ للامر الواقع والضغوطات الخارجية لاجراء الانتخابات، ام انها ستسعى للفوز عبر سرقة اصوات المنافسين لها في عتمة، بتنا نعتادها، اثناء عمليات الفرز؟