جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / دويهي رئيساً للجمهورية؟
FXeByxoWAAEIdpg

دويهي رئيساً للجمهورية؟

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
النواب التغييريون قد غيّروا بعض الوجوه التقليدية (وهذا إنتصار موصوف..)، ولكنّهم لم يغيّروا العالم ولم يغيرّوا وجه ومعادلات لبنان.من المبكر عليهم أن يسارعوا الى الأوهام الكبيرة، مثل ترشيح (أو حتى التفكير بذلك..) النائب ميشال دويهي لرئاسة الجمهورية، كما جاء في بعض الصحف والإعلام..وما يزيد المشهد السياسي وخطابهم السياسي “عدم واقعية” هو جواب النائب دويهي نفسه، عندما سأله مذيع تلفزيون الجديد رامز القاضي عن الموضوع، أنّه لم ينفِ الاحتمال – كما يفترض – جملة وتفصيلاً، بل فتح الاحتمال على طموحات “شمالنا” وعلى مواصفات الرئيس، رابطاً ذلك بوهم إضافي يتمثّل في اللبننة الصافية للاستحقاق الرئاسي، وفي ضرورة الخروج على جميع التسويات والتأثيرات الخارجية، للوصول الى رئيس “صنع في لبنان”، وكأنّ الاقتصاد والحروب العالمية والتشابكات الدولية لا تعنينا بشيء، ولا صلة لنا بها، لا من قريب ولا من بعيد.”أوهام” النواب التغييريين، إذا ما استمرّت، قاتلة.بدأت في انتخابات نائب رئيس المجلس واللجان النيابية، ويبدو أنّها مستمرّة في رئاسة الجمهورية..
إنتخابات الرئيس الجديد لا تحتمل المغامرة ولا المقامرة: المغامرة في ترشيح أحد التغيريين نال 13 دونما أيّ تنسيق مع الحلفاء الموضوعيين في الكتل المعارضة.. والمقامرة باستحقاق مصيريّ لرئاسة الجمهورية، من خلال التفرّد بالرأي (الإسم والمواصفات والحسابا)، أو بالمتناع عن إيجاد القواسم المشتركة مع القوات والتقدمي والكتائب والنواب السياديين أمثال أشرف ريفي وميشال معوض وغيرهما..
كلام النائب التغييري ميشال دويهي لا يطمئن.يقودنا، بعيون مفتوحة، الى خسارة جديدة تشبه الخسارات السابقة. كان عليه أن يجزم في إجاباته: لا ترشيحات من الكتلة التغييرية. لا ترشيحات دون الإتفاق مع نواب المعارضة. الأولوية لإسقاط مرشح (أو مرشحي) قوى الممانعة وحزب الله. الأولوية لوصول رئيس يتمتّع بالحدّ الأدنى من الإستقلالية والحيادية (على طريقة البطريرك الراعي).
النواب التغييريون حقّقوا خرقاً جزئياً في المنظومة اللبنانية. ولا يجوز (كما لا يمكن ذلك بالانفراد) لهم أن يبنوا تطلّعاتهم على أكثر من تغيير “جزئي” في المرحلة الراهنة، بانتظار تحوّلات أكبر، إن في الاستحقاقات النيابية المقبلة، وإن في المعادلات الخارجية. نحن لسنا “قطعة من السما”، نحن تفصيل صغير في عالم يتداخل ويتقاطع.

إنفصال “التغييريين” عن حسابات الواقعين المحلي والخارجي يودي بنا الى نهايات غير سعيدة، لا نريد الإستماع الى خطابات تدغدغ مشاعرنا، ليس إلّا..

نحن بحاجة الى أطنان من الواقعية السياسية: ميشال دويهي ورفاقه، كونوا حملة هذه الواقعية، حتى نتمكّن من القفز خطوة – ولو واحدة – إلى الأمام!