جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / ذراع ويد مصاب بالشلل تتحركان بقوة عقله!
2ba477c1-cca4-4f7c-9e65-ef1b7c10e338_16x9_600x338

ذراع ويد مصاب بالشلل تتحركان بقوة عقله!

من المشاهد المألوفة في أفلام هوليوود للخيال العلمي أن يستعيد شخص مصاب بالشلل قدرته على تحريك ذراعه ويده وأصابعه. لكن بفضل سبق تكنولوجي مذهل، تحولت هذه المشاهد الآن إلى واقع حقيقي، يسخر قوة الفكر لتعيد الحياة والحركة إلى أعضاء أُصيبت بالشلل لسنوات.
تعرض بيل كوشيفار إلى حادثة ركوب دراجات تسبب في عدم قدرته على الحركة من كتفيه إلى أسفل لمدة 8 سنوات، وفقاً لما نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
لكن كوشيفار، البالغ من العمر 56 عاماً، أصبح قادراً الآن على إطعام نفسه وهو جالس في كرسيه المتحرك، وذلك باستخدام رقاقة في دماغه تقرأ أفكاره وتترجمها إلى تعليمات لعضلاته. كشف علماء أميركيون مؤخراً أنه في أحد الاختبارات كان الرجل قادراً على أن يغترف ملء شوكة من البطاطا المهروسة من وعاء.

وفي حركة أخرى، رفع كوشيفار كوباً من القهوة إلى شفتيه، ويمكنه حتى هرش أنفه. كوشيفار، من كليفلاند، أوهايو، قال: “بالنسبة لشخص أصيب منذ 8 أعوام، ولا يمكن أن يتحرك، فإن قدرته على إتيان مجرد حركات قليلة يعتبر أمراً رائعاً”.
وهو أول مشلول شللاً رباعياً على مستوى العالم يمكنه بهذا النظام استعادة حركة الذراع واليد. يعد هذا السبق العلمي، الذي نشرته صحيفة “لانسيت”، بادرة أمل في علاج الملايين من المشلولين.
يعمل الابتكار الجديد من خلال تجاوز الأضرار التي لحقت بالحبل الشوكي، والتي تمنع تعليمات صادرة من #المخ من الوصول إلى العضلات. وبدلا من محاولة إصلاح هذا الضرر، وذلك باستخدام الجراحة وطب الخلايا الجذعية، فإن تلك التقنية تعمل على إعادة ربط المخ بالعضلات مباشرة باستخدام رقائق صغيرة ومعالجات الكمبيوتر.
من المعروف أن هناك شريحة صغيرة في القشرة الحركية، وهي الجزء من الدماغ المسؤولة عن حركات الذراع، والتي تسجل أفكار المريض.

بعدها يتم إرسال هذه الأفكار إلى معالج الكمبيوتر وترجمتها، ومن ثم إرسالها إلى سلسلة من الأقطاب الكهربائية، المزروعة في عضلات الكتف، العضلة ذات الرأسين، والذراعين. وكان على كوشيفار أن يتعلم كيفية استخدام نظام تسجيل المخ، وذلك باستخدام أفكاره لتوجيه ذراع افتراضي على الشاشة.
وما إن يتعلم ذلك، يتم توصيل الكمبيوتر بالأقطاب في ذراعه، لتحفيز العضلات غير المستخدمة لمدة 8 ساعات في الأسبوع على مدى 4 أشهر، لإعادتهم إلى الحياة.
وفي نهاية المطاف يتم ربط النظامين، وأصبح كوشيفار قادراً على السيطرة على الأصابع، الإبهام والمعصمين والكوع والكتف في ذراعه اليمنى.
وبعد عامين من الاختبار، أصبح الآن قادراً على إنجاز المهام المعقدة، وفقاً لما أعلنه فريق من جامعة “كيس ويسترن ريزيرف”، في كليفلاند.

وقال كوشيفار: “أنا أجعلها تتحرك من دون الحاجة إلى التركيز الشديد عليها. أنا فقط أفكر في “الخروج”، وبالتالي يبدأ كل شيء في العمل.
وقال الباحث دكتور بوب كيرش: “إنه حقا إنجاز يهز الأرض بالنسبة لمجتمع من يعانون من إصابة الحبل الشوكي. إنها خطوة كبرى نحو استعادة بعض الاستقلالية”.